من أراد أن يتعرف على علم التصوف السني ويتعلم حقيقة ألفاظ التصوف ومصطلحاته الشائعة
من أراد أن يتعرف على تراجم كبار الصالحين وحكمهم وأقوالهم وأفعالهم
من أراد أن يسلك طريق التصوف وينتهج منهجه فهو فى حاجة إلى
كتاب"الرسالة القشيرية" لأنه يعتبر من أهم المصادر المعتبرة في التعرف إلى مذهب الصوفية المعتدلة وشرح ألفاظها ومصطلحاتها الشائعة فيما بينهم. فقد حوت هذه الرسالة بين دفتيها مجموعة كبيرة من التعابير التي تدور غالباً على ألسنة الصوفية، كما شرحت الأحوال والمقامات والتجليات التي يصعب أحياناً على القارئ العادي أن يفهمها، ولكن أسلوب القشيري وسلاسة لغته قرّبت هذه المفاهيم إلى العقول والقلوب معاً.
وبالإضافة إلى هذا، فقد احتوت هذه الرسالة على تراجم لعدد من كبار المتصوفين كما نقلت الكثير من أقوالهم وبينت أحوالهم. وقد قسمت هذه الرسالة إلى قسمين: القسم الأول: في سير أعلام التصوف وبعض أقوالهم وأفعالهم، كنماذج للمريد يسير على هديها. أما القسم الثاني: فقد عبّر عنه بقوله: "ذكرت فيه بعض سير شيوخ هذه الطريقة في آدابهم وأخلاقهم ومعاملاته وعقائدهم بقلوبهم، وما أشاروا إليه من مواجيدهم، وكيفية ترقيهم من بدايتهم إلى نهايتهم، لتكون لمريدي هذه الطريقة قوّة".
وبالنظر للأهمية التي احتلتها هذه الرسالة فقد اعتنى بتزيلها بتحقيق لطيف هدفه توضيح ما أبهم من عباراتها وما أشكل.
الكتاب مقسم كما يبدو الى ثلاثة فصول :
الفصل الأول يتناول شيوخ الطريقه وأهم أعلامها ، وهي بدايه جيده فإذا أردت علماً فعليك ان تنظر ممن تأخذه أولا ، كما وأن أسمائهم ستتردد على القارئ الى آخر صفحه فمعرفتهم ضرورية .
الفصل الثاني في تبيان وتفسير اهم المصطلحات المتداولة بين شيوخ الطريقه ، ليس بالصعب ولا بالغريب .
الفصل الثالث : هو عباره عن أبواب تتناول لب التصوف ( الرجاء ، التوكل، الجوع ، الصبر ، المراقبة ، اليقين ....الى تتمته)
وحيث إن حقيقة التصوف بأنه ( باطني ) فما كان من الممكن التعرف عليه إلا بما تكرم به شيوخ الطريقه ونطقو به ، وما سكتو عنه فهو بعلم الله وعلم اختص به أولياؤه.
“قيل : إذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصّره بعيوب نفسه”
“قيل : يستدل على تقوى الرجل بثلاث : حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر على ما قد فات”
“يروى عن السري أنه قال: المتصوف اسم لثلاث معان: هو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه، و لا يتكلم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنة، و لا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم الله تعالى.”
“الفرق بين الرجاء وبين التمني، أن التمني يورث صاحبه الكسل,ولا يسلك طريق الجد والجهد, وبعكسه صاحب الرجاء,فالرجاء محمود والتمني معلول”