المتابعة الروحية
أما المتابعة في عالم الأرواح لمن أداروا عليه الراح، وشرب من الأقداح التي خصَّها الله سبحانه وتعالى للأحباب، فيفنى عن الأكوان ويظهر له جمالات وصفات مُبدع الأكوان سبحانه وتعالى .
وهذه نسميها في البداية إشراقات ..!!، وبعد ذلك تجليات ..!!، في كل مرة يتجلى له بهيئة ..!!، ثم إذا زاد الوجد عنده والقُرب منه له أصبحت مؤانسات ..!!، فإذا زاد حبُّ الله له .. دَلَّلَـهُ، فتُصبح ملاطفات يلاطفه الله بها في كل الأوقات ..!!
وهذا ينبغي عليه أن يتأدب في كل ذلك عند مشاهدة ذلك بالجمال الذي كان عليه سيد السادات صلى الله عليه وسلم، فقد عُرضت عليه كل العوالم العُلوية، وظهرت له كل التجليات الإلهية، ولاحت له أوصاف الأسماء الحُسنى العلية، ولكنه أعرض عنها بالكلية، ولم ينظر إليها: (( ماَ زَاغَ البَصرُ ومَا طَغَى))(17النجم)
ماذا يريد؟
لا يريد إلا وجه مولاه ...!!!
يريد أن يحظى ولو نَفَساً بكمال جمال وجه الله تبارك وتعالى.
فإذا تابعه في ذلك مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه فنفخ فيه النفخة الذاتية، والتي جعلها الله خصِّيصاً لأهل الرتب العلية من أهل الخصوصية، ويقول فيها الله: (( يُلقِى الرّوحَ مِنْ أمرهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ من عِباده لِينذرَ يُوم التّلاق)) (15غافر)
لا ينذر الظاهر، ولكن يُنذر الحقائق التي فيه بالتلاقي، يعني باللقاء بالجامع مع حضرة الجامع سبحانه وتعالى، فيمُنُّ الله عليه بالنفخة القدسية، وهذا يحتيي حياةً أبدية:
(( لاَ يَذوقُون فيهاَ المَوتَ إلا المُوتةَ الأُولَى وَوَقَاهُم عَذَابٌ الجّحِيم)) (56الدخان)
وقاهم جحيم البُعد ... !! وجحيم عدم المواصلة مع سيد الأولين والآخرين .. !! وكل ما يدور في هذا الأُفق من كلمات وعبارات.
نسأل الله عز وجل أن يجملنا بهذه المتابعات العالية، وأن يرفعنا إلى هذه الدرجات الراقية، وأن يجعلنا في الحياة القدسية المحمدية الأبدية في الدنيا والآخرة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
أما المتابعة في عالم الأرواح لمن أداروا عليه الراح، وشرب من الأقداح التي خصَّها الله سبحانه وتعالى للأحباب، فيفنى عن الأكوان ويظهر له جمالات وصفات مُبدع الأكوان سبحانه وتعالى .
وهذه نسميها في البداية إشراقات ..!!، وبعد ذلك تجليات ..!!، في كل مرة يتجلى له بهيئة ..!!، ثم إذا زاد الوجد عنده والقُرب منه له أصبحت مؤانسات ..!!، فإذا زاد حبُّ الله له .. دَلَّلَـهُ، فتُصبح ملاطفات يلاطفه الله بها في كل الأوقات ..!!
وهذا ينبغي عليه أن يتأدب في كل ذلك عند مشاهدة ذلك بالجمال الذي كان عليه سيد السادات صلى الله عليه وسلم، فقد عُرضت عليه كل العوالم العُلوية، وظهرت له كل التجليات الإلهية، ولاحت له أوصاف الأسماء الحُسنى العلية، ولكنه أعرض عنها بالكلية، ولم ينظر إليها: (( ماَ زَاغَ البَصرُ ومَا طَغَى))(17النجم)
ماذا يريد؟
لا يريد إلا وجه مولاه ...!!!
يريد أن يحظى ولو نَفَساً بكمال جمال وجه الله تبارك وتعالى.
فإذا تابعه في ذلك مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه فنفخ فيه النفخة الذاتية، والتي جعلها الله خصِّيصاً لأهل الرتب العلية من أهل الخصوصية، ويقول فيها الله: (( يُلقِى الرّوحَ مِنْ أمرهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ من عِباده لِينذرَ يُوم التّلاق)) (15غافر)
لا ينذر الظاهر، ولكن يُنذر الحقائق التي فيه بالتلاقي، يعني باللقاء بالجامع مع حضرة الجامع سبحانه وتعالى، فيمُنُّ الله عليه بالنفخة القدسية، وهذا يحتيي حياةً أبدية:
(( لاَ يَذوقُون فيهاَ المَوتَ إلا المُوتةَ الأُولَى وَوَقَاهُم عَذَابٌ الجّحِيم)) (56الدخان)
وقاهم جحيم البُعد ... !! وجحيم عدم المواصلة مع سيد الأولين والآخرين .. !! وكل ما يدور في هذا الأُفق من كلمات وعبارات.
نسأل الله عز وجل أن يجملنا بهذه المتابعات العالية، وأن يرفعنا إلى هذه الدرجات الراقية، وأن يجعلنا في الحياة القدسية المحمدية الأبدية في الدنيا والآخرة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد