قلب العبد الحقيقي ؛؛؛؛
بيت الله وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة، وهو رئيس الجسم ومليكه مع السلامة من
الآفات وزوال الموانع، بصلاحه صلاح الجسد وبفساده فساده، ليس لعضو ولا جارحة حركة ولا ظهور ولا كمون
ولا حكم ولا تأثير إلا عن أمره.
وهو محل القبض والبسط، والرجاء والخوف، والشكر والصبر، وهو محل الإيمان والتوحيد، ومحل التنزيه والتجريد، وهو ذو الجلال والجمال والأنس والهيبة والتداني والترقي والتدلي والتلقي والوصل والفصل والغيرة والحيرة.
كما أنه صاحب الجهل والغفلة والظن والشك والكبر والكفر والنفاق والرياء والعجب والحسد ومحل الأوصاف المذمومة كلها، إذا لم ينظر الله إليه ولا أدناه منه حرمه التوفيق والهداية وخيبته في الأزل العناية.
القلب هو رسول الله الحق إلى الجسم فإما صادق وإما دجال، إما مضل وإما هاد،
فإن كان كريماً أُكرم، وإن كان لئيماً أسلم، فإن كان رسول خير وإمام هدى حرك أجناده بالطاعة، وتوجهت سفراؤه إلى أمرائه من عالم الغيب وعالم الشهادة لكل أمير بما يليق به من التكليف الذي تقتضيه حقيقته.
فالقلب له أمراؤه في عالم الملكوت يسمون أرواحاً، وله أمراء في عالم الملك ونسميهم الحواس كحاسة السمع وحاسة البصر وحاسة الشم وحاسة الذوق وحاسة اللمس، فإذا نفذ الأمر الإلهي إلى أحد هؤلاء الأمراء من القلب بادر إلى امتثال ما ورد عليه على حسب حقيقته.
وهؤلاء السفراء هم الخواطر التي تتوجه من القلب إلى هذه الأعضاء، فكل كرامة للأعضاء هي راجعة إلى القلب وعائدة عليه، ولولاه لم يكن من ذلك شيء لتلك الأعضاء،
فإن كل عمل صدر من الأعضاء الظاهرة أو الباطنة إن لم يصحبه الإخلاص الذي هو عمل القلب كان ذلك العمل هباءا منثوراً، لا يصح له نتيجة أصلاً ولا يورث سعادة أبدية لقول الله تعالى:
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) (البينة) وقول الرسول ﷺ :
{ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه } سنن الترمذي
فتبين بهذا أن الأعمال الظاهرة والباطنة كلها يزكيها عمل القلب أو يجرحها، فليس للأعضاء إذا حركة ولا سكون في طاعة شرعية ولا معصية إلا عن أمر القلب وإرادته.
من كتاب خبايا القلب
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد
بيت الله وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة، وهو رئيس الجسم ومليكه مع السلامة من
الآفات وزوال الموانع، بصلاحه صلاح الجسد وبفساده فساده، ليس لعضو ولا جارحة حركة ولا ظهور ولا كمون
ولا حكم ولا تأثير إلا عن أمره.
وهو محل القبض والبسط، والرجاء والخوف، والشكر والصبر، وهو محل الإيمان والتوحيد، ومحل التنزيه والتجريد، وهو ذو الجلال والجمال والأنس والهيبة والتداني والترقي والتدلي والتلقي والوصل والفصل والغيرة والحيرة.
كما أنه صاحب الجهل والغفلة والظن والشك والكبر والكفر والنفاق والرياء والعجب والحسد ومحل الأوصاف المذمومة كلها، إذا لم ينظر الله إليه ولا أدناه منه حرمه التوفيق والهداية وخيبته في الأزل العناية.
القلب هو رسول الله الحق إلى الجسم فإما صادق وإما دجال، إما مضل وإما هاد،
فإن كان كريماً أُكرم، وإن كان لئيماً أسلم، فإن كان رسول خير وإمام هدى حرك أجناده بالطاعة، وتوجهت سفراؤه إلى أمرائه من عالم الغيب وعالم الشهادة لكل أمير بما يليق به من التكليف الذي تقتضيه حقيقته.
فالقلب له أمراؤه في عالم الملكوت يسمون أرواحاً، وله أمراء في عالم الملك ونسميهم الحواس كحاسة السمع وحاسة البصر وحاسة الشم وحاسة الذوق وحاسة اللمس، فإذا نفذ الأمر الإلهي إلى أحد هؤلاء الأمراء من القلب بادر إلى امتثال ما ورد عليه على حسب حقيقته.
وهؤلاء السفراء هم الخواطر التي تتوجه من القلب إلى هذه الأعضاء، فكل كرامة للأعضاء هي راجعة إلى القلب وعائدة عليه، ولولاه لم يكن من ذلك شيء لتلك الأعضاء،
فإن كل عمل صدر من الأعضاء الظاهرة أو الباطنة إن لم يصحبه الإخلاص الذي هو عمل القلب كان ذلك العمل هباءا منثوراً، لا يصح له نتيجة أصلاً ولا يورث سعادة أبدية لقول الله تعالى:
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) (البينة) وقول الرسول ﷺ :
{ إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه } سنن الترمذي
فتبين بهذا أن الأعمال الظاهرة والباطنة كلها يزكيها عمل القلب أو يجرحها، فليس للأعضاء إذا حركة ولا سكون في طاعة شرعية ولا معصية إلا عن أمر القلب وإرادته.
من كتاب خبايا القلب
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد