كف الأذى عن الناس
ـــــ خطبة الجمعة ــــــ
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، أكرمنا بهُداه، وملأ قلوبنا بحبِّه عزَّ وجلَّ وحبِّ حبيبه ومصطفاه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعدنا بنصره على جميع الأعداء الألدّاء - مهما كان جَمْعُهُم، ومهما كَثُرَ حَشْدُهم، ومهما عَتَتْ أسلحتُهُم - لو استمسكنا بشرع الله وانتصرنا على أنفسنا، وصرنا كرجلٍ واحد نسعى جميعاً لمصلحة بعضنا، ولحفظ روابط الأخوة فيما بيننا.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أقام الله عزَّ وجلَّ به المثال لكل من يريد في الدنيا حياةً طيبةً هانئةً ليس لهناءتها زوال، وجعله الله عزَّ وجلَّ في الآخرة أسوة السعداء، ونبراس الأتقياء، وجعل معه لواء الشفاعة العُظمى كل من دخله فهو عند الله له خير الجزاء.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيِّدنا محمد، الذي ألَّفْتَ به بين القلوب المتنافرة، وجعلت جُنْدَهُ يتغلب على القياصرة والأكاسرة، وجعلتهم خير أجناد الأرض، تأتمر السماءُ بأمرهم، وتمشي الأرض طوع إذنهم، لأنهم في طاعة الله عزَّ وجلَّ، وفي حُسن الأسوة بنبيِّهم صلى الله عليه وسلَّم.
صلَّى الله عليه وعلى آله الأتقياء وصحابته الأنقياء .. وكل من تابعه على هذا الهدى إلي يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين:
ما الذي يجب أن نفعله ليُزيل الله عزَّ وجلَّ عنا العناء، وينصر الإسلام وأهله؟
♡ أن نفعل ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحبه: ☆ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا ﴾ (٢١:الأحزاب).
أعدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم أصحابه على التربية الإيمانية، فطهَّر القلوب من العيوب، فإذا طهرت القلوب من العيوب حُفظت الجوارح والأعضاء من الوقوع في الذنوب، وقامت مَشُوقَةً لطاعة حضرة علاّم الغيوب عزَّ وجلّ.
علَّمهم أن يُحسنوا الكلام لإخوانهم فلا يتفوَّه واحدٌ منهم بكلمة تؤذي أو تُسيء لأخيه، بل يوطد العزم بأن كل كلمة يقولها تكون في ميزان حسناته:
☆(الكلمة الطيبة صدقة) (أحمد عن أبي هريرة).
فلا ينطق إلا بخير، ويُمسك عما يؤذي نفسه ويضرُّ الغير: ☆(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) (٢٤:الحج)
وإذا نظر بعينيه لأخيه ينظر بعطفٍ وحُبٍ وشفقةٍ وحنانٍ، ولا ينظر بغيظٍ أو حسدٍ، أو كُرهٍ أو بُغضٍ، لأن هذه الأوصاف ليست من أوصاف عباد الرحمن .. عباد الرحمن يقول الله عزَّ وجلَّ عنهم في القرآن: ♡ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ (٤٧:الحجر)
فتكون نظرة الأخ لأخيه خيراً من اعتكاف سنة في الأجر والثواب - في مسجد الحبيب المصطفى، كما في قوله صلى الله عليه وسلّم: (نَظْرَةٌ في وجه أخٍ في الله على شوقٍ خيرٌ من اعتكاف سنة في مسجدي هذا) (السيوطي عن ابن عمر).
♡ وإذا قابل أخاه و مدَّ يده فصافحه، يقول في ذاك النبي الأمين: (إذا التقى المؤمنان فتصافحا، تحاتت ذنوبهما - يعني نزلت - تحاتت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر) (ابن ماجة وأحمد وأبو داود والترمذي عن البراء بن عازب).
ويقول صلى الله عليه وسلّم: "إنَّما مَثَلُ المُؤمِنَينِ إذَا التَقَيَا مِثْلُ اليَدَينِ تَغْسِلُ إِحْدَاهُمَا الأخرى" (ابن شاهين عن أنس رضي الله عنه )
يبدأه دوماً بالسلام، ولا يخاصمه .. وإذا حدث بينهم خصام لا يزيد الخصام عن ثلاثة أيام، وبشَّر النبيُّ أفضلهما وخيرهما فقال: ☆ (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) (الإمام مالك والبخاري ومسلم عن أبي أيوب).
والهجر يعني: لا يقابله ولا يحادثه، لكنه لو زاد وشنّع عليه، أو زاد وكَادَ له، أو زاد وشكاه - فهذا من الفجور في الخصومة ولا يفعل ذلك إلا المنافقين والعياذ بالله عز وجلّ
ومن زاد عن الثلاث يقول فيه سيد الناس صلى الله عليه وسلّم: ☆ (مَنْ هَجَرَ أخَاهُ سَنَةً كَانَ كَسَفْكِ دَمِهِ) (الحاكم في المستدرك عن أبي خراش السلمي).
إذا هجره فكأنه قتله، إذا وصل الهجر إلي سنة فكأنك قتلته في الذنب عند الله عزَّ وجلَّ تُحاسب على ذلك يوم تلقى الله، في يومٍ يجمع الناس فيه ليُحاسبهم على كل ما قدمت أيديهم.
خطب النبي صلى الله عليه وسلّم في في حَجَّة الوداع عدِّة خطب، وفي كلِّ خطبةٍ من هذه الخطب يُكرر هذه العبارة!!:
(أي يومٍ هذا؟ وأي شهرٍ هذا؟ وأي بلدٍ هذا؟ فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا،
اللهم قد بلغّت اللهم فاشهد، كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه) (البخاري عن ابن عباس)
ليس له حقٌ في ماله إلا بإذنه: "لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ" (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ)
ولا يحقُّ له أن يعتدي علي عرضه بغيبة أو نميمة أو تشنيعٍ او لعنٍ أو سبٍّ أو غيره
أما إذا رفع عليه السلاح فإنه يخرج من جماعة المسلمين!! حتى قيل: (يا رسول الله، هل لقاتل المسلم توبة؟ قال صلى الله عليه وسلم:☆" أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة" ( الطبراني عن أنس)
وقف النبي صلى الله عليه وسلم أمام الكعبة وقال:
(ما أطيبك وما أطيب ريحك، وما أعظمك عند الله عزَّ وجلَّ، لكن حُرمة المؤمن أعظم عند الله عزَّ وجلَّ من حُرمتك) (البيهقي عن ابن عباس)
حُرمة المؤمن أعظم عند الله من حُرمة الكعبة!!
حُرمة المؤمن يقول فيها صلى الله عليه وسلّم وفي موقفها عند الله: ☆ "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" (النسائي والترمذي عن ابن عمر)
لا ينبغي لمسلمٍ أن يؤذي مسلم برفع السلاح عليه، ولا يقول له كلمة تؤذيه،
أما من حرّض، أو أعان - بكلمة أو بمالٍ أو بسلاحٍ أو بخطة أو بغيره - فقد قال صلى الله عليه وسلّم في شأنه: ☆ (من أعان على قتل مسلمٍ ولو بشطر كلمة لقي الله عز وجلّ يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله عز وجلّ) (البيهقي عن ابن عمر).
قال صلى الله عليه وسلّم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يُسلِمُه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسبِ إمرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم حرام دمه وماله وعرضه) (مسلم عن أبي هريرة)
أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين الذي أغنانا بدِينه وكتابه عن جميع العالمين، فأنزل لنا كتاباً مهيمناً على كل شيء، ونبيًّا فصَّل لنا فيه كلَّ شيء.
وأشهد أن ألا الله وحده لا شريك له، يُحقُّ الحقَّ ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين،
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد واجمع شملنا، وألف قلوبنا، وارزقنا جميعاً الألفة والمودّة والمحبَّة أجمعين يا أكرم الكرمين.
إخواني جماعة المؤمنين: ♡ ينبغي علينا أجمعين في هذا العصر أن نَعلَمَ في أنفسنا، ونعلِّم أولادنا وبناتنا وزوجاتنا والمسلمين أجمعين حقَّ المسلم على المسلم،
فإن للمسلم على المسلم حقوقاً لا تُعد، ذكرها كتاب الله، وبيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الحقوق نحن في أَمَسِّ الحاجة إليها الآن جماعة المؤمنين.
هل يليق بمجتمع المؤمنين أن يُروَّع المؤمنون من المؤمنين؟!
وأن يخاف المسلمون من المسلمين؟!
وأن يكون الذي يعتدي بالسرقة أو النهب أو القتل للمسلمين مسلماً من المسلمين؟!
إن هذه بادرة وظاهرة غريبة في هذا الدين!!!
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:
(لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ} (البخاري ومسلم)
فبيَّن أن الذين يضربون رقاب بعض دخلوا في دائرة الكفر - والعياذ بالله: ◇(إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ) (البخاري ومسلم)
فعلينا جميعاً معشر المؤمنين أجمعين، أن نوضِّح لكلِّ مَنْ نجلس معهم - في أيِّ زمان أو مكان - حقوق المسلمين على المسلمين، وأهمها حرمة دمه، وحرمة ماله، وحرمة عرضه، لأن هذا هو أساس إصلاح المجتمعات الإسلامية، والأساس الذي تقوم به المجتمعات الإيمانية: (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) (٢٩:محمد)
🤲..... ثم الدعاء...... 🤲
====================
وللمزيد من الخطب الرجا الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
ـــــ خطبة الجمعة ــــــ
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
الحمد لله ربِّ العالمين، أكرمنا بهُداه، وملأ قلوبنا بحبِّه عزَّ وجلَّ وحبِّ حبيبه ومصطفاه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وعدنا بنصره على جميع الأعداء الألدّاء - مهما كان جَمْعُهُم، ومهما كَثُرَ حَشْدُهم، ومهما عَتَتْ أسلحتُهُم - لو استمسكنا بشرع الله وانتصرنا على أنفسنا، وصرنا كرجلٍ واحد نسعى جميعاً لمصلحة بعضنا، ولحفظ روابط الأخوة فيما بيننا.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسولُه، أقام الله عزَّ وجلَّ به المثال لكل من يريد في الدنيا حياةً طيبةً هانئةً ليس لهناءتها زوال، وجعله الله عزَّ وجلَّ في الآخرة أسوة السعداء، ونبراس الأتقياء، وجعل معه لواء الشفاعة العُظمى كل من دخله فهو عند الله له خير الجزاء.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيِّدنا محمد، الذي ألَّفْتَ به بين القلوب المتنافرة، وجعلت جُنْدَهُ يتغلب على القياصرة والأكاسرة، وجعلتهم خير أجناد الأرض، تأتمر السماءُ بأمرهم، وتمشي الأرض طوع إذنهم، لأنهم في طاعة الله عزَّ وجلَّ، وفي حُسن الأسوة بنبيِّهم صلى الله عليه وسلَّم.
صلَّى الله عليه وعلى آله الأتقياء وصحابته الأنقياء .. وكل من تابعه على هذا الهدى إلي يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين، آمين .. آمين يا ربَّ العالمين.
إخواني جماعة المؤمنين:
ما الذي يجب أن نفعله ليُزيل الله عزَّ وجلَّ عنا العناء، وينصر الإسلام وأهله؟
♡ أن نفعل ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحبه: ☆ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا ﴾ (٢١:الأحزاب).
أعدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم أصحابه على التربية الإيمانية، فطهَّر القلوب من العيوب، فإذا طهرت القلوب من العيوب حُفظت الجوارح والأعضاء من الوقوع في الذنوب، وقامت مَشُوقَةً لطاعة حضرة علاّم الغيوب عزَّ وجلّ.
علَّمهم أن يُحسنوا الكلام لإخوانهم فلا يتفوَّه واحدٌ منهم بكلمة تؤذي أو تُسيء لأخيه، بل يوطد العزم بأن كل كلمة يقولها تكون في ميزان حسناته:
☆(الكلمة الطيبة صدقة) (أحمد عن أبي هريرة).
فلا ينطق إلا بخير، ويُمسك عما يؤذي نفسه ويضرُّ الغير: ☆(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) (٢٤:الحج)
وإذا نظر بعينيه لأخيه ينظر بعطفٍ وحُبٍ وشفقةٍ وحنانٍ، ولا ينظر بغيظٍ أو حسدٍ، أو كُرهٍ أو بُغضٍ، لأن هذه الأوصاف ليست من أوصاف عباد الرحمن .. عباد الرحمن يقول الله عزَّ وجلَّ عنهم في القرآن: ♡ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ (٤٧:الحجر)
فتكون نظرة الأخ لأخيه خيراً من اعتكاف سنة في الأجر والثواب - في مسجد الحبيب المصطفى، كما في قوله صلى الله عليه وسلّم: (نَظْرَةٌ في وجه أخٍ في الله على شوقٍ خيرٌ من اعتكاف سنة في مسجدي هذا) (السيوطي عن ابن عمر).
♡ وإذا قابل أخاه و مدَّ يده فصافحه، يقول في ذاك النبي الأمين: (إذا التقى المؤمنان فتصافحا، تحاتت ذنوبهما - يعني نزلت - تحاتت ذنوبهما كما يتحاتّ ورق الشجر) (ابن ماجة وأحمد وأبو داود والترمذي عن البراء بن عازب).
ويقول صلى الله عليه وسلّم: "إنَّما مَثَلُ المُؤمِنَينِ إذَا التَقَيَا مِثْلُ اليَدَينِ تَغْسِلُ إِحْدَاهُمَا الأخرى" (ابن شاهين عن أنس رضي الله عنه )
يبدأه دوماً بالسلام، ولا يخاصمه .. وإذا حدث بينهم خصام لا يزيد الخصام عن ثلاثة أيام، وبشَّر النبيُّ أفضلهما وخيرهما فقال: ☆ (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) (الإمام مالك والبخاري ومسلم عن أبي أيوب).
والهجر يعني: لا يقابله ولا يحادثه، لكنه لو زاد وشنّع عليه، أو زاد وكَادَ له، أو زاد وشكاه - فهذا من الفجور في الخصومة ولا يفعل ذلك إلا المنافقين والعياذ بالله عز وجلّ
ومن زاد عن الثلاث يقول فيه سيد الناس صلى الله عليه وسلّم: ☆ (مَنْ هَجَرَ أخَاهُ سَنَةً كَانَ كَسَفْكِ دَمِهِ) (الحاكم في المستدرك عن أبي خراش السلمي).
إذا هجره فكأنه قتله، إذا وصل الهجر إلي سنة فكأنك قتلته في الذنب عند الله عزَّ وجلَّ تُحاسب على ذلك يوم تلقى الله، في يومٍ يجمع الناس فيه ليُحاسبهم على كل ما قدمت أيديهم.
خطب النبي صلى الله عليه وسلّم في في حَجَّة الوداع عدِّة خطب، وفي كلِّ خطبةٍ من هذه الخطب يُكرر هذه العبارة!!:
(أي يومٍ هذا؟ وأي شهرٍ هذا؟ وأي بلدٍ هذا؟ فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا،
اللهم قد بلغّت اللهم فاشهد، كل المسلم على المسلم حرام: ماله ودمه وعرضه) (البخاري عن ابن عباس)
ليس له حقٌ في ماله إلا بإذنه: "لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ" (أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن حَنِيفَةَ الرَّقَاشِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ)
ولا يحقُّ له أن يعتدي علي عرضه بغيبة أو نميمة أو تشنيعٍ او لعنٍ أو سبٍّ أو غيره
أما إذا رفع عليه السلاح فإنه يخرج من جماعة المسلمين!! حتى قيل: (يا رسول الله، هل لقاتل المسلم توبة؟ قال صلى الله عليه وسلم:☆" أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة" ( الطبراني عن أنس)
وقف النبي صلى الله عليه وسلم أمام الكعبة وقال:
(ما أطيبك وما أطيب ريحك، وما أعظمك عند الله عزَّ وجلَّ، لكن حُرمة المؤمن أعظم عند الله عزَّ وجلَّ من حُرمتك) (البيهقي عن ابن عباس)
حُرمة المؤمن أعظم عند الله من حُرمة الكعبة!!
حُرمة المؤمن يقول فيها صلى الله عليه وسلّم وفي موقفها عند الله: ☆ "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم" (النسائي والترمذي عن ابن عمر)
لا ينبغي لمسلمٍ أن يؤذي مسلم برفع السلاح عليه، ولا يقول له كلمة تؤذيه،
أما من حرّض، أو أعان - بكلمة أو بمالٍ أو بسلاحٍ أو بخطة أو بغيره - فقد قال صلى الله عليه وسلّم في شأنه: ☆ (من أعان على قتل مسلمٍ ولو بشطر كلمة لقي الله عز وجلّ يوم القيامة مكتوبٌ بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله عز وجلّ) (البيهقي عن ابن عمر).
قال صلى الله عليه وسلّم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يُسلِمُه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسبِ إمرئٍ من الشرِّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم حرام دمه وماله وعرضه) (مسلم عن أبي هريرة)
أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين الذي أغنانا بدِينه وكتابه عن جميع العالمين، فأنزل لنا كتاباً مهيمناً على كل شيء، ونبيًّا فصَّل لنا فيه كلَّ شيء.
وأشهد أن ألا الله وحده لا شريك له، يُحقُّ الحقَّ ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله الصادق الوعد الأمين،
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد واجمع شملنا، وألف قلوبنا، وارزقنا جميعاً الألفة والمودّة والمحبَّة أجمعين يا أكرم الكرمين.
إخواني جماعة المؤمنين: ♡ ينبغي علينا أجمعين في هذا العصر أن نَعلَمَ في أنفسنا، ونعلِّم أولادنا وبناتنا وزوجاتنا والمسلمين أجمعين حقَّ المسلم على المسلم،
فإن للمسلم على المسلم حقوقاً لا تُعد، ذكرها كتاب الله، وبيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الحقوق نحن في أَمَسِّ الحاجة إليها الآن جماعة المؤمنين.
هل يليق بمجتمع المؤمنين أن يُروَّع المؤمنون من المؤمنين؟!
وأن يخاف المسلمون من المسلمين؟!
وأن يكون الذي يعتدي بالسرقة أو النهب أو القتل للمسلمين مسلماً من المسلمين؟!
إن هذه بادرة وظاهرة غريبة في هذا الدين!!!
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:
(لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ} (البخاري ومسلم)
فبيَّن أن الذين يضربون رقاب بعض دخلوا في دائرة الكفر - والعياذ بالله: ◇(إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، قَيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ) (البخاري ومسلم)
فعلينا جميعاً معشر المؤمنين أجمعين، أن نوضِّح لكلِّ مَنْ نجلس معهم - في أيِّ زمان أو مكان - حقوق المسلمين على المسلمين، وأهمها حرمة دمه، وحرمة ماله، وحرمة عرضه، لأن هذا هو أساس إصلاح المجتمعات الإسلامية، والأساس الذي تقوم به المجتمعات الإيمانية: (أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) (٢٩:محمد)
🤲..... ثم الدعاء...... 🤲
====================
وللمزيد من الخطب الرجا الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد