الصمت: درجاته، وثمرته
الصمت أنواع:
النوع الأول: صمت الظاهر: وهو لظاهر الجسم الإمتناع عن حركة اللسان، وهذا بابٌ عظيمٌ يدخل منه من أراد أن يفوز بالحكمة من حضرة الرحمن،
قال صلي الله عليه وسلم :{ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّنُ الْحِكْمَةَ }(1)
يفتح له كنوز الحكمة من الحكيم عز وجل
{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا }(269البقرة).
النوع الثاني: صمت العقل: عن الخواطر الرديِّة التي فيها انشغالٌ عن الحضرة الإلهية، فكلما وجد خاطراً يشغله عن الله يسُدُّه ويصمت إلاَّ عن الخواطر الإلهية.
النوع الثالث: صمت النفس: وصمتُ النفس عن الهواجس والوساوس التي توسوس بها وتخنِّس بها في صدور الناس، وتدفعهم إلى الإبقاء عن الطاعات، أو التثاقل عن عمل الصالحات، أو والعياذ بالله التسابق والتسارع إلى الحظوظ والشهوات.
وكل هذا سببه خواطر النفس، فلا بد أن يصمت عن هذه الخواطر، ويفتح باب الخواطر الحقية، والخواطر الرحمانية، والخواطر الملكوتية.
النوع الرابع: صمت القلب: وصمت القلب هي صولة إلهية، وعطية ربانية، يصول الحق عز وجل صولة فلا يدع للباطل بقية، وهي عناية من الله، وإكرامٌ من الله ببركات ونظرات سيدنا ومولانا رسول الله.
فإذا فاز بذلك رُزق بالمشاهدات والتجليات، وهي للروح، ولكي تفوز بالحظ الأعظم وبالكرم الأعمّ يجب أن تصمت عن هذه المشاهدات، ولا تلتفت إلى هذه المنازلات، وتُوجه باصرة المرء إلى مقلب القلوب ، ويتأسى في ذلك بمن مدحه الله وقال في شأنه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ }(17النجم)
وهذا ماحدث بعد ذلك:
{لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ} (18النجم) وليست آيات الكون.
فالصمتُ معراجٌ وجوعك طُهرةٌ
والصمت رفرف حضرة التواب
فالصمت يلازم كل المقامات بحسبها، وبدايته صمت اللسان عن الكلام الذي نهى عنه الحنان المنان حيث قال في القرآن:
{ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ }(114النساء)
وفيه يقول صلي الله عليه وسلم:{ الصَّمْتُ حُكْمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ }(2)
(1)الرسالة القشيرية وحلية الأولياء لأبي نعيم، وسنن ابن ماجة برواية "يلقى الحكمة" عن عبد الرحمن بن زهير رضي الله عنه
(2)مسند الشهاب والبيهقي عن أنس رضي الله عنه
من كتاب إشارات العارفين
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
الصمت أنواع:
النوع الأول: صمت الظاهر: وهو لظاهر الجسم الإمتناع عن حركة اللسان، وهذا بابٌ عظيمٌ يدخل منه من أراد أن يفوز بالحكمة من حضرة الرحمن،
قال صلي الله عليه وسلم :{ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّنُ الْحِكْمَةَ }(1)
يفتح له كنوز الحكمة من الحكيم عز وجل
{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا }(269البقرة).
النوع الثاني: صمت العقل: عن الخواطر الرديِّة التي فيها انشغالٌ عن الحضرة الإلهية، فكلما وجد خاطراً يشغله عن الله يسُدُّه ويصمت إلاَّ عن الخواطر الإلهية.
النوع الثالث: صمت النفس: وصمتُ النفس عن الهواجس والوساوس التي توسوس بها وتخنِّس بها في صدور الناس، وتدفعهم إلى الإبقاء عن الطاعات، أو التثاقل عن عمل الصالحات، أو والعياذ بالله التسابق والتسارع إلى الحظوظ والشهوات.
وكل هذا سببه خواطر النفس، فلا بد أن يصمت عن هذه الخواطر، ويفتح باب الخواطر الحقية، والخواطر الرحمانية، والخواطر الملكوتية.
النوع الرابع: صمت القلب: وصمت القلب هي صولة إلهية، وعطية ربانية، يصول الحق عز وجل صولة فلا يدع للباطل بقية، وهي عناية من الله، وإكرامٌ من الله ببركات ونظرات سيدنا ومولانا رسول الله.
فإذا فاز بذلك رُزق بالمشاهدات والتجليات، وهي للروح، ولكي تفوز بالحظ الأعظم وبالكرم الأعمّ يجب أن تصمت عن هذه المشاهدات، ولا تلتفت إلى هذه المنازلات، وتُوجه باصرة المرء إلى مقلب القلوب ، ويتأسى في ذلك بمن مدحه الله وقال في شأنه: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ }(17النجم)
وهذا ماحدث بعد ذلك:
{لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ} (18النجم) وليست آيات الكون.
فالصمتُ معراجٌ وجوعك طُهرةٌ
والصمت رفرف حضرة التواب
فالصمت يلازم كل المقامات بحسبها، وبدايته صمت اللسان عن الكلام الذي نهى عنه الحنان المنان حيث قال في القرآن:
{ لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ }(114النساء)
وفيه يقول صلي الله عليه وسلم:{ الصَّمْتُ حُكْمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ }(2)
(1)الرسالة القشيرية وحلية الأولياء لأبي نعيم، وسنن ابن ماجة برواية "يلقى الحكمة" عن عبد الرحمن بن زهير رضي الله عنه
(2)مسند الشهاب والبيهقي عن أنس رضي الله عنه
من كتاب إشارات العارفين
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد