ثانياً: قراءة الصلوات
============
وهذه الصلوات كما وضحنا قبل ذلك وقلنا أن هناك صلواتٌ عددية، وصلواتٌ مددية، وصلواتٌ شهودية أو عينية، وقلنا أن صلوات الإمام أبي العزائم صلواتٌ شهودية، لأنه قالها وهو في حالة الشهود لحضرة الحبيب النورانية صلى الله عليه وسلم
.
فتكشف لك عن جمال الذات المحمدية الذي خُصَّت به من رب البرية، وتزيل الغشاوة عن الفؤاد، وتفتح عين البصيرة، وتجعل الإنسان داخلاً في قول الرحمن {:قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
(108يوسف).
ولذلك ونحن في مرحلة السير والسلوك إلى الله كنا نقرأها مرة صباحاً، ومرة مساءاً، ولكن كنا نترنَّم بها، ولا نقرأها قراءة عابرة، ولكن بترنُّم، ويستحضر الإنسان عند تلاوتها الحبيب صلى الله عليه وسلم حاضرٌ بذاته الشريفة وأنواره البهية.
وأريد أن أنبه تنبيها شديدا إلى أمرين فى شأن قراءة الصلوات ..
الأول: وكم قلت هذا مرارا وتكرارا أن مشايخنا علَّمونا أنه لو اجتمع الأحباب، وقرأوا الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم على أي نية يستحضرونها في قلوبهم فإن الله عز وجل يُحقق ذلك لهم، وقد جربنا ذلك مراراً وتكراراً، وهذا أمرٌ أكيد ليس فيه شك.
والثانى: لا يعتذر الإنسان عن حضور هذه الصلوات، فلو أن الإنسان قال: أنا متعب اليوم ولن أذهب لأؤدي الواجب الذي عليَّ، فهذه فرصة للنفس لتُثبِّط همة الإنسان، ولذلك كان الصالحون يقولون: (( سيروا إلى الله عُرجاً ومكاسير )) ...
يعني لو كنت تعرج برجلك أو كُسرت فلا تكسِّل.
فإذا كنت ذاهباً للمسجد فإياك أن يمنعك شيء عن صلاة الجماعة، إلا إذا كان شيء فوق الطاقة والإحتمال، لكن شيء يُمكن تحمله فلا يمنعك عن الطاعة، لأن العمر قصير، ومطلوب منا تحصيل أجر كبير نجده عند العلي الكبير.
فلو اعتذرت اليوم من هذا، واليوم من هذا، فمتى أُحصِّل؟!!
والعمر يجري، ولا أسرع من الأيام كما نرى!
ولذلك كانوا يقولون: ((المحب لا يعتذر)) يسدُّ باب العُذر على النفس !!
إلا إذا كان عُذراً شرعياً تجيزه الشريعة، أو شيء فوق طاقة الإنسان يجعله لا يتحمَّل الحضور في مثل هذا المكان.
=====================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
============
وهذه الصلوات كما وضحنا قبل ذلك وقلنا أن هناك صلواتٌ عددية، وصلواتٌ مددية، وصلواتٌ شهودية أو عينية، وقلنا أن صلوات الإمام أبي العزائم صلواتٌ شهودية، لأنه قالها وهو في حالة الشهود لحضرة الحبيب النورانية صلى الله عليه وسلم
.
فتكشف لك عن جمال الذات المحمدية الذي خُصَّت به من رب البرية، وتزيل الغشاوة عن الفؤاد، وتفتح عين البصيرة، وتجعل الإنسان داخلاً في قول الرحمن {:قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}
(108يوسف).
ولذلك ونحن في مرحلة السير والسلوك إلى الله كنا نقرأها مرة صباحاً، ومرة مساءاً، ولكن كنا نترنَّم بها، ولا نقرأها قراءة عابرة، ولكن بترنُّم، ويستحضر الإنسان عند تلاوتها الحبيب صلى الله عليه وسلم حاضرٌ بذاته الشريفة وأنواره البهية.
وأريد أن أنبه تنبيها شديدا إلى أمرين فى شأن قراءة الصلوات ..
الأول: وكم قلت هذا مرارا وتكرارا أن مشايخنا علَّمونا أنه لو اجتمع الأحباب، وقرأوا الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم على أي نية يستحضرونها في قلوبهم فإن الله عز وجل يُحقق ذلك لهم، وقد جربنا ذلك مراراً وتكراراً، وهذا أمرٌ أكيد ليس فيه شك.
والثانى: لا يعتذر الإنسان عن حضور هذه الصلوات، فلو أن الإنسان قال: أنا متعب اليوم ولن أذهب لأؤدي الواجب الذي عليَّ، فهذه فرصة للنفس لتُثبِّط همة الإنسان، ولذلك كان الصالحون يقولون: (( سيروا إلى الله عُرجاً ومكاسير )) ...
يعني لو كنت تعرج برجلك أو كُسرت فلا تكسِّل.
فإذا كنت ذاهباً للمسجد فإياك أن يمنعك شيء عن صلاة الجماعة، إلا إذا كان شيء فوق الطاقة والإحتمال، لكن شيء يُمكن تحمله فلا يمنعك عن الطاعة، لأن العمر قصير، ومطلوب منا تحصيل أجر كبير نجده عند العلي الكبير.
فلو اعتذرت اليوم من هذا، واليوم من هذا، فمتى أُحصِّل؟!!
والعمر يجري، ولا أسرع من الأيام كما نرى!
ولذلك كانوا يقولون: ((المحب لا يعتذر)) يسدُّ باب العُذر على النفس !!
إلا إذا كان عُذراً شرعياً تجيزه الشريعة، أو شيء فوق طاقة الإنسان يجعله لا يتحمَّل الحضور في مثل هذا المكان.
=====================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد