فَضْلُ الصَّلاةِ على النَّبيِّ
نحن أحوج ما نكون إلى الصلاة على سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الزمن الذي نحن فيه، فقد كثرت المشكلات، وزادت المعضلات، وانتشرت الآفات، وكست الظلمات، ولا مخرج لنا منها إلا بنور الله وحبيب الله ومصطفاه
ليخرجنا - كما أخرج العرب وغير العرب - من الظلمات إلى النور
فهو صلي الله عليه وسلم إلى يوم القيامة الذي يخرج الناس من كل الظلمات إلى نور الله.
ومع اختلاف الظلمات يكون اختلاف التوجهات النورانية المحمدية الموجهة للقضاء على هذه الظلمات، وهذا سر قول الله عز وجل
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }(128:التوبة):
فهو صلي الله عليه وسلم حريص على إخراجنا من كل مشكلة، وحريص على نجاتنا من كل معضلة، وحريص على حمايتنا عند كل كارثة مذهلة،
لكن علينا أن نقدِّم الطلب لله أننا نريد أن يخرجنا سيِّدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم مما نتعرض له في هذه الحياة، ومما نخاف منه يوم لقاء الله، والطلب الذي نقدمه له .. ما هو؟
يا ربِّ صلِّ على مُحَمَّد
أحمد حبيبي ضيا العيون
وهذا الطلب يا إخواني لا يرد:
بل إن الاستمارة المعتمدة في الملأ الأعلى، والنموذج الذي يعرض الإنسان فيه حاله على الله، والذي ينزل من السجل النبوي الإلهي، .. ما هو؟
لما وجد صلي الله عليه وسلم رجلاً يكتب الطلب وبهذا الطلب يدعو الله عز وجل مباشرة، نادي عليه سيدنا ومولانا رسول صلي الله عليه وسلم وقال له معلما ما يعنى أنه أخطأ طريقة كتابة هذا الطلب (الدعاء) فليست هكذا، فنظر إليه الرجل طويلاً فقال صلي الله عليه وسلم مستأنفًا الكلام:
{ إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة علي، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويرد الأخرى }.(1)
إذن النموذج المحمدي لعرض الحال على الله؛
والذي يريد عرض حاله على الله ويستجيب له الله ماذا يفعل؟
- يبدأ بالصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم يذكر حاجته - إن كانت حاجة من حاجات الدنيا، أو حاجة من حاجات الآخرة .
- ثم يصلِّي على رسول الله صلي الله عليه وسلم .
- وفي الختام يتوجه إلى الله. صلي الله عليه وسلم
- والله عز وجل يَقْبَلُ الصلاة التي في البداية والصلاة التي في النهاية،
- لأنه آلى على نفسه ألا يَرُدَّ صلاةً على حبيبه ومصطفاه مهما كان حال قائلها، إلا إذا كان يقولها على هيئة السخرية والاستهزاء، وهذا والعياذ بالله يتعرض لأشد البلاء، لكن إذا كان يقولها عبادة له، وتوجُّهاً إلى حضرة الله، فإن الله يَقْبَلُهَا بلا شك:
أَدِمْ الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
فَقَبُولُهَا حَتْمٌ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
أَعْمَالُنَا بَيْنَ القَبُولِ وَرَدِّهَا
إلاَّ الصلاةَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
لأن أي عمل آخر لابد فيه مع قول اللسان من حضور القلب، ولذا يقول :
{ لا يقبل الله دعاءً مِنْ قَلْبٍ لاهٍ }(2)
و(لاهٍ) يعني: مشغول، والذي يدعو الله سواء في الصلاة أو خارج الصلاة وهو مشغول في المصالح، أو في البيت، أو مع الأولاد أو غيره، لا يقبل الله منه هذا الدعاء، ولا يقبل الله الذكر لحضرته عز وجل إلاَّ إذا كان عن حضور قلب، ولا يقبل تلاوة القرآن إلا إذا كانت عن طهارة ظاهرة وباطنة للحنان المنان.
لكن الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم مقبولة على كل حال، فهي الصلاة التي لم يشترط لها الله طهارة في بدايتها, والصلاة التي نصليها لله لا تنفع بغير وضوء، فلابد للإنسان أن يتوضأ قبلها ويتطهر قبلها لله عزَّ وجلَّ، لكن الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم جائزة على أي حال، وتَصِحُّ على أي وضع، لأن الله عز وجل قال في شأنها:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56:الأحزاب)
وسلِّمُوا بما وراء ذلك من علم الله.
فأي عمل يحتاج الإنسان أن يقبله منه الله لابد أن يبدأه بالصلاة على رسول الله، ويختمه بالصلاة على رسول الله
(1)روى الترمذي وأبو داود عن فضالة بن عبيد t: {أن رجلاً دخل المسجد، فصلى فقال: رب اغفر لي وارحمني، فقال النبي : (عجلت أيها المصلي، إذا دخلت فقعدت في الصلاة فاحمد الله، وصلِّ على النبي ، ثم سل حاجتك. ثم جاء رجل آخر، فصلَّى، فحمد الله وصلَّى على النبي ، ثم سأل حاجته، فقال له النبي : (أيها المصلي، سَلْ تجب، أو ادع تجب }، وفى كشف الخفاء: قال في المقاصد وفي الإحياء مرفوعا مما لم أقف عليه وإنما هو عن أبي الدرداء من قوله: إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة علي، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويرد الأخرى، انتهى، ورواه عنه ابن الجزري في حصنه بلفظ إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة على النبي ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.
(2)رواه الترمذي في مسنده والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة t
الرحمة المهداة
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد
نحن أحوج ما نكون إلى الصلاة على سيدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الزمن الذي نحن فيه، فقد كثرت المشكلات، وزادت المعضلات، وانتشرت الآفات، وكست الظلمات، ولا مخرج لنا منها إلا بنور الله وحبيب الله ومصطفاه
ليخرجنا - كما أخرج العرب وغير العرب - من الظلمات إلى النور
فهو صلي الله عليه وسلم إلى يوم القيامة الذي يخرج الناس من كل الظلمات إلى نور الله.
ومع اختلاف الظلمات يكون اختلاف التوجهات النورانية المحمدية الموجهة للقضاء على هذه الظلمات، وهذا سر قول الله عز وجل
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }(128:التوبة):
فهو صلي الله عليه وسلم حريص على إخراجنا من كل مشكلة، وحريص على نجاتنا من كل معضلة، وحريص على حمايتنا عند كل كارثة مذهلة،
لكن علينا أن نقدِّم الطلب لله أننا نريد أن يخرجنا سيِّدنا ومولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم مما نتعرض له في هذه الحياة، ومما نخاف منه يوم لقاء الله، والطلب الذي نقدمه له .. ما هو؟
يا ربِّ صلِّ على مُحَمَّد
أحمد حبيبي ضيا العيون
وهذا الطلب يا إخواني لا يرد:
بل إن الاستمارة المعتمدة في الملأ الأعلى، والنموذج الذي يعرض الإنسان فيه حاله على الله، والذي ينزل من السجل النبوي الإلهي، .. ما هو؟
لما وجد صلي الله عليه وسلم رجلاً يكتب الطلب وبهذا الطلب يدعو الله عز وجل مباشرة، نادي عليه سيدنا ومولانا رسول صلي الله عليه وسلم وقال له معلما ما يعنى أنه أخطأ طريقة كتابة هذا الطلب (الدعاء) فليست هكذا، فنظر إليه الرجل طويلاً فقال صلي الله عليه وسلم مستأنفًا الكلام:
{ إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة علي، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويرد الأخرى }.(1)
إذن النموذج المحمدي لعرض الحال على الله؛
والذي يريد عرض حاله على الله ويستجيب له الله ماذا يفعل؟
- يبدأ بالصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ثم يذكر حاجته - إن كانت حاجة من حاجات الدنيا، أو حاجة من حاجات الآخرة .
- ثم يصلِّي على رسول الله صلي الله عليه وسلم .
- وفي الختام يتوجه إلى الله. صلي الله عليه وسلم
- والله عز وجل يَقْبَلُ الصلاة التي في البداية والصلاة التي في النهاية،
- لأنه آلى على نفسه ألا يَرُدَّ صلاةً على حبيبه ومصطفاه مهما كان حال قائلها، إلا إذا كان يقولها على هيئة السخرية والاستهزاء، وهذا والعياذ بالله يتعرض لأشد البلاء، لكن إذا كان يقولها عبادة له، وتوجُّهاً إلى حضرة الله، فإن الله يَقْبَلُهَا بلا شك:
أَدِمْ الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
فَقَبُولُهَا حَتْمٌ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
أَعْمَالُنَا بَيْنَ القَبُولِ وَرَدِّهَا
إلاَّ الصلاةَ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدِ
لأن أي عمل آخر لابد فيه مع قول اللسان من حضور القلب، ولذا يقول :
{ لا يقبل الله دعاءً مِنْ قَلْبٍ لاهٍ }(2)
و(لاهٍ) يعني: مشغول، والذي يدعو الله سواء في الصلاة أو خارج الصلاة وهو مشغول في المصالح، أو في البيت، أو مع الأولاد أو غيره، لا يقبل الله منه هذا الدعاء، ولا يقبل الله الذكر لحضرته عز وجل إلاَّ إذا كان عن حضور قلب، ولا يقبل تلاوة القرآن إلا إذا كانت عن طهارة ظاهرة وباطنة للحنان المنان.
لكن الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم مقبولة على كل حال، فهي الصلاة التي لم يشترط لها الله طهارة في بدايتها, والصلاة التي نصليها لله لا تنفع بغير وضوء، فلابد للإنسان أن يتوضأ قبلها ويتطهر قبلها لله عزَّ وجلَّ، لكن الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم جائزة على أي حال، وتَصِحُّ على أي وضع، لأن الله عز وجل قال في شأنها:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (56:الأحزاب)
وسلِّمُوا بما وراء ذلك من علم الله.
فأي عمل يحتاج الإنسان أن يقبله منه الله لابد أن يبدأه بالصلاة على رسول الله، ويختمه بالصلاة على رسول الله
(1)روى الترمذي وأبو داود عن فضالة بن عبيد t: {أن رجلاً دخل المسجد، فصلى فقال: رب اغفر لي وارحمني، فقال النبي : (عجلت أيها المصلي، إذا دخلت فقعدت في الصلاة فاحمد الله، وصلِّ على النبي ، ثم سل حاجتك. ثم جاء رجل آخر، فصلَّى، فحمد الله وصلَّى على النبي ، ثم سأل حاجته، فقال له النبي : (أيها المصلي، سَلْ تجب، أو ادع تجب }، وفى كشف الخفاء: قال في المقاصد وفي الإحياء مرفوعا مما لم أقف عليه وإنما هو عن أبي الدرداء من قوله: إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة علي، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما ويرد الأخرى، انتهى، ورواه عنه ابن الجزري في حصنه بلفظ إذا سألت الله حاجة فابدأ بالصلاة على النبي ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة عليه فإن الله بكرمه يقبل الصلاتين وهو أكرم من أن يدع ما بينهما.
(2)رواه الترمذي في مسنده والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة t
الرحمة المهداة
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد