كيفية التوفيق في المذاكر يعني من يُرد أن يوفقه الله في المذاكرة - وقد جربناها، والعلماء كذلك جربَّوها- وهي المحافظة: أولاً: على فرائض الله عزَّ وجلَّ في وقتها في جماعة، والبنات كيف تصلي جماعة؟، في البيت، لأن الرسول صلى الله عليه وسلَّم عندما قال: {صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفذ - والفذ: يعني المتفوق في الصلاة - بسبعٍ وعشرين درجة}{1}، ولم يشترط أن تكون في المسجد، فأنا في البيت أصلي أنا وواحدة في البيت كإبنتي، أو أصلي أنا وزوجي، أو أصلي أنا وإبني، أو أصلي أنا وأخي، المهم أن نصليها في جماعة وخاصة صلاة الفجر، ونسميها- صلاة الفتح، فكنا النَّصُ الذي نريد أن نحفظه - والنص صعب - أو واحد يريد حفظ الإنجليزي أو الفرنساوي، الوقت المخيَّر لذلك بعد صلاة الفجر، فيكون الذهن صافي والذاكرة جاهزة، وما يقرأه الإنسان يحفظه بالمحافظة على الصلاة في وقتها في جماعة.
الأمر الثاني الهام: حفظ الجوارح من المعاصي والمخالفات، بأن الإنسانة تراقب جوارحها حتى لا يُخطئ اللسان ويقول كلاماً يُغضب الله، ولا الأذن أفتحها لغيبة ولا لنميمة، ولا الرجل تمشي إلى أماكن فيها شبهات أو فيها شهوات، فتحفظ الجوارح من هذه المعاصي. الإمام الشافعي رضي الله عنه كان قد أعطاه ربنا موهبة؛ ما يقرأه مرةً يحفظه - من أول مرة - فلا يحتاج إلى التكرار ولا غيره، فكان يذهب للرجل الذي يبيع الكتب لأنه لا يستطيع شراء الكتب، يقول له: أنا أريد أن أنظر في هذا الكتاب وأنا جالس بجوارك، فيأخذ الكتاب ويجلس بجواره ويقرأ الكتاب ثم يقول له: خذ كتابك وقد حفظته والحمد لله، يحفظ الكتاب من قراءته مرةً واحدة، فكان في الحفظ كذلك في القرآن على هذه الكيفية، فالشيخ الذي يحفظه كان اسمه الشيخ وكيع، وله ضريح أمام الإمام الشافعي، ففي يوم من الأيام سمَّع له فلم يجده حافظاً، فقال له: ماذا جرى لك اليوم؟، لِمَ لَمْ تحفظ؟، قال له: وأنا قادم اليوم إليك - وكانوا صادقين لا خداع عندهم - قال له: رأيت واحدة تمشي أمامي والهواء هفهف ورفع ثيابها فكشف ساقها فنظرت إلى ساقها مرةً - لأنه نظر إلى ساق واحدة مرةً فذهبت منه الموهبة التي أعطاها له الله؛ وهي ملكة الحفظ، فقال:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعــــــــــاصي
وأعلمني بأن العــــــــــــــــــــــــــلم نورٌ ونور الله لا يُهــــــــــــدى لعاصـــــــــي
فيكون الموضوع ماذا يحتاج؟، يحتاج إلى هذه الحكاية، الشاب أو الفتاة التي تجلس على النت حالياً وتشاهد الأشياء المحرمة، ماذا تفهم مما تُحصِّله بعد ذلك؟، وماذا تُحصِّل من العلم الذي تقرأه بعد ذلك؟، فتنصرف وكل ما بداخلها قد تلوث، فلن تقرأ شيئاً ولن تستوعب شيئاً لأنها ضيَّعت نفسها بهذه المعصية، جلست في مجلس- مع بعض صديقاتها - كله غِيبة ونميمة؛ يقلن: فلانة صفتها، وفلانة نعتها، ولفلانة كذا وفلانة كذا، مجلس مثل هذا ينتهى ويضيِّع الموهبة والذكاء الذي أعطاه ربنا لها، فتقرأ بعد ذلك لتفهم فلن تفهم، وتقول: أنني أمسك بالكتاب وأقرأ، وبعد قليل أجد نفسي قرأت عشر صفحات، وماذا فهمت؟ لا شيء، ولا كلمة، لماذا؟، لأنها شتتَّت فكرها وذهنها بالكلام الذي استمعت إليه في مجلس الغِيبة والنميمة، إذن التفوق في الدراسة يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول: المحافظة على الفرائض في وقتها.
الأمر الثاني: البعد عن المعاصي بالكلية.
الأمر الثالث: والذي لا غنى عنه؛ هو رضا الوالدين، لأننا نمشي بدعاء الوالدين، ودعوة صالحة خيرٌ من تحصيل الطالب عشرات الساعات، دعوة صالحة يستجيبها الله وتُيسر له الأحوال إن شاء الله رب العالمين.
{1} متفق عليه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
الأمر الثاني الهام: حفظ الجوارح من المعاصي والمخالفات، بأن الإنسانة تراقب جوارحها حتى لا يُخطئ اللسان ويقول كلاماً يُغضب الله، ولا الأذن أفتحها لغيبة ولا لنميمة، ولا الرجل تمشي إلى أماكن فيها شبهات أو فيها شهوات، فتحفظ الجوارح من هذه المعاصي. الإمام الشافعي رضي الله عنه كان قد أعطاه ربنا موهبة؛ ما يقرأه مرةً يحفظه - من أول مرة - فلا يحتاج إلى التكرار ولا غيره، فكان يذهب للرجل الذي يبيع الكتب لأنه لا يستطيع شراء الكتب، يقول له: أنا أريد أن أنظر في هذا الكتاب وأنا جالس بجوارك، فيأخذ الكتاب ويجلس بجواره ويقرأ الكتاب ثم يقول له: خذ كتابك وقد حفظته والحمد لله، يحفظ الكتاب من قراءته مرةً واحدة، فكان في الحفظ كذلك في القرآن على هذه الكيفية، فالشيخ الذي يحفظه كان اسمه الشيخ وكيع، وله ضريح أمام الإمام الشافعي، ففي يوم من الأيام سمَّع له فلم يجده حافظاً، فقال له: ماذا جرى لك اليوم؟، لِمَ لَمْ تحفظ؟، قال له: وأنا قادم اليوم إليك - وكانوا صادقين لا خداع عندهم - قال له: رأيت واحدة تمشي أمامي والهواء هفهف ورفع ثيابها فكشف ساقها فنظرت إلى ساقها مرةً - لأنه نظر إلى ساق واحدة مرةً فذهبت منه الموهبة التي أعطاها له الله؛ وهي ملكة الحفظ، فقال:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعــــــــــاصي
وأعلمني بأن العــــــــــــــــــــــــــلم نورٌ ونور الله لا يُهــــــــــــدى لعاصـــــــــي
فيكون الموضوع ماذا يحتاج؟، يحتاج إلى هذه الحكاية، الشاب أو الفتاة التي تجلس على النت حالياً وتشاهد الأشياء المحرمة، ماذا تفهم مما تُحصِّله بعد ذلك؟، وماذا تُحصِّل من العلم الذي تقرأه بعد ذلك؟، فتنصرف وكل ما بداخلها قد تلوث، فلن تقرأ شيئاً ولن تستوعب شيئاً لأنها ضيَّعت نفسها بهذه المعصية، جلست في مجلس- مع بعض صديقاتها - كله غِيبة ونميمة؛ يقلن: فلانة صفتها، وفلانة نعتها، ولفلانة كذا وفلانة كذا، مجلس مثل هذا ينتهى ويضيِّع الموهبة والذكاء الذي أعطاه ربنا لها، فتقرأ بعد ذلك لتفهم فلن تفهم، وتقول: أنني أمسك بالكتاب وأقرأ، وبعد قليل أجد نفسي قرأت عشر صفحات، وماذا فهمت؟ لا شيء، ولا كلمة، لماذا؟، لأنها شتتَّت فكرها وذهنها بالكلام الذي استمعت إليه في مجلس الغِيبة والنميمة، إذن التفوق في الدراسة يحتاج إلى أمرين:
الأمر الأول: المحافظة على الفرائض في وقتها.
الأمر الثاني: البعد عن المعاصي بالكلية.
الأمر الثالث: والذي لا غنى عنه؛ هو رضا الوالدين، لأننا نمشي بدعاء الوالدين، ودعوة صالحة خيرٌ من تحصيل الطالب عشرات الساعات، دعوة صالحة يستجيبها الله وتُيسر له الأحوال إن شاء الله رب العالمين.
{1} متفق عليه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.