قال سيدي القطب الشعراني رضي الله عنه :
ومما أنعم الله تبارك وتعالى به عليّ:
عدم إجابتي لأمير شيخ عرب طلب أن يتتلمذ لي إلا أن علمت منه الصدق
الحامل له على فعل ما أمرته به واستعمال ما أصفه له من الدواء
ومتى أجبته إلى ما طلب من غير ذلك
فقد غشيته وغشيت نفسي ولعبت بالطريق،
وقد وقع في ذلك بعض فقراء العصر المتصدرين بغير حق
فأخذ العهد على بعض الأمراء والمباشرين فلم يمتثل أحد منهم ما أمره به
(وحكى لي) بعض المباشرين قال
شرط علي شيخي عدة شروط فلم أعمل منها بشرط
لكوني رأيته هو لا يقدر على العمل بها
وقد كان هذا الأمر في الفقراء الماضين والأمراء الماضين
فكان الأمير يتتلمذ لذلك الفقير ويمتثل أمره في كل شيء
يذل به نفسه من غير توقف وهذا أمر قد تودع منه ما بقيت الدنيا.
وقد كان سيدي يوسف العجمي رحمه الله تعالى شيخًا للأمير شيخون
الذي عمر الشيخونية وكان يمتثل أمره ويجلس بين المريدين كأحدهم
وربما يزجره بالكلام اليابس بين الفقراء فيصبروا
أمره مرة أن يلبس لبس فلاح ويركب ويدخل الزاوية ففعل،
وكذلك وقع لسيدي محمد الحنفي الشاذلي رضي الله تعالى عنه
أنه كان يستخدم أميرًا كبيرًا ويأمره بنزع ثيابه
وبملئ المطهرة للفقراء من البئر فيفعل،
وكذلك وقع للأمير أبي شعرة من أمراء الملك الكامل
أنه كان تتلمذ للشيخ عبدالله بن المارداني فكان يستخدمه كآحاد المريدين.....انتهى من لطائف المنن