بالنسبة لإخراج الشحناء والبغضاء ينبغي أن يكون في رمضان وفي غير رمضان، لأن الله عزَّ وجلَّ اشترط لمن يُقبل عليه أن يكون قلبه سليماً، وقال في الخليل إبراهيم: {إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} 84الصافات.
وسليم يعني: خالٍ من الحقد والحسد والبُغض والكُره والشُّح، وكل الصفات الذميمة التي يبغضها الله، والتي نوَّه عنها عندنا كتاب الله، والتي حثَّ على التخلص منها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم. وقال الله عزَّ وجلَّ في الأمر العام: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} 89الشعراء
فيكون شرط قبول الأعمال - إن كان صياماً أو قياماً، أو صلاةً أو حجاً، أو أي عمل - أن يكون قلب المسلم سليماً من العلل والأمراض النفسية والحظوظ والأهواء الشيطانية التي تباعد بينه وبين إخوانه المسلمين. يجب أن تكون بينه وبين المسلمين أُلفة ومودَّة ورحمة وحب، وهذا المبدأ العام الذي يجب أن يكون عليه المسلم على الدوام، قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ}{1}. وفي رواية أخرى عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم: {أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ:كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ، قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ}{2}.
والحديث هنا فسَّر النقاء أنه ليس فيه حقدٌ ولا حسدٌ ولا غلٌّ لأحدٍ من المسلمين، وقال الله تعالى في شروط الأخوة الإسلامية: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ} إذا تمَّ ذلك وصلوا إلى درجة: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} 47الحجر
نسأل الله أن يبلغنا هذا المقام أجمعين
{1} صحيح مسلم ومسند أحمد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
{2} سنن ابن ماجة والطبراني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AA%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {صيام الأتقياء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[flash(300,150)]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]