تابع تجـلى الله على الإنسان
سـيدنا على رضي الله عنه وكرم الله وجه يقول:
{ أيـها الإنسان تُبصر بشحمة وتسمع بعظمة وتنطـق بلحمة}
فما الذى تنظر بــه؟ قطعة شحم والعزيز الغفار جعلها مالحة لكى لا تتعفن وتسمع بعظمة والحفيظ عز وجل يحفظها بمادة مرة لكى لا يدخلها دبيب أو حشرات صغيرة أو كبيرة تؤذيك وتغلق السمع الذى فتحه خالقك وباريك وتتكلم بقطعة لحم وتتذوق الطعام بها وتلوك الأكل وتدخل بها وتشعر بمذاق كل شئ بها لأن فيها حاسة التذوق،
وكل ذلك جـاء من تجـلى الله على الإنسان الـذى جعـله خليـفة عنـه فى هـذه الحيـاة :
( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ ) [26 ص]
كيف يكون الخليفة؟
لأنـه حمل أسماء الله وصفات الله ومن يحمل أسماء الله وصفات الله عليه أن يعـرف أنها أمـانة فيستخدمها كما يريـد الله وكمـا وضـح الله فى كتاب الله وكما بين حبيـب الله (ﷺ) فى سننه ولا يستخدمها فى حظه وهواه وهذا هى العتبة التى يقف عندها العارفون والصالحون .
ويرى الواحد منهم دائما نفسه فى هذه الزاوية ولا يريد أن يتركها إذا ارتقى وتركها قليلا يعود إلى .. خلقتك ولم تك شيئا !!
( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) [الإنسان]
لم أكن أى شئ ثم أصبحت بعدها شئ لكن بالله ، وبفضل الله ، وبقوة الله وبمعونة الله ، وبتوفيق الله وهذه القوة من الله وليست من الطعام والحول الذى معى كذلك من الله عز وجل ....
إذا لا ينبغى أن ارتكب به الذنوب العظام والآثـام التى تغضـب الملك العـلام عز وجل أتعصـى الله بقـوتـه ؟ أتغضب الله عز وجل بفضله وجوده الذى فيك ورحمته ؟ وعلى الإنسان أن يقف عند هذا الأمر ويحكى دائما على فضل الله وعلى كرم الله ولا ينظر إلى نفسه أبداً،
فرجوع الإنسان ووقوف الإنسان عند مقام بدايته إن كان طيناً أو ماءاً مهيناً ... أو لم يكن شيئاً هو الدواء للداء العضال الذى هو الشرك بالله عز وجل !! فلا دواء مثل ذلك، ولذلك يقـول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه :
علمت نفسى أنى كنت لا شئ
فصرت لا شئ فى نفس وفى كلى
به تنزه صرت الآن موجوداً
به وجودى وامدادى به حولى
ومن أنا عدمٌ الله جملنى
فصرت صورته العليا بلا نيل
=======================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله =
سـيدنا على رضي الله عنه وكرم الله وجه يقول:
{ أيـها الإنسان تُبصر بشحمة وتسمع بعظمة وتنطـق بلحمة}
فما الذى تنظر بــه؟ قطعة شحم والعزيز الغفار جعلها مالحة لكى لا تتعفن وتسمع بعظمة والحفيظ عز وجل يحفظها بمادة مرة لكى لا يدخلها دبيب أو حشرات صغيرة أو كبيرة تؤذيك وتغلق السمع الذى فتحه خالقك وباريك وتتكلم بقطعة لحم وتتذوق الطعام بها وتلوك الأكل وتدخل بها وتشعر بمذاق كل شئ بها لأن فيها حاسة التذوق،
وكل ذلك جـاء من تجـلى الله على الإنسان الـذى جعـله خليـفة عنـه فى هـذه الحيـاة :
( يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ ) [26 ص]
كيف يكون الخليفة؟
لأنـه حمل أسماء الله وصفات الله ومن يحمل أسماء الله وصفات الله عليه أن يعـرف أنها أمـانة فيستخدمها كما يريـد الله وكمـا وضـح الله فى كتاب الله وكما بين حبيـب الله (ﷺ) فى سننه ولا يستخدمها فى حظه وهواه وهذا هى العتبة التى يقف عندها العارفون والصالحون .
ويرى الواحد منهم دائما نفسه فى هذه الزاوية ولا يريد أن يتركها إذا ارتقى وتركها قليلا يعود إلى .. خلقتك ولم تك شيئا !!
( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا) [الإنسان]
لم أكن أى شئ ثم أصبحت بعدها شئ لكن بالله ، وبفضل الله ، وبقوة الله وبمعونة الله ، وبتوفيق الله وهذه القوة من الله وليست من الطعام والحول الذى معى كذلك من الله عز وجل ....
إذا لا ينبغى أن ارتكب به الذنوب العظام والآثـام التى تغضـب الملك العـلام عز وجل أتعصـى الله بقـوتـه ؟ أتغضب الله عز وجل بفضله وجوده الذى فيك ورحمته ؟ وعلى الإنسان أن يقف عند هذا الأمر ويحكى دائما على فضل الله وعلى كرم الله ولا ينظر إلى نفسه أبداً،
فرجوع الإنسان ووقوف الإنسان عند مقام بدايته إن كان طيناً أو ماءاً مهيناً ... أو لم يكن شيئاً هو الدواء للداء العضال الذى هو الشرك بالله عز وجل !! فلا دواء مثل ذلك، ولذلك يقـول الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه :
علمت نفسى أنى كنت لا شئ
فصرت لا شئ فى نفس وفى كلى
به تنزه صرت الآن موجوداً
به وجودى وامدادى به حولى
ومن أنا عدمٌ الله جملنى
فصرت صورته العليا بلا نيل
=======================
هـــمــــســات إيــمـانــيــة مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله =