عَطَاءُ الْصَّادِقِينَ مِنْ إِسْرَاءِ الْنَّبِيِّ الأَمِينِ
=================================
حديثنا عن الإسراء والمعراج من الناحية السلوكية فيه نصيب للسالكين الصادقين ، ونفحات وعطايا جعلها الله عزَّوجل للعارفين ، والواصلين ، ببركة إتباعهم لسيد الأولين والآخرين صلوات ربى وتسليماته و بركاته عليه ، وعلى آله الطاهرين ، وأصحابه الطيبين .
والحقيقة يا إخواني..... أن هذه الحادثة ، لم تترك صغيرة ولا كبيرة يحتاج إليها السالك ، أو الواصل ، أو المتمكن ، إلا وضَّحتها ، وبيَّنتها بأجلى بيان ، ولكنها تحتاج إلى استجماع للحقائق الباطنة ، وتوجه بالكليِّة للحضرة المحمديَّة ؛ لنستمد منها عطاءات الله الربانيَّة لها ، وخفايا هذه الرحلة التي جعلها الله فيها لأهل الخصوصيَّة.
فما الجهاد .... الذي يوصِّل السالكين إلى مقامات الواصلين والعارفين ؟
بينته هذه الرحلة المباركة ....
وما نصيب السالكين من فتح الله ؟.....
وما نصيب العــارفين من عطاء الله ؟......
كــــــل ذلك كان في قول الله عزَّوجل :......
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( الأحزاب 21 )
إذن ! ... فإن مُهمات السالك ، ومعدات الواصل في هذه الآية :
أن يكون أمام عين بصيرته ... ، ودائماً مكشوفاً لأنوار سريرته .... سجايا الحبيب ، وخلق السيد السند العظيم ، ولا يتحول عنه طرفة عين ولا أقل ليكون له أسوة حسنة في كل أمر .
وأن تكون نيته في هذا الاستحضار ، أو الحضور ، إما لله ، وإما طلباً للمنازل العالية في الدار الآخرة عند الله عزَّوجل .... ، وقوته ، وطعامه ، وغذاءه ، وشرابه : ..
( لاَ يَزالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ )(1)
هذا هو الأساس ومن ترك هذا الأساس لحظة ! ؛ دخل في قول الإمام الجنيد رضي الله عنه :
{ لو حصَّل السالك ألف مقام في ألف عام ، ثم التفت عن الله عزَّوجل نفساً ؛ لكان ما فاته في هذا النفس ؛ أكثر مما حصَّله في الألف عام }
إذن ... على السالك أن يُعدَّ نفسه : بأن يجعل أسوته ، وقدوته في يقظته ، ومنامه ، وحلِّه .، وترحاله ، وأكله ، وشرابه ، وعمله ، وكل شيء له ...... على منوال رسول الله ، وعلى سنة حبيب الله ومصطفاه .
وأن يحرص دائماً أن تكون نيَّته عند كل عمل ... ، وأن يكون قصده في كل أمل ... ، وأن يكون رجاءه في كل سعي ... ، وأن تكون غايته في كل همة هي وجه الله ، والدار الآخرة .
ولا نعلم في السابقين ، أو اللاحقين ، سالكاً فتر لحظة عن ذكر ربِّ العالمين عزَّوجل ؛ لأن المطلوب عظيم ، والعمر قصير ، ومن يطلب الله عزَّوجل لا بد وأن يجدَّ ، ويكدَّ ، ولا ينتهي الجدُّ ، والكدُّ ، إلا إذا تهنَّى ... فنال ما تمنَّى.... ومن خطب الحسناء لم يغله المهر.....
-------------------------------
(1) رواه الإمام أحمد فى مسنده ، و البيهقى فى سننه الكبرى ، وفى مصنف ابن أبى شيبه ، عن عن عبد الله بن بسر أن أعرابيًا قال لرسول الله ﷺ : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأنبئني منها بأمر أتشبث به ، قال ﷺ: ( الحديث ) .
==========================
من كتـــــاب إشراقـــــات الإســــراء ج 2 .
لفضيـــلة الشيــخ فوزى محمــد أبوزيــــد .
=================================
حديثنا عن الإسراء والمعراج من الناحية السلوكية فيه نصيب للسالكين الصادقين ، ونفحات وعطايا جعلها الله عزَّوجل للعارفين ، والواصلين ، ببركة إتباعهم لسيد الأولين والآخرين صلوات ربى وتسليماته و بركاته عليه ، وعلى آله الطاهرين ، وأصحابه الطيبين .
والحقيقة يا إخواني..... أن هذه الحادثة ، لم تترك صغيرة ولا كبيرة يحتاج إليها السالك ، أو الواصل ، أو المتمكن ، إلا وضَّحتها ، وبيَّنتها بأجلى بيان ، ولكنها تحتاج إلى استجماع للحقائق الباطنة ، وتوجه بالكليِّة للحضرة المحمديَّة ؛ لنستمد منها عطاءات الله الربانيَّة لها ، وخفايا هذه الرحلة التي جعلها الله فيها لأهل الخصوصيَّة.
فما الجهاد .... الذي يوصِّل السالكين إلى مقامات الواصلين والعارفين ؟
بينته هذه الرحلة المباركة ....
وما نصيب السالكين من فتح الله ؟.....
وما نصيب العــارفين من عطاء الله ؟......
كــــــل ذلك كان في قول الله عزَّوجل :......
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( الأحزاب 21 )
إذن ! ... فإن مُهمات السالك ، ومعدات الواصل في هذه الآية :
أن يكون أمام عين بصيرته ... ، ودائماً مكشوفاً لأنوار سريرته .... سجايا الحبيب ، وخلق السيد السند العظيم ، ولا يتحول عنه طرفة عين ولا أقل ليكون له أسوة حسنة في كل أمر .
وأن تكون نيته في هذا الاستحضار ، أو الحضور ، إما لله ، وإما طلباً للمنازل العالية في الدار الآخرة عند الله عزَّوجل .... ، وقوته ، وطعامه ، وغذاءه ، وشرابه : ..
( لاَ يَزالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ )(1)
هذا هو الأساس ومن ترك هذا الأساس لحظة ! ؛ دخل في قول الإمام الجنيد رضي الله عنه :
{ لو حصَّل السالك ألف مقام في ألف عام ، ثم التفت عن الله عزَّوجل نفساً ؛ لكان ما فاته في هذا النفس ؛ أكثر مما حصَّله في الألف عام }
إذن ... على السالك أن يُعدَّ نفسه : بأن يجعل أسوته ، وقدوته في يقظته ، ومنامه ، وحلِّه .، وترحاله ، وأكله ، وشرابه ، وعمله ، وكل شيء له ...... على منوال رسول الله ، وعلى سنة حبيب الله ومصطفاه .
وأن يحرص دائماً أن تكون نيَّته عند كل عمل ... ، وأن يكون قصده في كل أمل ... ، وأن يكون رجاءه في كل سعي ... ، وأن تكون غايته في كل همة هي وجه الله ، والدار الآخرة .
ولا نعلم في السابقين ، أو اللاحقين ، سالكاً فتر لحظة عن ذكر ربِّ العالمين عزَّوجل ؛ لأن المطلوب عظيم ، والعمر قصير ، ومن يطلب الله عزَّوجل لا بد وأن يجدَّ ، ويكدَّ ، ولا ينتهي الجدُّ ، والكدُّ ، إلا إذا تهنَّى ... فنال ما تمنَّى.... ومن خطب الحسناء لم يغله المهر.....
-------------------------------
(1) رواه الإمام أحمد فى مسنده ، و البيهقى فى سننه الكبرى ، وفى مصنف ابن أبى شيبه ، عن عن عبد الله بن بسر أن أعرابيًا قال لرسول الله ﷺ : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ فأنبئني منها بأمر أتشبث به ، قال ﷺ: ( الحديث ) .
==========================
من كتـــــاب إشراقـــــات الإســــراء ج 2 .
لفضيـــلة الشيــخ فوزى محمــد أبوزيــــد .