الرئيسية
بيان أهل العيان ===========
ولذلك - وهذا بيان أهل العيان - هناك رواةٌ رووا أقوال رسول الله، وهناك رواة كانوا هم المثال العملي لكيفية تطبيق رسول الله، وهؤلاء السند أيضاً، مسلسلٌ إلى حضرة رسول الله، وهم الذين نسميهم مشايخ الطرق.فأنا لِمَ أحتاج للشيخ؟ لأنه قرأ في القرآن، وفي السُنَّة، وفي الكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل، فكيف كان يقومه؟ أنا أريد رجل، نقل عن رجل، نقل عن رجل، نقل عن رجل رأى حضرة النبي، فإذا رأيته كأنني رأيتُ حضرة النبي في هذا البيان العملي، هل البخاري سيقول لي ذلك؟! لا، هل مسلم سيقول لي ذلك؟! لا، ولكن لا بد من بيان عملي، قال صلى الله عليه وسلم :{ صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي } (1)
فنحن لم نره، لكن من رآه قلده، ومن رأى من رآه وقلده، ومن رأى من رأى من رآه وقلده، إلى أن وصل هذا المسلسل إلينا، وهذا هو النهج الأمثل الذي نمشي عليه.لماذا أمشي أنا على هذا المنهاج؟
لأنني رأيتُ أن من مشى على هذا المنهاج جاءته فتوحات وهبية، وجاءته عطاءات إلهية،
وجاءته عنايات ربانية لا حد لها ولا عد لها.المتمسكون في الأقوال فقط أراهم مجتهدين في العبادة، ويقلدون حضرة النبي في اللحية، ويقلدوه في الثياب، ويقلدوه في الشعر، ويقلدوه في هذه الأشياء !!
لكنهم لا يستطيعون أن يقلدوه في الحضور ...، والخشوع، والخشية، .. والخوف من الله، ... والإخلاص لذات الله.
ولذلك عندما تحكي أمام أحدهم مبدأ من مبادئ صغار القوم، وهو أول شيء يوزعوه على أبنائنا في الروضة، وهي الرؤيا المنامية:فلا يرى رؤيا إلا وجاءت كفلق الصبح، فتقول له: أنا رأيتُ كذا، يقول لك: هذا لا يُعقل، فأنت تعمل كذا وكذا، وأنا أعمل كذا وكذا وكذا أكثر منك، ولا أرى شيئا أبداً!!، يعني يريد أن يجعل نفسه الميزان، فما هذا الميزان الذي تدَّعيه؟ نحن مع الميزان الذي وضعه الرحمن، والذي قال فيه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِروَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21الأحزاب).
ولذلك ما لُبُّ الإنتفاع من الله في العطاء والفتح على يد الصالحين؟
التشبُّه بهم في أخلاقهم، وفي أحوالهم، وفي عباداتهم، وفي سلوكياتهم، وفي أحوالهم مع الله، وفي تعاملهم مع خلق الله، وفي المودة والرحمة التي بينهم وبين ذويهم في بيوتهم، فهؤلاء النماذج الذين نتشبه بهم.
=======================================
(1)البخاري ومسلم عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه
من كتاب (همة المريد الصادق )لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد