الخطب الإلهامية العصرية
5 ي ·
🤲🤲فضائل الاستغفار 🤲🤲
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ
فوزي محمد أبوزيد
=====================
الحمد لله رب العالمين غافر الذنب وقابل التوب بالمؤمنين رؤوف رحيم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فاتح أبواب رحمته لعباده المؤمنين فيقول : "عبدي لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لا تُشْرِكْ بِيْ شَيْئَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً" (الترمذي عن انس رضي الله عنه)
وأشهد أن سيدنا محمد عبد الله ورسوله الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولم يكن له ذنب في الحقيقة لأنه معصوم من قبل مولاه تبارك وتعالى ومع ذلك يعلمنا جماعه المؤمنين فيقول "أيُّها النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واستَغْفِروه؛ فإنِّي أَتوبُ في اليومِ مِائَةَ مَرَّةٍ" (صحيح مسلم)
اللهم صل وسلم وبارك على إمام المستغفرين وسيد التائبين والرحمة العظمى للخلق اجمعين والشفيع الأعظم يوم الدين سيدنا محمد وآله وصحبه واتباعه اجمعين
واجعلنا معهم ومنهم بفضلك يا اكرم الاكرمين
أيها الأحبة جماعه المؤمنين
===========
كتاب الله تبارك وتعالى صيدليه إلهيه فيها كل الأشفية الربانية المناسبة لكل احوالنا الظاهرية والمعنوية
وهو شفاء ليس بعده داء واسمع الى ربك وهو ينبئ عن هذه الصيدلية فيقول :
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (82 الإسراء )
لم يقل دواء لان الدواء قد يأتي بعده الشفاء وقد يزيد بعده الداء
لكن القرأن شفاء محقق ليس بعده داء
"مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"
نأخذ دواء واحدا من القرآن وننظر ما يعالج من امراض لنا في هذا الزمان
ذهب جماعه إلى الإمام الحسن البصري رضي الله عنه واشتكوا له من القحط وقله نزول المطر فقال استغفر الله تبارك وتعالى
وجاء بعدهم قوم فقراء وقالوا نريد أن يكرمنا الله سبحانه وتعالى من فضله فماذا نفعل قال استغفر الله سبحانه وتعالى
وجاء بعدهم رجل كبر في السن ولم ينجب أولادا وقال لقد كبر سني واريد أن يمن الله علي بولد فماذا افعل قال
استغفر الله سبحانه وتعالى
ثم جاءوا جماعة وقالوا نريد ان يكون لنا جنات وانهار وقصور وبساتين فماذا نفعل قال
استغفروا الله سبحانه وتعالى
وبعد أن مشى هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء قال تلاميذه المحيطين به لقد راينا منك اليوم عجبا كل من اتاك بداء تصف له دواء واحدا وهو الاستغفار
قال ليس هذا من عندي اقرأوا معي قول الله تبارك وتعالى:
" اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (10: 12 نوح)
هذه هي الروشتة التي تبين فائدة هذا الدواء دواء الاستغفار وما ايسره من دواء للمؤمنين في كل زمان ومكان ماذا يطلب المسلم في أي زمان يطلب العفو والعافية والغفران يوم القيامة ليضمن مغفره الله ويضمن دخول الجنة إن شاء الله
ويطلب في الدنيا المال الحلال الذي يغنيه عن سؤال الناس والبنين البررة الاتقياء الذين يكونون قره عين له في الدنيا ويوم لقاء الله
والماء الذي هو سر الحياه ولا يستطيع إنسان أن يستغني عنه لحظه طوال عمره في هذه الدنيا
وأن يمتعه الله عز وجل بنعيم الدنيا ويكون من الأعيان والوجهاء يوم الدين وهذا كله في دواء واحد قراني
"اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا"
بدأ بتأميننا في الدار الأخرة بدا بالمغفرة وما دام سيغفر لنا يا هنانا عند لقاء الله عز وجل لأن الله عز وجل سيتجاوز عن ذنوبنا وسيضاعف حسناتنا وسيعلي درجاتنا ومقامنا ويجعلنا من خيار المقبلين عليه في الدار الأخرة
قال صلى الله عليه وسلم:
"مَن قالَ حينَ يأوي إلى فِراشِهِ استغفِرُ اللَّهَ الَّذي لا إلَهَ إلاَّ هوَ الحيَّ القيُّومَ وأتوبُ إليهِ ، ثلاثَ مرَّاتٍ ، غفرَ اللَّهُ لَهُ ذنوبَهُ وإن كانَت مثلَ زبدِ البَحرِ ، وإن كانَت عددَ ورَقِ الشَّجَرِ ، وإن كانَت عددَ رملِ عالجٍ ، وإن كانَت عددَ أيَّامِ الدُّنيا " (الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)
أما امور الدنيا فما الذي نحتاجه منها نحتاج الماء والله عز وجل جعل الماء لأصغر مسلم في الكون ميزه لا تجدها عند اعظم الكافرين وحتى عند اعتى الحكام للأمم الكافرة اجمعين
أنت إيها المسلم تستطيع أن تحرك السماء وتحرك السحابة في السماء وينزل الله عز وجل من اجلك الماء إذا اتجهت الى الله ودعوت الله وصليت صلاه الاستسقاء وقبلها ادمت الاستغفار لله سبحانه وتعالى
والاستغفار وسيله معي ومعك ومع أي مسلم في أي مكان يطلب الماء فيأتيك الماء من السماء فورا في الوقت والحال يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا .
"وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"
إذا جاء المال مددً من الله يوفق صاحبه لإنفاقه في الخير وانفاقه في البر ولا ينفق منه شيئا واحدا منه في الشر أو في الإثم والعدوان
وإذا جاء البنين مددا من الله يكونون بررة بإبائهم واتقياء يكونون بهجه لهم وقرة عين لهم في الدنيا وسعادة لهم يوم لقاء الله سبحانه وتعالى لأن الذي امدهم هو الله "وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ"
ومن يريد أن يكون في رفاهيه في الدنيا فالله سبحانه وتعالى ضمن له ذلك إذا كان من المؤمنين الصادقين "وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا"
فيا أخي المسلم إذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ضمن الله له أن يغفر له وهو حيا يمشي في الدنيا وقال له بنص كتاب الله:
"لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ"(2 الفتح)
ومع ذلك يتوب الى الله ويستغفره في اليوم مائة مره
انظر ماذا يقول: "أيُّها النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واستَغْفِروه؛ فإنِّي أَتوبُ في اليومِ مِائَةَ مَرَّةٍ" (صحيح مسلم)
فماذا نفعل نحن؟
لماذا لا نستغفر الله سبحانه وتعالى في اليوم مائة مره وفي الليل مائة مره؟
والاستغفار لا يحتاج الى وضوء ولا أن تتجه الى القبلة ولا الى التواجد في المسجد تستطيع أن تستغفر الله على أي حال وأنت في الطريق تمشي وأنت ملقى على ظهرك وأنت تستعد للنوم كل ما عليك أن تحرك لسانك بكلمات الاستغفار لله وتديم على ذلك لان الله يحب من خلقه أن يكون عملهم ديمة
فاذا داومت على ذلك فان الله سبحانه وتعالى ييسر لك كل ما قلناه ويجعلك دائما في عناية الله وفي رعاية الله سبحانه وتعالى
قال صلى الله عليه وسلم :
"مَن لَزِمَ الاسْتِغْفارَ جَعَلَ اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مَخرَجًا، ومِن كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيثُ لا يَحْتسِبُ" (سنن أبي داود عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما)
أو كما قال ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الشفوق بخلقه وعباده المؤمنين
واشهد أن لا إله ألا الله وحده لا شريك له إله يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟
(البخاري عن أبو هريرة رضي الله عنه)
واشهد أن سيدنا محمدً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله ادى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده الا هالك
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه ووفقنا لحسن متابعته في الدنيا وارزقنا جواره يوم لقاءك يا الله
🤲امين امين يا رب العالمين🤲
أيها الأحبة جماعه المؤمنين
جعل الله سبحانه وتعالى لأهل الدنيا انواعا من العذاب عندما تنزل بهم يتذكرون الله سبحانه وتعالى فيرجعون الى حضرة الله, كالهم والغم وضنك المعيشة وما شابه ذلك من الهموم والغموم التي لا عد لها ولا حد لها
كيف ننجو من هذه الهموم والغموم كلها؟؟
نسال كتاب الله:
"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
الذي يداوم على الاستغفار ينجيه الله من كل هذه المضائق ومن كل هذه الاخطار طوال وجوده في هذه الدار
ولذا كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه يقول لو نزلت صاعقه من السماء ما نزلت على المستغفرين لله تبارك وتعالى
أي عذاب ينزل من السماء لا يحمي منه إلا الاستغفار مصداقا لقول الله "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
فداوموا على الاستغفار لله سبحانه وتعالى
واعلموا ان هذه العبادة الإلهية هي سر السعادة في الدنيا وسر رفع المقامات والقرب من رب البريه والحضرة المحمدية في الدار الأخروية
لماذا لا تختم صحيفة يومك بالاستغفار للعزيز الغفار؟! نحن يا أمة الحبيب نحتاج في هذا الوقت العصيب إلى الاستغفار
اعلم علم اليقين أن الله لا يوفق لذكره والاستغفار له الا من يحبه من خلقه
🤲 نسال الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم اجعل نطقنا ذكرا صمتنا فكره ونظرنا عبرا
🤲🤲ثم الدعاء 🤲🤲
وللمزيد من الخطب
متابعة صفحة الخطب الإلهامية
أو
الدخول على موقع فضيلة الشيخ
فوزي محمد ابوزيد