الفتنة بين سيدنا على وسيدنا معاوية ،
موضوع الفتنة والموضوعات المشابهة له ،
من الواجب علينا ألا نخوض فيها أبدا،
كما قال أحد الصالحين حين سألوه :
ما رأيك فى هذه الفتنه ؟ومن المخطىءفيهم؟ قال
{شىءغاب عنا ، ونزَّه الله سيوفنا عنه ، ننزِّه أعيننا وألسنتنا عن الخوض فيه}
ولما كثر الخوض فى هذا الأمر ، وقيض الله سيدنا عمر بن عبد العزيز ، فى أيام بنى أمية فمنع سبَّ سيدنا على من فوق المنبر فى الخطبة الثانية كما كان متبعا ، واستبدل ذلك بقول الله تعالى
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل90
فسيدنا عمرو بن عبد العزيز يقول : لما تفكرت فى هذا الخلاف ، واحترت فى أسبابه ومبرراته ، نمت فى ليلة ، فرايت رسول الله فى بيت واسع كبير ، وعن يمينه سيدنا أبو بكر الصديق ، وعن يساره سيدنا عمر بن الخطاب ، ثم دخل سيدنا علي ، وبعده دخل سيدنا معاوية ، و قد دخلا بعد ذلك في صالة فسيحة عليها ستار ، واختفيا وراء الستار
وبعد برهة ، خرج سيدنا على رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، وقال : قضي لي ورب الكعبة ، أي ان المحكمة حكمت لصالحه ، قال :ثم خرج بعدة سيدنا معاوية رضي الله عنه وأرضاه ، وقال :
غفر لي ورب الكعبة[3]
أي أن الاثنين براءة ، فاذا كان الإثنان بريئين ، فلماذا نتكلم نحن فيهما؟ كل ما نقوله أن هذا مجتهد وهذا مجتهد ، والمجتهد حكمه أصدره رسول الله فقال
{مَنْ اجْتَهَدَ فَأخْطَأَ ؛ فَلَهُ أجْرٌ , فَإِنْ أصَابَ فَلَهُ أجْرَان}[4]
فهم وصلوا إلي مقام الاجتهاد ، لأنهم اصحاب رسول الله ، فسيدنا علي هو باب مدينة العلم ، وسيدنا معاوية كاتب الوحي ، فوصلا إلي مقام الإجتهاد والذي يصل إلي مقام الإجتهاد ؛ لو اخطأ في اجتهاده له أجر ، وليس عليه وزر ، فما الذي يدخلنا في مثل هذة الامور
{3} رواه ابن أبي الدنيا بسنده إلى عمر بن عبدالعزيز
{4} رواه البخارى عن عمرو بن العاص رضى الله عنه
اضغط للتحميل أو المطالعة مجانا