إن نَصْرُ الله عزَّ وجلّ لحبيبه ومصطفاة كان مِنْ قبل القبل، فقد أيَّده، وأمر الرسل الكرام بإبلاغ صفاته ونعوته لأممهم، وهيأ الكون كله وأمره أن يكون رهن إشارته.
لكن العبرة التي نحتاج إليها في هذه الظروف الحالكة في حياتنا اليوم، أن نعلم علم اليقين، ولا نشك في ذلك طرفة عين ولا أقل أن أي رجل منَّا لو أقبل بصِدْقٍ على الله، وتمسك في سلوكه وهديه وحياته يشرع الله، فلم ينافق ولم يمارِ،ِ ولم يبتغِ بعمله إلاَّ وجه الله
فإن الله عزَّ وجلّ يجعل له قسطاً مِنْ نَصْرِ الله لحبيبه ومصطفاة صلى الله عليه وسلم، فيؤيده وينصره في أي موقع، وفي أي زمان وفي أي مكان، لأن هذه سُنَّةُ الله التي لا تتبدل ولا تتغير على مرِّ الزمان ولا بتبديل المكان ونأخذ مثالاً واحداً
{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (40-التوبة).
فسيدنا موسى عليه السلام عندما خاف قومُهُ بعد خروجهم من مصر من اللحاق بهم، فقالوا له: النَّجدة، فقال لهم: لا تخافوا،
{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }(62-الشعراء)،
أنا معي ربي لا تخافوا. ولكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (40-التوبة)،
أي: معنا جميعاً ولم يقل إن الله معي (ومعنا) هذه، هي بشرى لكل مؤمن إلى يوم القيامة، ولذلك أيَّده الله في كتاب الله فقال:
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } (40-الحج).
فالذي يَنْصُرُ اللهَ يَنْصُرُه الله، وهل الله يحارب لننصره؟
لا، ولكن يعنى مَنْ ينصر شريعته ويقيمها في نفسه، وفي بيته وفي عمله، وفي أهله وفيمن حوله فَنَصْرُ الله: يعني إحياء شريعة الله والعمل بها بين خلق الله.
وماذا كانت النتيجة ؟ بماذا أيده الله صلى الله عليه وسلم
{ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }(40-التوبة).
أولاً: أنزل عليه السكينة، وكيف نأتي بها؟ لا تأتي إلا بتوفيق الله لمَنْ أحبَّه الله واجتباه:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ }(4-الفتح).
وكما أنزل عليه السكينة أنزل علينا السكينة. والسكينة: يعني الطمأنينة بوعد الله، والثقة في قدرة الله، ورعاية الله، وصيانة الله، وحفظ الله، لمَنْ تمسَّك يشرع الله ابتغاء وجه الله عزَّ وجلّ.
فكما أنزل الله عليه السكينة، أيضاً فتح المجال لجميع المؤمنين، وأعلمنا علم اليقين أن السكينة لا تأتي إلا من عنده، وهو الذي ينزِّلُها بنفسه،
حتى أنه لا ينزلها عن طريق مَلَكٍ، ولا عن طريق أي كائن أو مخلوق، بل هو ينزِّلها ولم يقل: يُنْزِل (بالمضارع) بل قال:
{أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} (4-الفتح).
فيُحَبِّبُ إليهم الإيمان، ويشرح صدروهم للعمل بأركان الدين والاهتداء بتعاليم القرآن، والتأسي بسنَّة النَّبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم. ثم
{وَأَيَّدَهُ {بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } (40-التوبة).
أيَّده بالملائكة، وأيَّده بالأرض، وقال له: الأرض طَوْعُ أمرك، مُرْهَا بما شئت فيقول لها: خذيه، فتمسك بفرس الفارس الذي خرج ليلحق به وتغوص به فيقول لها اتركيه، فتتخلى عن الفرس فكانت طوع أمره صلى الله عليه وسلم،
وليس مرة واحدة ولكن ثلاث مرات. وأيَّده بالحمام، وأيَّده بكائن بسيط وحشرة صغيرة وهي العنكبوت. وأيَّده بالأنصار، وأيَّده بالمهاجرين، بل وأيَّده بأناس قبله جهزوا له المكان الذي سيسكنه صلى الله عليه وسلم.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=bcwDBOAJv7s
لكن العبرة التي نحتاج إليها في هذه الظروف الحالكة في حياتنا اليوم، أن نعلم علم اليقين، ولا نشك في ذلك طرفة عين ولا أقل أن أي رجل منَّا لو أقبل بصِدْقٍ على الله، وتمسك في سلوكه وهديه وحياته يشرع الله، فلم ينافق ولم يمارِ،ِ ولم يبتغِ بعمله إلاَّ وجه الله
فإن الله عزَّ وجلّ يجعل له قسطاً مِنْ نَصْرِ الله لحبيبه ومصطفاة صلى الله عليه وسلم، فيؤيده وينصره في أي موقع، وفي أي زمان وفي أي مكان، لأن هذه سُنَّةُ الله التي لا تتبدل ولا تتغير على مرِّ الزمان ولا بتبديل المكان ونأخذ مثالاً واحداً
{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (40-التوبة).
فسيدنا موسى عليه السلام عندما خاف قومُهُ بعد خروجهم من مصر من اللحاق بهم، فقالوا له: النَّجدة، فقال لهم: لا تخافوا،
{كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }(62-الشعراء)،
أنا معي ربي لا تخافوا. ولكن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
{إِنَّ اللّهَ مَعَنَا } (40-التوبة)،
أي: معنا جميعاً ولم يقل إن الله معي (ومعنا) هذه، هي بشرى لكل مؤمن إلى يوم القيامة، ولذلك أيَّده الله في كتاب الله فقال:
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ } (40-الحج).
فالذي يَنْصُرُ اللهَ يَنْصُرُه الله، وهل الله يحارب لننصره؟
لا، ولكن يعنى مَنْ ينصر شريعته ويقيمها في نفسه، وفي بيته وفي عمله، وفي أهله وفيمن حوله فَنَصْرُ الله: يعني إحياء شريعة الله والعمل بها بين خلق الله.
وماذا كانت النتيجة ؟ بماذا أيده الله صلى الله عليه وسلم
{ فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }(40-التوبة).
أولاً: أنزل عليه السكينة، وكيف نأتي بها؟ لا تأتي إلا بتوفيق الله لمَنْ أحبَّه الله واجتباه:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ }(4-الفتح).
وكما أنزل عليه السكينة أنزل علينا السكينة. والسكينة: يعني الطمأنينة بوعد الله، والثقة في قدرة الله، ورعاية الله، وصيانة الله، وحفظ الله، لمَنْ تمسَّك يشرع الله ابتغاء وجه الله عزَّ وجلّ.
فكما أنزل الله عليه السكينة، أيضاً فتح المجال لجميع المؤمنين، وأعلمنا علم اليقين أن السكينة لا تأتي إلا من عنده، وهو الذي ينزِّلُها بنفسه،
حتى أنه لا ينزلها عن طريق مَلَكٍ، ولا عن طريق أي كائن أو مخلوق، بل هو ينزِّلها ولم يقل: يُنْزِل (بالمضارع) بل قال:
{أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} (4-الفتح).
فيُحَبِّبُ إليهم الإيمان، ويشرح صدروهم للعمل بأركان الدين والاهتداء بتعاليم القرآن، والتأسي بسنَّة النَّبِيِّ العدنان صلى الله عليه وسلم. ثم
{وَأَيَّدَهُ {بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } (40-التوبة).
أيَّده بالملائكة، وأيَّده بالأرض، وقال له: الأرض طَوْعُ أمرك، مُرْهَا بما شئت فيقول لها: خذيه، فتمسك بفرس الفارس الذي خرج ليلحق به وتغوص به فيقول لها اتركيه، فتتخلى عن الفرس فكانت طوع أمره صلى الله عليه وسلم،
وليس مرة واحدة ولكن ثلاث مرات. وأيَّده بالحمام، وأيَّده بكائن بسيط وحشرة صغيرة وهي العنكبوت. وأيَّده بالأنصار، وأيَّده بالمهاجرين، بل وأيَّده بأناس قبله جهزوا له المكان الذي سيسكنه صلى الله عليه وسلم.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء} لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=1 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=bcwDBOAJv7s