تراحم المؤمنين
إذا تعامل أفراد الأمة بهذه الرحمة وبهذه الشفقة وبهذا العطف وبهذا الحنان فيما بينهم،
هل ستُوجد مشكلات أو خلافات أو مشاحنات بينهم؟!
لا، فقد أثنى الله على صحابة النبي الأولين باتباعهم لهذا الخُلق الكريم فقال: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالذين مَعَهُ أشِداءُ عَلَى الكُفَار رُحَماء بَيْنَهم)) (29الفتح)، وكأن الله يُحفز الآخرين - ونحن منهم - أنَّ من أراد أن ينضم إلى هذه الثُلة المباركة، ويدخل في المعية النبوية، فعليه بهذا الخُلق النبيل وهو الرحمة، ولذلك ذكر النبي لنا أجمعين إذا أردنا أن يستجيب الله لنا الدعاء، وأن يُحقق لنا الرجاء، وأن يمنع عنا كل شرور الأعداء، ماذا نصنع؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
{ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ }
لو تراحم المؤمنون لزالت كل هذه النكبات والمصائب، وكل شيء نخشاه في طرفة عين أو أقل، لأن الله عز وجل يُريد منا أن نكون صورة من الصحب الكرام، وصورة من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، ونتخلَّق بالخُلق العظيم الذي عليه المولى تبارك وتعالى، وهو خُلُق الرحمة.
ما أولى هذه الأمة برحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم!، هذه الرحمة هي المنفذ الوحيد والملجأ الأكيد للخروج مما نحن فيه الآن.
أما الشدة على بعضنا، والغلظة في تعاملنا مع إخواننا، والفظاظة والقسوة في ألفاظنا وأفعالنا، فهذا ما نهى الله عنه نبينا( فَبِما رَحمةٍ من اللَّهِلِنتَ لَهُمْ ولو كُنتَ فَظاً غَليظَ القلب لا نفضوا مِنْ حَولِكَ فاعفُ عنهم)) (159آل عمران).
عجبي للمؤمنين في هذا الزمان الذين يتركون الجانب الأول الذي مدح عليه الرحمن النبي العدنان، ويأخذون الجانب الثاني الذي نهى الله عنه المسلمين في كل وقت وآن؛ يعامل إخوانه المؤمنين بغطرسة وبكبرياء وبفظاظة وبغلظة وبألفاظ قد تكون لاغية، أو قد تكون شائنة، أو تكون فيها تشنيع عليه، ولا يعلم أن الرحمة ما وُجدت في أمر إلا وحلَّ فيه فتح الله وتأييد الله، ولذلك قال الله لنا جماعة المؤمنين:
(( وَتَواصَوا بالصّبر وَتواصوا بالمرحمة))(17البلد).
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
إذا تعامل أفراد الأمة بهذه الرحمة وبهذه الشفقة وبهذا العطف وبهذا الحنان فيما بينهم،
هل ستُوجد مشكلات أو خلافات أو مشاحنات بينهم؟!
لا، فقد أثنى الله على صحابة النبي الأولين باتباعهم لهذا الخُلق الكريم فقال: (( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالذين مَعَهُ أشِداءُ عَلَى الكُفَار رُحَماء بَيْنَهم)) (29الفتح)، وكأن الله يُحفز الآخرين - ونحن منهم - أنَّ من أراد أن ينضم إلى هذه الثُلة المباركة، ويدخل في المعية النبوية، فعليه بهذا الخُلق النبيل وهو الرحمة، ولذلك ذكر النبي لنا أجمعين إذا أردنا أن يستجيب الله لنا الدعاء، وأن يُحقق لنا الرجاء، وأن يمنع عنا كل شرور الأعداء، ماذا نصنع؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
{ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ }
لو تراحم المؤمنون لزالت كل هذه النكبات والمصائب، وكل شيء نخشاه في طرفة عين أو أقل، لأن الله عز وجل يُريد منا أن نكون صورة من الصحب الكرام، وصورة من الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، ونتخلَّق بالخُلق العظيم الذي عليه المولى تبارك وتعالى، وهو خُلُق الرحمة.
ما أولى هذه الأمة برحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم!، هذه الرحمة هي المنفذ الوحيد والملجأ الأكيد للخروج مما نحن فيه الآن.
أما الشدة على بعضنا، والغلظة في تعاملنا مع إخواننا، والفظاظة والقسوة في ألفاظنا وأفعالنا، فهذا ما نهى الله عنه نبينا( فَبِما رَحمةٍ من اللَّهِلِنتَ لَهُمْ ولو كُنتَ فَظاً غَليظَ القلب لا نفضوا مِنْ حَولِكَ فاعفُ عنهم)) (159آل عمران).
عجبي للمؤمنين في هذا الزمان الذين يتركون الجانب الأول الذي مدح عليه الرحمن النبي العدنان، ويأخذون الجانب الثاني الذي نهى الله عنه المسلمين في كل وقت وآن؛ يعامل إخوانه المؤمنين بغطرسة وبكبرياء وبفظاظة وبغلظة وبألفاظ قد تكون لاغية، أو قد تكون شائنة، أو تكون فيها تشنيع عليه، ولا يعلم أن الرحمة ما وُجدت في أمر إلا وحلَّ فيه فتح الله وتأييد الله، ولذلك قال الله لنا جماعة المؤمنين:
(( وَتَواصَوا بالصّبر وَتواصوا بالمرحمة))(17البلد).
من كتاب خصائص النبي الخاتم
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد