



لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد










-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-




🤲آمين .. آمين يا رب العالمين .







دخل رسولكم الكريم مكة فاتحاً، وفتحَ الله بلدةً طالما عانده أهلها وطالما آذوه حتى أنهم أخرجوه من منها، فخرج مهاجراً بأمر الله عز وجلّ، ثم جاء الفتح وجاء النصر ..

ويشمل ذلك أيضاً في زماننا الفرحون :




لكن البعض يصاب بعد ذلك بالغرور وهذا ما حذّر الله عز وجلّ منه فقال لنبيه صلوات الله وسلامه عليه :


نهاه الله عن ذلك، بل أمره بأمر حكيم يحفظ عليه النعمة في الدنيا ويكسبه السعادة يوم لقاء الله عز وجلّ، ماذا يفعل إذا جاءته النعمة ؟
﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ (النصر: 3) ..



ذلك توفيق من الله .. ذلك الفضل من الله .. ذلك الخير من الله .. هذه بركة ساقها إلينا الله،
لأن الله عز وجلّ لو حاسبنا على ذنوبنا لجعل الماء ملحا أجاجا، ولجعل الزرع كله حصيدا لا نأخذ منه لا قليلا ولا كثيرا :
﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ الله النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ ( النحل: 61 )
لماذا يؤخر ؟ لكى يختبرنا ويرى من هم الشاكرون الذين ينسبون التوفيق إلى الله، ومن هم الجاحدون الذين ينسبون الخير إلى أنفسهم .
ربما يقول لك احد إن ابنك فلان كان الأول هذه السنة .. فتقول نعم فإني طوال السنة أدفع له المال عند المُدَرِّس فلان وابني سهران وتعبان ــ
كلا بل أقول في البداية : الهداية من الله، والتوفيق من الله، فلولا ان الله هداه ما نفعت معه دروس جميع الأساتذة ولا المدرسين،

﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ (القصص:56)



هو أن يرى الفضل كله من الله عز وجلّ، فلولا فضل الله عز وجلّ ما استطاع رجلٌ منا عند الصباح أن يفتح عينيه، ولا أن يحرك أصابعه وذراعيه، ولا أن يفكر بعقله فيما ألهمه الله به، لكننا نسير بتوفيق الله للعمل بما أمر به الله عز وجلّ .

هو أن يشكر الله عز وجلّ على هذه النعمة وشكر الله سبحانه وتعالى على كل نعمة على حسب مقتضاها،
فقد نرى بمن منّ الله عليه بالمال الوفير، وبالرزق الكثير يقطع ليله مصلياً ونهاره صائما ويكثر من تلاوة القرآن ويقول : ذلك شكرٌ لله على نعمه، فإذا جاء طالب إحسان ردّه مُهانا
وظنّ أنه قد شكر الرحمن عز وجلّ .
ليس هذا باب شكره، إنما شكر الغنى لله هو أن يوسع فيما آتاه الله على الفقراء المحتاجين إلى فضل الله عز وجلّ .
وصاحب الزرع شكره لله أن يخرج حق الله راضية به نفسه يوم حصاده :
﴿ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا ﴾ ( الأنعام:141 )
وما الإسراف هنا ؟ نسرف يعنى أن نؤخر دفع الزكاة، يقول الزكاة عندما ندخل البيت ! دخلوا البيت، تمهلوا ؟ يقول حتى نستريح من التعب ــ يمر شهر وشهران ونسى إخراج حق الله عز وجلّ، والله سبحانه وتعالى لابد وأن يأخذ حقه لأنه قوى عزيز، فيرسل جنودا وما يعلم جنود ربك إلا هو،



ثم يأتي بعد ذلك يوم القيامة ملاما، لأنه لم يخرج حق الرحمن عز وجلّ من زرعه .
فالإسراف هو التأخير
أو ينفق مما لا تحبه نفسه ومما لا ترضى به زوجه، فيدرس الحَبّ مثلا ثم يأتي لما كسّرته الآلة من الحب فيجعله نصيبا الله، ويجعله نصيب الفقراء والمساكين مع قول الله سبحانه وتعالى :
﴿ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ ﴾ (البقرة:267)

وشكر الله على نعمة الجاه إذا جعلني الله في منصب رفيع، أن أنفع بهذا الجاه الفقراء والمحتاجين ابتغاء مرضاة الله عز وجلّ .
فنعمة الله عز وجل التي تأتيني من أي باب علىّ أن أشكر الله وأخرج تعبيراً عن شكري صدقة لله عز وجل، لعل الله عز وجل أن يكرمني بذلك تطبيقاً لقوله سبحانه وتعالى :
﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ (إبراهيم: 7)
ومعظم المشاكل التي نحن فيها يا إخواني سببها قلة الشكر لله عز وجل، ولذا انتشرت الأمراض وظهرت الأوجاع التي لم نكن نعرفها في الإنسان والحيوان والنبات وغيرها من هذه الأمور
والسبب في ذلك عدم قيامنا بتمام الشكر لله عز وجل، فاشكروا الله على نعمه يزدكم ، وانسبوا نعم الله سبحانه وتعالى له سبحانه يحفظها لكم ويزدكم في الدنيا نجاحا وفلاحا، وتكونوا في الآخرة من الناجين،
وقد جاء في الأثر :
( إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيرى، أرزق ويُشكر سواي، خيرى إلى العباد نازلٌ وشرهم إلىّ صاعدٌ، أتحبب إليهم بنعمى ويتبغضون إلى بالمعاصي وهم أحوج إلىّ، من أعرض عنى ناديته من قريب، ومن أتاني تائباُ تلقيته من بعيد ، ومن أراد ما أردت أردت ما يريد ومن تصرف بقوتي ألنت له الحديد، أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي .. إن تابوا إلى فأنا حبيبهم، وأنا أحب التوابين وأحب المتطهرين، وإن لم يتوبوا إلى فأنا طبيبهم .. أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعائب ) .
أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة .............









أمرنا الله عز وجل إذا فرحنا بشيء أن نقول كلمة علمها لنا الله إذا رأى الإنسان في نفسه صحة وعافية وأعجب بنفسه أو رأى في حقله نضارة وبهجة وأُعجب بزراعته، أو رأى في أولاده نجابة وتفوقاً وفرح بهم، أو رأى في زوجته جمالاً وطاعة للزوج وأعجب بها، أو بنى داراً ودخلها وأعجب بها أو لبس جلباباً جديداً وأعجب به ..
ماذا يفعل ؟ يقول كما قال الله : ما شاء الله لا قوة إلا بالله :
﴿ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ الله لا قُوَّةَ إِلا بِالله ﴾ (الكهف:39) هذه العبارة تحفظ هذه الخيرات لأن الإنسان قد يحسد نفسه وقد يحسد زوجه وقد يحسد زرعه وهو لا يشعر، فهذه العبارة إذا قالها تحفظ له الخيرات فاجعلوها على ألسنتكم .. لا تدخل بيتك إلا وانت تقول :

وإذا نظرت إلى زوجك أو زرعك أو ولدك فقل هذه العبارة :

وإذا رأيت على غيرك أو عند غيرك خيراً فقل هذه العبارة :

فاجعلوها على ألسنتكم تسلم لكم أموركم ..
ثم لا تغتر بعد ذلك بنعم الله عليك، فإن الذى يتباهى بنعم الله بين خلق الله إنما نسبها إلى نفسه ولم يشكر الله على ما أعطاه،
كالذين أخبرنا عنهم القرآن في الآية التي ذكرها، قال لصاحبه :
﴿ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا ﴾ (الكهف34) فعند الصباح أرسل الله صاعقة من السماء أكلت زرعه، وأمر الأرض أن تبتلع ماءها فجفّ ولم يجد فيها لا قليلا ولا كثيرا، لأنه غُرّ بالخير الذى أعطاه له الله ..
من فينا يا إخواني يستطيع أن يتفق مع الأرض على أن يضع فيها كذا وكذا من السماد والنباتات ويرشها بكذا وكذا من المبيدات على أن تعطيه في آخر العام كذا وكذا من المزروعات ؟
لا احد ..

فلو دخل الامتحان وسلبه الله التوفيق ونسى كل شيء كان في ذاكرته وسلّم الورقة بيضاء، ثم يخرج منها كما نرى البعض فيتذكر كل شيء بعد فوات هذا الشيء ؟
فنحن جميعا نحتاج إلى توفيق الله وإلى معونة الله وإلى نصرة الله وهذه لا تأتى إلا بنسبة الفضل إلى الله وشكر الله عز وجل على عطاياه .
🤲نسأل الله عز وجل أن يجعل عملنا في رضاه وأن يرزقنا الإخلاص في كل عمل نتوجه به الى الله وأن يرزقنا الصدق في أحوالنا والصلاح في أعمالنا و كل أحوالنا
🤲............. ثم الدعاء .........🤲




متابعة صفحة الخطب الإلهامية











