حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    الصالحون حُجة لأهل عصرهم

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الصالحون حُجة لأهل عصرهم Empty الصالحون حُجة لأهل عصرهم

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء فبراير 01, 2023 6:29 am

    حجة الله القائمة🌹
    ==========
    🌹ولذلك كان من عظيم حكمة الله عز وجل أنه جعل الصالحين حُجة لأهل عصرهم:
    إما حجة لهم، وإما حجة عليهم، كيف؟
    أنت مشغول بالدنيا، وتقول: العمل والأولاد والمصالح، فماذا أفعل؟!
    لكن كيف ستصل إلى فضل الله؟!
    🌹ونسمع بعض الجُهَّال يقولون:
    إن أصحاب رسول الله كانوا متفرغين!، وهذا افتراء، فقد كانوا يعملون في النهار في الزراعة والصناعة والحرب، وفي الليل في طاعة الله وعبادة الله.
    لذلك يقيم الله في كل زمان أئمة حُجةً على أهل عصرهم، تَعلَّموا ووصلوا للدرجات العلمية، واشتغلوا ووصلوا إلى أعلى درجات السلم الوظيفية، ويعملون بجد واجتهاد، ومن يراهم يظن أنهم مشغولون بالدنيا بالكلية، وفي نفس الوقت لا تغيب قلوبهم عن ذكر الله طرفة عين ولا أقل ... وهذه هي الحجة!.
    🌹كما قال أحد الصالحين:
    (( أقام الله الحجة بالأنبياء والمرسلين على الناس أجمعين ))
    حتى لا يكون لأحد حجة عند الله يتعلل بها، فليس له عذر، وهناك يُسأل: لم انشغلت عن الله؟ قد يقول: يا رب كانت المشاغل كثيرة، والوظائف عندي كثيرة، وكنت مشغول بكذا وكذا، فيقال له: وهل كنت مشغولاً أكثر من سليمان بن داود؟!!
    ، 🌹كانت مملكته كبيرة، وسخَّر له الله الجن والإنس والوحش، ورغم ذلك لم ينشغل عن الله طرفة عين ولا أقل، فما عذره؟ ليس له عُذر.
    وقد يقول: كنت مشغول عنك لأنك أمرضتني، وكنت أذهب من طبيب إلى طبيب، ولم أشف، فيقال له: وهل اُبتليت قدر أيوب؟!!
    🌹ومع ذلك فلم يشغله ذلك عن ذكر الله طرفة عين ولا أقل، ولم يشغله ذلك حتى عن الأدب مع مولاه، فعندما أراد أن يسأل الله قال:{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ } (83الأنبياء) لم يقُل أصابني، ولكن قال: مسني مساً خفيفاً، فما هذا الأدب العالي مع الله عز وجل ؟!!
    وهكذا، فكذلك جعل الله في كل زمان ومكان أولياء لله، حجج لله على أهل هذا الزمان، لأن الله عز وجل أقامهم في الأكوان، وأيَّدهم بالدليل والبرهان، ولم ينشغلوا وهم في الأكوان عن الله طرفة عين ولا أقل.
    🌹وبعد ذلك الدنيا التي نجري وراءها ولا نلحقها، أعطاها الله لهم تحت أقدامهم ولا يريدونها، وهذا شيء غريب!، فنحن نجري وراءها وهي تجري أمامنا، وهم الدنيا تجري خلفهم وتُلقَى تحت أقدامهم ولا يريدونها، لماذا؟ لأن الله أغناهم في قلوبهم، وجعلهم لا ينشغلون بغير حبيبهم تبارك وتعالى، وصفيِّهم صلى الله عليه وسلم
    .
    🌹فهؤلاء كل همهم كيف يصلون إلى هذا المقام؟
    وكما قلنا هم يريدون السند العالي في الاقتداء بالحبيب الغالي، فيبحثون عن رجل اصطفاه مولاه، ونقَّاه وصافاه وصفَّاه، وقربه وأدناه، وأصبح على قدره صورة من سيدنا رسول الله، فيقتدون به، ويمشون على حاله، وتشتد محبتهم له، حتى أنهم يحبونه أكثر من أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأولادهم، وهذه التي يقول فيها الله {:قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ} (84الإسراء)
    🌹 يعني يعمل كالرجل المُشاكل له في المنهج، فبعد أن يمشي زمناً مع هذا الرجل يجد المنن الإلهية كلها عطية، فتتوافد المواهب العلية من هذا الرجل عطية لهم، ثم يأخذون صوته هبةً من الله وليس تعمد، ثم يُفتح في قلوبهم عيناً: { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا } (6الإنسان) لم يقل يشرب منها، ولكن (يَشْرَبُ بِهَا) يشرب بها عباد الله الذين يحفون بهم، فيمشون على هذا المنهاج، وعلى هذا المثال.
    🌹ولذلك تجد هؤلاء القوم خير من ينفذون قول الله:{ فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهم ثُمَّ لا يَجِدُوا في أنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }... (65النساء) والتسليم الكلي لا يأتي إلا بعد موت النفس.
    ==================================
    🌹من كتاب ( همة المريد الصادق )
    🌹 لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 12:29 pm