مقامات أهل اليقين
تعالوا بنا ننظر إلى رجل من أهل الفتح، ودلائل فتحه،
والعلامات التي استنبط منها النبي صلى الله عليه وسلم أحواله ومقاماته عند الله
رأى النبي صلى الله عليه وسلم حارثة رضي الله عنه ، فقال له:
{ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ إِيمَانٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ ؟ قَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي بَادِيًا، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ، وَأَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ : أَصَبْتَ فَالْزَمْ، مُؤْمِنٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ }(1)
"كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟”
أهل هذا المقام إذا سُئلوا فتكون الإجابة بما عليه القلوب، وما عليه الأحوال في متابعة الحبيب المحبوب.
ولذلك لو سألت أى شخص: كيف حالك؟
إذا قال: الحمد لله المال كثير والخير كثير، فهذا من أهل الدنيا، وهذا ما يشغله،
ولو قال: الحمد لله حصلت على وظيفة عالية، ومنحة كبيرة، فهذا مشغول بالجاه،
وإذا قال: الحمد لله ابني حصل على كذا والآخر حصل على كذا، فهذا مشغول بالذرية.
وهكذا، هذه دلائل، وإن كانت لا تُغني عن الضوء الذي وضعه الله في الفؤاد، ليخبر الإنسان بما ألهمه الله عز وجل به في هذه الأكوان.
يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : "كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ فيقول: " أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقَّا "
مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رُوي عنهم، وكما أخبر الإمام أبو طالب المكي رضى الله عنه في (قوت القلوب) عنهم، كان إذا سُئل أحدهم: أمؤمن أنت؟ يتوقف،
لأنه إذا قال: أنا مؤمن فقد جزم على مولاه، وحسن الخاتمة لا يعلمه إلا حضرة الله، وكانوا يخشون الخاتمة، وإذا قال: لست بمؤمن، فقد كذَّب بما هو عليه، لأنه آمن بالله ويقوم بما كلَّفه به مولاه، وأخيراً وصلوا إلى أن يقول الرجل منهم: مؤمن إن شاء الله، فيُقدم المشيئة مع الإيمان لأنه لا يدري أى امرئ مهما كان شأنه بم يُختم له عند لقاء ربه عز وجل .
(1)مسند البزار، ومسند الشهاب عن أنس
️ من كتاب مقامات المقربين
️️ فضيلة الشيخ فوزى محمد ابو زيد
تعالوا بنا ننظر إلى رجل من أهل الفتح، ودلائل فتحه،
والعلامات التي استنبط منها النبي صلى الله عليه وسلم أحواله ومقاماته عند الله
رأى النبي صلى الله عليه وسلم حارثة رضي الله عنه ، فقال له:
{ كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا، قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ إِيمَانٍ حَقِيقَةً، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ ؟ قَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَكَأَنِّي بِعَرْشِ رَبِّي بَادِيًا، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ يَتَنَعَّمُونَ، وَأَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ : أَصَبْتَ فَالْزَمْ، مُؤْمِنٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ }(1)
"كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟”
أهل هذا المقام إذا سُئلوا فتكون الإجابة بما عليه القلوب، وما عليه الأحوال في متابعة الحبيب المحبوب.
ولذلك لو سألت أى شخص: كيف حالك؟
إذا قال: الحمد لله المال كثير والخير كثير، فهذا من أهل الدنيا، وهذا ما يشغله،
ولو قال: الحمد لله حصلت على وظيفة عالية، ومنحة كبيرة، فهذا مشغول بالجاه،
وإذا قال: الحمد لله ابني حصل على كذا والآخر حصل على كذا، فهذا مشغول بالذرية.
وهكذا، هذه دلائل، وإن كانت لا تُغني عن الضوء الذي وضعه الله في الفؤاد، ليخبر الإنسان بما ألهمه الله عز وجل به في هذه الأكوان.
يقول له النبي صلى الله عليه وسلم : "كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ فيقول: " أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقَّا "
مع أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رُوي عنهم، وكما أخبر الإمام أبو طالب المكي رضى الله عنه في (قوت القلوب) عنهم، كان إذا سُئل أحدهم: أمؤمن أنت؟ يتوقف،
لأنه إذا قال: أنا مؤمن فقد جزم على مولاه، وحسن الخاتمة لا يعلمه إلا حضرة الله، وكانوا يخشون الخاتمة، وإذا قال: لست بمؤمن، فقد كذَّب بما هو عليه، لأنه آمن بالله ويقوم بما كلَّفه به مولاه، وأخيراً وصلوا إلى أن يقول الرجل منهم: مؤمن إن شاء الله، فيُقدم المشيئة مع الإيمان لأنه لا يدري أى امرئ مهما كان شأنه بم يُختم له عند لقاء ربه عز وجل .
(1)مسند البزار، ومسند الشهاب عن أنس
️ من كتاب مقامات المقربين
️️ فضيلة الشيخ فوزى محمد ابو زيد