حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    تنوع الابتلاء للرسل والأنبياء

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

     تنوع الابتلاء للرسل والأنبياء Empty تنوع الابتلاء للرسل والأنبياء

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أكتوبر 22, 2023 9:45 am

    🍁 تنوع الابتلاء للرسل والأنبياء
    يضرب لنا المثل تلو المثل بأنبيائه ورسله :وقد نوع عليهم ألوان البلاء حتى لا تظن أنك وحدك الذي أفردت بالبلاء فلك مثل وأسوة وقدوة في كل بلاء بعباد الله المرسلين والنبيين وليس الأتقياء فقط ،
    فإذا أدخلت السجن ظلماً فإن يوسف دخل السجن ظلماً ،
    وإذا حرمت من الأب والأم صغيراً بغير جريرة ولا سبب فإن رسول الله وكذلك يوسف قد حرما من الأب والأم بلا ذنب ولا جريرة ، وإذا تعرضت لجبارين فإن كل أنبياء الله تعرضوا لأعتى الجبابرة ، إبراهيم للنمروذ وموسى لفرعون ورسول الله لأبي جهل وقد قال فيه: فرعوني أشد علىَّ من فرعون أخي موسى عليه .
    وإذا كنت قد حرمت من نعمة الولد فإن إبراهيم لم يحصل على الولد إلا عند الثمانين عاماً ، وبعد أن أعطاه الله مناه أمره أن يأخذه وأمه ويجعلهم في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا أنيس ولا ماء ، وبعد أن بلغ ريعان الشباب وأصبح يسر الناظرين أمره أن يذبحه حتى لا تبقى في قلبه شعبة لغير رب العالمين ، لكي لا ينشغل إلا بالله جل في علاه ،
    🍁وهنا سر آخر من أسرار البلاء أن الله يريد من العبد ألا ينشغل إلا بمولاه فإذا مال القلب لأي ناحية من الأنحاء سلط الله عليه البلاء ليرجع إلى الله ويقول :
    يا رب ادفع عني هذا أو سهل لي هذا، فيرجع إلى الله فلا يرد العبد إلى مولاه إلا البلاء الذي يتعرض له في هذه الحياة .. لكن لو غطى بالنعيم:
    🍁{إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَ}(العلق)
    وإذا كنت لم ترزق إلا بالبنات فإن نبي الله لوط لم يرزق إلا بالبنات ،
    وحبيبنا صلى الله عليه وسلم لم يعش له من جملة أولاده إلا البنات ،
    وإن كنت تقول الدنيا ومشاغلها تشغلني عن طاعة الله فما عذرك الذي تقدمه إلى الله إن أقام عليك الحجة وقال لك : أيهما كان أشغل أنت أم النبي الملك سليمان على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأتم السلام ، الذي سخر الله له الريح، وسخر الله له الجن وأتاه ملكا لم يأته أحداً من الأولين والآخرين ، ومع ذلك لم ينشغل عن الله طرفة عين .
    وإن كانت تحدثك نفسك أنك مشغول بالعبادة فلا يجب أن تسعى لتحصيل القوت وعلى الخلق أن يعينوك ويكفونك القوت ، فقل لها وهل بلغت في العبادة مبلغ داود عليه السلام وقد قال في شأنه نبينا صلى الله عليه وسلم :
    🍁{ ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده }(1)
    وإن زعمت أنك تيأس من رحمة الله لأنك لا تجد من يعينك في بلدتك على طاعة الله ولا تجد إخواناً فقد قال الله في شأن لوط:
    🍁{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ}( 36 الزاريات}
    ومع ذلك لم ينشغل عن عبادة الله لحظة أو أقل.
    (1)صحيح البخاري
    🌿 🍁 من كتاب أسرار خلة إبراهيم عليه السلام
    🌿 🍁 لفضيلة الشيخ/فوزي محمد أبو زيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 2:41 pm