بعض الناس يستدين ليحج وهذا ليس من الشرع فقد سُئِل صلى الله عليه وسلم:
"عنَ الرَّجُلِ لَمْ يَحُجّْ أيَسْتَقْرِضُ لِلْحَجِّ؟ قال صلى الله عليه وسلم: لاَ"(1)
بعض الناس ممن تلطخوا بالمال الحرام ينوى الحج منه معتقداً رفع الوزر، وهذا وهمٌ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَجَّ الرَّجُلُ بِمَالٍ مِنْ غَيْرِ حِلهِ فَقَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، قَالَ اللَّهُ: لاَ لَبَّيْكَ وَلاَ سَعْدَيْكَ ه?ذَا مَرْدُودٌ عَلَيْكَ " (2)
يتشدَّد بعض العلماء فيبطل حج من يعمل بالأماكن المباركة أو ما جاورها أو أصحاب المهن أثناء المناسك بحجة أنه لم يقصد البيت لذاته، وهذا ليس بشيء لأنه يقصد بتوجهه إلى البيت ولو كان في مكة أداء هذه الفريضة تنفيذا لأمر الله ورسوله، وإن كان لا يستوي في الأجر مع من جاء من بعيد، لأن الأجر على قدر المشقة، ولكن عمله صحيح يثاب عليه ما دام أخلص فيه النية لله عزَّ وجلَّ.
يفتى البعض بأن مال الحج إذا أخذه عن طريق الهبة كأن يعطيه إنسان نفقات الحج أو يقوم بتجهيزه، بأن هذا العمل باطل، وهذا غير صحيح لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسع الأمر وأباح الحج عن الغير، وفيه يتحمل الحاج عنه تكاليف الحج وبل مشقة أداء المناسك نفسها، وتكتب الحجة كلها لمن وهبها له فضلاً من الله ومنة، فالمال الموهوب هو من أحلَّ الحلال في نظر الشريعة الإسلامية فلا شيء في ذلك.
بعض الناس يتردد عن الحج ويلتمس لنفسه العذر، لأنه يحسب نفقات المشتريات والهدايا التي تعوّد عليها الناس، وهذا رأى خاطئ لأن الحاج غير مكلف بإحضار هدايا للأهل وللرفاق وخير هدية يهديها لهمأن يدعو ويستغفره لهم، وهذا فعل السلف الصالح وفيه يقول صلى الله عليه و سلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحاجّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحاجُّ " (3)
ويقول: " تَلَقُّوا الْحُجَّاجَ وَالْعُمَّارَ وَالْغُزَاةَ فَلْيَدْعُوا لَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَدَنَّسُوا(4)
والبعض يعتذر عن الحج مع وجود الاستطاعة؛ بحجة أنه يريد المال لتزويج أولاده، فإن كان أبناؤه فى سن الزواج وأقدموا عليه ويحتاجون هذا المال فالأولى له أن يؤخر الحج ويزوجهم، أما إن كانوا صغار السن، فعليه التعجيل بالحج ويأثم إذا أخّره عن ذلك الوقت.
يخطئ الكثيرون ظناً أن نفقات الحج غرامة يتحملونها مع أنه في الحقيقة كل درهم ينفقونه يعوضه الله عزَّ وجلَّ لهم بنسبة كبيرة جداً جداً يقول فيها صلى الله عليه وسلم:"النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله، الدرهم بسبعمائة ألف درهم"(5)
ووعد الله بإخلاف كل مال ينفقه المؤمن في هذا الطريق
في قوله تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ39)
.
(1)رواه البيهقى ومسند الشافعى،عن عبد الله بن أبى أوفى رضي الله عنه.