الرئيسية
الأعمال في عشر ذي الحجة =============================
السؤال : ما أفضل الأعمال في أيام العشر من ذي الحجة؟
ورد في الأثر: ((إذا أحب الله عبدًا، وفقه لصالح الأعمال في أفضل الأوقات)) وأفضل الأعمال المباركة التي سنَّها لنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم) في هذه الأيام هي كما يلي:
أولًا: الصوم
وهو أن نصوم ما تيسَّر من هذه الأيام، وخاصةً يوم عرفة، لقوله تعالي:
{ صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ }[1]
وفي رواية أخرى: { صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ مَاضِيَةً وَمُسْتَقْبَلَةً }[2]
وهذا إذا لم يكن الإنسان ممنوعًا طبيًا من الصيام، فإن الصيام للمنوع طبيًا يكون في شأنه حرام، لأنه مخالفة تؤدي لمزيد الأمراض والأسقام، أو يؤثر على عمله الذي يعمله، فعمله هو غاية الأمل، وشرط الصيام أن لا يؤثر على صحة الإنسان، ولا على المكلف به في هذه الحياة الدنيا نحو مجتمعه أو نحو نفسه. ثانيًا: التكبير
إن الحجاج في الأراضي المقدسة لهم التلبية، ونحن في باقي بقاع الأرض جماعة المسلمين لنا التكبير. والتكبير منه التكبير المطلق، والتكبير المحدد، والتكبير المطلق كان يفعله سيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا عبد الله بن عباس وغيرهم، ويبدأ من أول يوم من شهر ذي الحجة.
أما التكبير المحدد الذي ينبغي أن نهتدي إليه ونتمسك به جميعًا فيبدأ من بعد فجر يوم عرفة، إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد، ونقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
رأى الإمام الشافعي (رضي الله عنه) واستحسن ما يقوله أهل مصر عندما يقولون:
(الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً أصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أتباع سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا).
وأضاف البعض (وعلى أشياع سيدنا محمد) وهذه إضافة أضافها الشيعة عندما كانوا يحكمون مصر، وهي ليست من الصيغة التي ارتضاها أهل مصر.
فهذا التكبير يكبره الإنسان بعد الصلوات المفترضات إن كان في جماعة أو كان بمفرده، إن كان في بيته أو كان في أي مكان، وكذا يُسن أن يقوله بعد الصلوات المسنونات، أي بعد صلاة الضُحى أو بعد صلاة الجنازة.
وهذا هو نظام التكبير الذي ينبغي أن نعلِّمه لنسائنا وبناتنا وشبابنا، وأن نكبر عند الخروج إلى صلاة العيد من بيوتنا إلى أن نصل إلى أماكن الصلاة إن شاء الله.
ثالثًا: الدعاء وهو أن ينشغل الإنسان يوم عرفة بالدعاء وبالاستغفار، وبتكرار ذكر الله(سبحانه وتعالي )وتلاوة ما تيسر من القرآن، لأنه أفضل أيام الدنيا.
ولا ينشغل فيه بلهو ولا لعب ولا قيل ولا قال، وإنما يجعله يومًا خالصًا لله I، ليشارك الحجيج أجرهم وثوابهم عند الله تبارك وتعالى.
رابعًا: الأُضحية
وهذا إن كان عنده أُضحية، فلا يذبحها إلا بعد صلاة العيد، لقول الله تعالى ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ )(الكوثر) فإذا ذبحها قبل ذلك، كان كما قال تعالي: { إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ، فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ }[3]
وأن تكون هذه الأُضحية بشروطها الشرعية التي شرحناها قبل ذلك .============================
[1] صحيح مسلم والنسائي عن أبي قتادة رضي الله عنه
[2] مسند أحمد عن أبي قتادة رضي الله عنه
[3] البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام 
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله ===========================
