الصيام عبادة إلهية تدعوا للتوحيد، فتجمع أفراد الأسرة كلها في وقتٍ واحد، على طعامٍ واحد، وتجعل المسلمين في البلد أو البلاد التي تشترك في رؤية الهلال يصومون في وقتٍ واحد، ويفطرون في وقتٍ واحد، ويتسحرون في وقتٍ واحد فهذا أكبر حافز على توحيد الوجهة أولاً لله، وعلى توحيد الأعمال إن كانت للدنيا أو للآخرة. فالصيام في كُنهه أو في ذاته دعوة إلى توحيد القصد لأنه لله، ودعوة إلى توحيد العمل وهذا هو الذي يقول فيه الله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} 103آل عمران
وتحت هذا المضمار دعت طائفة من علماء الأمة إلى توحيد المطالع في كل الأمة الإسلامية من حيث أن البلاد الإسلامية المشتركة في جزءٍ من النهار وجزء من الليل يصومون كلهم في وقتٍ واحد. ورأى البعض أن لكل أهل بلدٍ مطلعهم ويصومون عليه ويفطرون عليه، وهذا لا يتنافي مع ذاك، فاختلافهم سعة ورحمة على الأمة الإسلامية جمعاء.