ما حقيقة الدعاء الوارد في ليلة النصف من شعبان: {اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً فامحُ اللهم شقاوتي}؟
هذا الدعاء الوارد رواه ابن أبي شيبة، وبدايته: {اللهم يا ذا المن ولا يُمن عليك ..}، وهذا الدعاء وارد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأضاف إليه بعض الصالحين وأكملوه وأصبح هذا الدعاء بصورته الحالية المتداولة الآن.
ودعاء {اللهم إن كنت كتبتني عندك شقياً أو محروماً، فامحُ عني شقاوتي وحرماني}، هل هذا يتعارض مع المشيئة الإلهية؟، هل هذا يتنافى مع القدرة الربانية؟، نحن عندنا طمعٌ كبيرٌ وأملٌ عظيمٌ في أن الله عز وجل يسعنا برحمته، ويكرمنا بفضله ومنته، فحتى لو كان قدَّر لنا ما لا نحب من الشقاوة، فإننا نطمع منه عزَّ وجلَّ أن يمحُوَ هذه الشقاوة ويبدلها بالسعادة.
فهل في ذلك نُكران؟، هل في ذلك خروج عن حدود الأدب اللائق مع الربوبية؟، نحن نطلب من الله، والله هو الذي قال لنا: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} 60غافر
ولم يحدد دعاءً، ولم يجعل لنا نموذجاً مخصصاً للدعاء، وإنما ترك لكل واحدٍ منا أن يدعو بما يشاء وكيف شاء وفي أى وقتٍ شاء، والله عزَّ وجلَّ وعدنا أجمعين بالإجابة.
أنستكثر على العظيم عزَّ وجلَّ أن يبدِّل قدَرَه لعبدٍ كتبه في أم الكتاب عنده شقياً ثم بدَّل الشقاوة بالسعادة؟، ولقد قال العارفون: {قطرة من فيض جودك تجعل الشقي تقيًّا والكافر وليًّا}.
هل في ذلك مانعٌ على القدير؟! ونحن جميعاً نتعرض لفضل الله ونطلب من الله عزَّ وجلَّ ما نعلم علم اليقين أنه في قدرة الله، ولا حرج على فضل الله عزَّ وجلَّ
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B4%D9%87%D8%B1-%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%86/
منقول من كتاب {شرف شهر شعبان} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
[flash(300,150)]WIDTH=0 HEIGHT=0[/flash]