المنهج الذي يبنى عليه الداعي الحكيم دعوته من بعد تحصيل العلوم الأساسية اللازمة له من علوم الشريعة، وعلوم القرآن الكريم ، وعلوم الحديث النبوي والسيرة النبوية ولغة العرب؛ يبنيها على أمور منها
ألاَّ يطلب الدنيا بعلمه، وذلك عملاً وحذراً مما ورد من حديثه صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال في الحديث الشريف منبهاً ومحذراً:
{ مَنْ طَلَبَ عِلْماً مِمَّا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ }(1)
ومما روى عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أيضاً قوله:
{ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى بَعْضِ الأَنْبِـيَاءِ: قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ العَمَلِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ يَلْبَسُونِ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الكِباشِ وَقُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، إِيَّايَ يُخَادِعُونَ، وَبِـي يَسْتَهْزِئُونَ لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَذَرُ الحَلِيمَ حَيْرَانَ }(2)
فإن أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها، وكدورتها وزوالها، وعظم الآخرة ودوامها، وصفاء نعيمها وجلالة ملكها
ولذلك قال الحسن رحمه الله: {عقوبة العلماء موت القلب، وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة}
وقال يحي بن معاذ رَضِيَ الله عنه أيضاً: {إنما يذهب بهاء العلم والحكمة إذا طلب بهما الدنيا وقال عمر رَضِيَ الله عنه: {إذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كل محب يخوض فيما أحب}(3)
وقال مالك بن دينار رَضِيَ الله عنه: {قرأت في بعض الكتب السالفة أن الله تعالى يقول: إن أهون ما أصنع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة مناجاتي من قلبه}(4)
وفي أخبار داود عليه السلام حكاية عن الله تعالى: {إن أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهوته على محبتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي ،يا داود، لا تسأل عني عالماً قد أسكرته الدنيا فيصدك عن طريق محبتي، أولئك قطاع الطريق على عبادي. يا داود، إذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً. يا داود، من ردَّ إليَّ هارباً كتبته عندي جهبذاً، ومن كتبته جهبذاً لم أعذبه أبداً}(5)
وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {عُلَمَاءُ هذِهِ الأُمَّةِ رَجُلاَنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَناً فَذلِكَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ حِيتَانُ الْبَحْرِ، وَدَوَابُّ الْبَرِّ، وَالطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَشَرَى بِهِ ثَمَناً فَذلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: هذَا الَّذِي آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَناً، وَكَذلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ الْحِسَابُ}(6)
وأشد من هذا ما روي في الأثر: { أن رجلاً كان يخدم موسى عليه السلام، فجعل يقول: حدَّثني موسى صفي الله، حدَّثني موسى نجيِّ الله، حدَّثني موسى كليم الله، حتى أثرى وكثر ماله، ففقده موسى عليه السلام، فجعل يسأل عنه ولا يحسّ له خبراً، حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود فقال له موسى عليه السلام: أتعرف فلاناً؟ قال: نعم، هو هذا الخنزير، فقال موسى: يا ربَّ أسألك أن تردَّه إلى حاله حتى أسأله بما أصابه هذا؟ .. فأوحى الله عرض وجلَّ إليه: لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيهولكن أخبرك لم صنعت هذا به؟ لأنه كان يطلب الدنيا بالدين} (7)
(1)عن أبى هريرة رضي الله رواه أبو داود وابن ماجة بإسناد جيد
(2)رواه ابن عبد البر، عن أبى الدرداء رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=5 color=#000000 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=Bk7ILz_19c0
ألاَّ يطلب الدنيا بعلمه، وذلك عملاً وحذراً مما ورد من حديثه صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال في الحديث الشريف منبهاً ومحذراً:
{ مَنْ طَلَبَ عِلْماً مِمَّا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضاً مِنَ الدُّنْيا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ يَوْمَ القِيَامَةِ }(1)
ومما روى عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أيضاً قوله:
{ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى بَعْضِ الأَنْبِـيَاءِ: قُلْ لِلَّذِينَ يَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الدِّينِ وَيَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ العَمَلِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيا بِعَمَلِ الآخِرَةِ يَلْبَسُونِ لِلنَّاسِ مُسُوكَ الكِباشِ وَقُلُوبُهُمْ كَقُلُوبِ الذِّئَابِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، إِيَّايَ يُخَادِعُونَ، وَبِـي يَسْتَهْزِئُونَ لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَذَرُ الحَلِيمَ حَيْرَانَ }(2)
فإن أقل درجات العالم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها، وكدورتها وزوالها، وعظم الآخرة ودوامها، وصفاء نعيمها وجلالة ملكها
ولذلك قال الحسن رحمه الله: {عقوبة العلماء موت القلب، وموت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة}
وقال يحي بن معاذ رَضِيَ الله عنه أيضاً: {إنما يذهب بهاء العلم والحكمة إذا طلب بهما الدنيا وقال عمر رَضِيَ الله عنه: {إذا رأيتم العالم محباً للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كل محب يخوض فيما أحب}(3)
وقال مالك بن دينار رَضِيَ الله عنه: {قرأت في بعض الكتب السالفة أن الله تعالى يقول: إن أهون ما أصنع بالعالم إذا أحب الدنيا أن أخرج حلاوة مناجاتي من قلبه}(4)
وفي أخبار داود عليه السلام حكاية عن الله تعالى: {إن أدنى ما أصنع بالعالم إذا آثر شهوته على محبتي أن أحرمه لذيذ مناجاتي ،يا داود، لا تسأل عني عالماً قد أسكرته الدنيا فيصدك عن طريق محبتي، أولئك قطاع الطريق على عبادي. يا داود، إذا رأيت لي طالباً فكن له خادماً. يا داود، من ردَّ إليَّ هارباً كتبته عندي جهبذاً، ومن كتبته جهبذاً لم أعذبه أبداً}(5)
وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {عُلَمَاءُ هذِهِ الأُمَّةِ رَجُلاَنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَذَلَهُ لِلنَّاسِ، وَلَمْ يَأْخُذْ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَلَمْ يَشْتَرِ بِهِ ثَمَناً فَذلِكَ تَسْتَغْفِرُ لَهُ حِيتَانُ الْبَحْرِ، وَدَوَابُّ الْبَرِّ، وَالطَّيْرُ فِي جَوِّ السَّمَاءِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَشَرَى بِهِ ثَمَناً فَذلِكَ يُلْجَمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: هذَا الَّذِي آتَاهُ اللَّهُ عِلْماً فَبَخِلَ بِهِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ طَمَعاً، وَاشْتَرَى بِهِ ثَمَناً، وَكَذلِكَ حَتَّى يَفْرُغَ الْحِسَابُ}(6)
وأشد من هذا ما روي في الأثر: { أن رجلاً كان يخدم موسى عليه السلام، فجعل يقول: حدَّثني موسى صفي الله، حدَّثني موسى نجيِّ الله، حدَّثني موسى كليم الله، حتى أثرى وكثر ماله، ففقده موسى عليه السلام، فجعل يسأل عنه ولا يحسّ له خبراً، حتى جاءه رجل ذات يوم وفي يده خنزير وفي عنقه حبل أسود فقال له موسى عليه السلام: أتعرف فلاناً؟ قال: نعم، هو هذا الخنزير، فقال موسى: يا ربَّ أسألك أن تردَّه إلى حاله حتى أسأله بما أصابه هذا؟ .. فأوحى الله عرض وجلَّ إليه: لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيهولكن أخبرك لم صنعت هذا به؟ لأنه كان يطلب الدنيا بالدين} (7)
(1)عن أبى هريرة رضي الله رواه أبو داود وابن ماجة بإسناد جيد
(2)رواه ابن عبد البر، عن أبى الدرداء رضي الله عنه
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الهجرة ويوم عاشوراء}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد[url=<br /><font size=5 color=#000000 face=times new roman]
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً[/url]
https://www.youtube.com/watch?v=Bk7ILz_19c0