رجال العصر
كانوا يربون أبناءهم على هذه الأمور العظيمة، والحمد لله يوجد رجالٌ في هذا الزمان وفي كل زمان وفي كل عصرٍ وأوان بلغوا أعلى درجات الحب للنبي العدنان وذلك كله فضلاً من حضرة الرحمن عزّوجل.
وهؤلاء الرجال الذين هم في زماننا حضرة النبي نفسه ﷺقال لهم قولاً تدمع منه العيون وتتقطع منه الرقاب، كان يقول كما جاء بأحاديث متعددة هنا وهناك ما معناه:
{ واشوقاه لإخواني فقال عمر وقيل أبوبكر: ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، إخواني يأتون في آخر الزمان عمل الواحد منهم بسبعين صديقاً منكم، قيل: بسبعين منا أم منهم يا رسول الله؟ قال: بسبعين منكم؛ أنتم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون } (1)
-------------------
بُشرى لنا اشتاق الحبيب لذاتنا***وتمنَّى يرآنا بقولٍ صُراح
-------------------- ---------------------
سيدنا رسول الله هو بذاته يتمنى رؤيتنا! نعم، ولم يقل الواحد بسبعين صديقاً، ولكن قال العمل، لأننا في عصر كثُرت فيه الظلمات، وكثُر فيه البعد عن الله، وكثُرت فيه المعاصى، ولكن إياكم أن يأتي أحدكم في يومٍ من الأيام يقول: أنه أفضل من الصحابة، حاشا لله، أو يقول: فلان هذا مهما كانت ولايته ومهما كان علمه ومهما كانت عبادته يُحصِّل ظُفراً واحداً من أظفار الصحابة! فلا بد أن ننتبه، لأن كثيراً منا عندما يسمع الحديث فيزل، ويقول أن النبي هو الذي قال، نعم النبي قال ولكن عليك أن تنتبه للكلام، النبي ﷺقال:
{ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا } (2)
----------------------------
وقال في رواية أخرى:
{ لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ
مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ } (3)
---------------------
لن يساوي حفنة مما أنفقه هؤلاء، لابد من حفظ المراتب، من هم أعلى الناس بعد رُتبة النبوة؟ أصحاب رسول الله ﷺ، بدون شكٍّ في ذلك، لا ينبغي أن نتحدّث عنهم بسوء ولا أن نذكر حتى ما ورد تاريخياً مما يُشينهم، فلا نذكره ولا نتحدث به، لأن هذا مدسوس عليهم، وكل الأموات الذين ماتوا من المؤمنين قال لنا في حقهم رسول الله ﷺ:
{ اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ } (4)
-------------------------------------
كل من مات من المسلمين إياك أن تذكرسيئاته، ولا أعماله القبيحة، إما أن تذكر أعماله الحسنة أو تسكت، فما بالكم بأصحاب رسول الله ﷺ؟!.
فمن يقع في أصحاب رسول الله ﷺ فيكون له عقاب شديد ذكره الحق عزّوجل في قوله:
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) (77التوبة)
🧡يبتليه الله بالنفاق في قلبه، قال فيه الصالحون والعلماء العاملون: حتى يُسلب الإيمان قبل أن يخرج من الحياة الدنيا لله عزّ وجلَّ إذا أصَّر على رأيه وعلى فكره ولم يتُب من ذلك قبل لقاء الله عزّ وجلَّ، فلا بد من تعظيم النبي ﷺ ، وتعظيم أصحاب النبي ﷺ.
--------------------------------------------------------------
(1) الطبراني في الأوسط والبيهقي في دلائل النبوة بلفظ " مَتَى أَلْقَى إِخْوَانِي؟، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي لَمْ يَرَوْنِي يُؤْمِنُونَ بِي وَيُصَدِّقُونَنِي"
(2) معجم الطبراني والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، وأخرج أبو داود والترمذي من حديث ثعلبة رفعه: «تأتي أَيَّامٌ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ»، قِيلَ: مِنْهُمْ أَوْ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ» نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار
(3) البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه
(4) جامع الترمذي وسنن أبي داود عن ابن عمر رضى الله عنه
--------------------------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
كانوا يربون أبناءهم على هذه الأمور العظيمة، والحمد لله يوجد رجالٌ في هذا الزمان وفي كل زمان وفي كل عصرٍ وأوان بلغوا أعلى درجات الحب للنبي العدنان وذلك كله فضلاً من حضرة الرحمن عزّوجل.
وهؤلاء الرجال الذين هم في زماننا حضرة النبي نفسه ﷺقال لهم قولاً تدمع منه العيون وتتقطع منه الرقاب، كان يقول كما جاء بأحاديث متعددة هنا وهناك ما معناه:
{ واشوقاه لإخواني فقال عمر وقيل أبوبكر: ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، إخواني يأتون في آخر الزمان عمل الواحد منهم بسبعين صديقاً منكم، قيل: بسبعين منا أم منهم يا رسول الله؟ قال: بسبعين منكم؛ أنتم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون } (1)
-------------------
بُشرى لنا اشتاق الحبيب لذاتنا***وتمنَّى يرآنا بقولٍ صُراح
-------------------- ---------------------
سيدنا رسول الله هو بذاته يتمنى رؤيتنا! نعم، ولم يقل الواحد بسبعين صديقاً، ولكن قال العمل، لأننا في عصر كثُرت فيه الظلمات، وكثُر فيه البعد عن الله، وكثُرت فيه المعاصى، ولكن إياكم أن يأتي أحدكم في يومٍ من الأيام يقول: أنه أفضل من الصحابة، حاشا لله، أو يقول: فلان هذا مهما كانت ولايته ومهما كان علمه ومهما كانت عبادته يُحصِّل ظُفراً واحداً من أظفار الصحابة! فلا بد أن ننتبه، لأن كثيراً منا عندما يسمع الحديث فيزل، ويقول أن النبي هو الذي قال، نعم النبي قال ولكن عليك أن تنتبه للكلام، النبي ﷺقال:
{ إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا } (2)
----------------------------
وقال في رواية أخرى:
{ لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ
مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ } (3)
---------------------
لن يساوي حفنة مما أنفقه هؤلاء، لابد من حفظ المراتب، من هم أعلى الناس بعد رُتبة النبوة؟ أصحاب رسول الله ﷺ، بدون شكٍّ في ذلك، لا ينبغي أن نتحدّث عنهم بسوء ولا أن نذكر حتى ما ورد تاريخياً مما يُشينهم، فلا نذكره ولا نتحدث به، لأن هذا مدسوس عليهم، وكل الأموات الذين ماتوا من المؤمنين قال لنا في حقهم رسول الله ﷺ:
{ اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ } (4)
-------------------------------------
كل من مات من المسلمين إياك أن تذكرسيئاته، ولا أعماله القبيحة، إما أن تذكر أعماله الحسنة أو تسكت، فما بالكم بأصحاب رسول الله ﷺ؟!.
فمن يقع في أصحاب رسول الله ﷺ فيكون له عقاب شديد ذكره الحق عزّوجل في قوله:
(فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ) (77التوبة)
🧡يبتليه الله بالنفاق في قلبه، قال فيه الصالحون والعلماء العاملون: حتى يُسلب الإيمان قبل أن يخرج من الحياة الدنيا لله عزّ وجلَّ إذا أصَّر على رأيه وعلى فكره ولم يتُب من ذلك قبل لقاء الله عزّ وجلَّ، فلا بد من تعظيم النبي ﷺ ، وتعظيم أصحاب النبي ﷺ.
--------------------------------------------------------------
(1) الطبراني في الأوسط والبيهقي في دلائل النبوة بلفظ " مَتَى أَلْقَى إِخْوَانِي؟، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَسْنَا إِخْوَانَكَ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي لَمْ يَرَوْنِي يُؤْمِنُونَ بِي وَيُصَدِّقُونَنِي"
(2) معجم الطبراني والبيهقي عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه، وأخرج أبو داود والترمذي من حديث ثعلبة رفعه: «تأتي أَيَّامٌ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ أَجْرُ خَمْسِينَ»، قِيلَ: مِنْهُمْ أَوْ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بَلْ مِنْكُمْ» نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار
(3) البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه
(4) جامع الترمذي وسنن أبي داود عن ابن عمر رضى الله عنه
--------------------------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله