خُلُق النبي ﷺ
إذا تشبه المرء ظاهراً وباطناً، إذاً فقد جمع الحسنيين:
لكن الأساس الأول الذي عليه المعول، التشبه به في أوصافه النورانية التي ذكرتها الآيات القرآنية، والتي وضحها أجلى بيان في كتاب رب البرية عزوجل، والتي كان يوجهها الله في رسائل قصيرة إلى حضرة النبي، مثل:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (199 الأعراف)
قال رسول الله ﷺ سائلاً جبريل عن هذه الآية:
{ يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: مَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ الْعَالِمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ }[1]
بالله عليكم لو مشى المسلمون في زماننا على تلك الأخلاق، هل ستحدث مشكلة أو معضلة بين المؤمنين؟! من قاطعني سأصله لله، ومن حرمني سأعطيه لله، ومن ظلمني سأعفو عنه لأجل رسول الله، لأنه رجل من أمته يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله)فإكراماً لحبيب الله سأعفو عن هذا الظالم لوجه الله وطلبا لمرضاة رسول الله ﷺ.
وهذا هو جهاد الصالحين، ولكن البعض يظن أن جهاد الصالحين هو الأوراد فقط، لكن الأوراد انما جعلت لتطهير النفس، وبعد ذلك تجهز وتستعد للعمل بما أشرنا إليه، لأن الأوراد ليست هي الغاية، لأنه لو كنت أؤدي الأوراد وأزيد فيها، وكنت سيء الخلق، إذاً ماذا ستفعل لك الأوراد في طريق الله؟!، ستأخذ عليها حسنات ليس هناك مانع،
ولكن لن تصل إلى طريق القربات، وإلى طريق الفتح والتجليات والمشاهدات.
------------------------------------------
[1] جامع البيان للطبري
-------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
إذا تشبه المرء ظاهراً وباطناً، إذاً فقد جمع الحسنيين:
لكن الأساس الأول الذي عليه المعول، التشبه به في أوصافه النورانية التي ذكرتها الآيات القرآنية، والتي وضحها أجلى بيان في كتاب رب البرية عزوجل، والتي كان يوجهها الله في رسائل قصيرة إلى حضرة النبي، مثل:(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (199 الأعراف)
قال رسول الله ﷺ سائلاً جبريل عن هذه الآية:
{ يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذَا؟ قَالَ: مَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ الْعَالِمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ }[1]
بالله عليكم لو مشى المسلمون في زماننا على تلك الأخلاق، هل ستحدث مشكلة أو معضلة بين المؤمنين؟! من قاطعني سأصله لله، ومن حرمني سأعطيه لله، ومن ظلمني سأعفو عنه لأجل رسول الله، لأنه رجل من أمته يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله)فإكراماً لحبيب الله سأعفو عن هذا الظالم لوجه الله وطلبا لمرضاة رسول الله ﷺ.
وهذا هو جهاد الصالحين، ولكن البعض يظن أن جهاد الصالحين هو الأوراد فقط، لكن الأوراد انما جعلت لتطهير النفس، وبعد ذلك تجهز وتستعد للعمل بما أشرنا إليه، لأن الأوراد ليست هي الغاية، لأنه لو كنت أؤدي الأوراد وأزيد فيها، وكنت سيء الخلق، إذاً ماذا ستفعل لك الأوراد في طريق الله؟!، ستأخذ عليها حسنات ليس هناك مانع،
ولكن لن تصل إلى طريق القربات، وإلى طريق الفتح والتجليات والمشاهدات.
------------------------------------------
[1] جامع البيان للطبري
-------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله