حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    حادث المنشية الحقيقة بعد نصف قرن

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    حادث المنشية  الحقيقة بعد نصف قرن Empty حادث المنشية الحقيقة بعد نصف قرن

    مُساهمة من طرف Admin السبت يوليو 04, 2015 6:11 pm

    بعد نصف قرن بدأت الحقائق تتكشف
    مفاجآت جديدة ومدوية بدأت تتكشف فى قصة ادعاءات الإخوان على مدى أكثر من
    نصف قرن بأن حادث محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى المنشية عام
    (1954) مفبرك وغير حقيقى. الآن.. يعترفون بأن الحادث حقيقى.. والكلام على
    لسان أحمد رائف “مؤرخ الإخوان” فى حوار معه بثه موقع “الجماعات
    الإسلامية”.. وأهمية الاعتراف أن صاحبه ردد لحقب طويلة اتهامات لـ
    “عبدالناصر” بأنه “فبرك” هذا الحادث للتنكيل بالإخوان. الآن.. يقول ويؤكد
    بنفسه أن تلك الادعاءات ذاتها “مفبركة”. ومن جانبه كشف فريد عبدالخالق من
    كبار قادة جماعة الإخوان وأحد مؤسسيها، أسرارًا جديدة حول العملية الفاشلة
    التى استهدفت اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر بـ “الإسكندرية” عندما كان يلقى
    خطابًا جماهيريا فى مناسبة احتفالات 26 يوليو 1954. أكد فريد عبدالخالق أنه علم بهذه الخطة فى 1953 بوجود تحرك فردى من بعض رجال الإخوان.

    وأن هذه التحركات تهدف لاغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وأكد “فريد” أنه فور
    علمه بهذه الأقاويل التى كانت سائدة فى أوساط ليست بقليلة بصفوف الإخوان،
    نقلها على الفور إلى المستشار حسن الهضيبى المرشد فى ذلك الوقت وأخطره بهذه
    المعلومات.. وأن الأخير استنكر هذا المخطط واعتبره ضد مبادئ الجماعة
    وسياستها الدعوية. وطلب من “فريد” الكشف عن أسماء أصحاب المخطط.. واستكمل
    عبدالخالق، بأنه التقى “هنداوي” فى إمبابة وطالبه بوقف العملية فورًا لأن
    “الهضيبي” أعلن رفضه لها ومعارضته للقائمين عليها، وبأنهم لن يكونوا من
    الإخوان المسلمين، لأن مبادئ الجماعة دعوية وليست سياسية ولا تهدف إلى
    الاغتيالات كما قال! وأضاف الأستاذ فريد عبدالخالق فى شهادته التى رواها لـ
    “العربي” أنه فشل فى مقابلة محمود عبداللطيف ولكنه التقى “هنداوي” الذى كان
    رئيس اتحاد الطلاب ونبه عليه عدم تنفيذ “العملية” لأن الإخوان وعلى رأسهم
    المرشد رافضون وأخطره أنه إذا كان من الإخوان فعليه الطاعة وتنفيذ الأوامرالصادرة إليه بوقف العملية.. وإذا كان من خارج الجماعة فعليه التوقف عن
    القتل.. لأنه فى الحالتين سوف تعلن جماعة الإخوان رفضها الحوار بطلقات
    الرصاص.

    واستكمل “فريد” بقوله إنه لم يبلغ الرئيس جمال عبدالناصر بهذه
    العملية رغم الصداقة التى جمعتهما معًا، لأنه لم يكن على يقين أن هناك عملية
    بالفعل تستهدف عبدالناصر فى ميدان المنشية بـ “الإسكندرية” أثناء احتفالات
    الثورة لعام 1954. وكشف فريد أن الرئيس عبدالناصر عرض على الإخوان الدخول
    فى هيئة التحرير، ولكن الجماعة رفضت على اعتبار أنها جماعة دعوية ودينية
    وليست سياسية أو حزبية وهو الرفض الذى فجر الصدام مع عبدالناصر إلى جانب
    رفض الإخوان إلغاء الأحزاب وقانون الإصلاح الزراعى وهى القرارات التى
    أصدرتها الثورة فى سنواتها الأولى.. واعترف أن الهضيبى أبلغ الرئيس
    عبدالناصر عن استعداده لتسليمه مفتاح المركز العام للإخوان منعًا للصدام مع
    النظام الشرعى للبلاد. كما أكد د. ناجح إبراهيم ـ القيادى التاريخى
    بالجماعة الإسلامية ـ أن الزعيم جمال عبدالناصر كان مخلصًا لوطنه ويكفى أنه
    “حرر” الإرادة الوطنية وجعلها مصرية خالصة وقطع وغل الأيادى الأجنبية، وقطع
    الطريق عليها فى التدخل بالشأن المصرى. وقال ناجح لـ “العربي”: إن هذه
    الأيام التى نعيشها جميعًا وتشهد فيها البلاد حالة من البطالة وغيرها من
    الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، تجعلنا نعترف بأن حكم عبدالناصر شهدت فيه
    البلاد خيرًا عظيمًا، كان على رأسه الضمان الاجتماعى وإيجاد وسائل الرزق
    للجميع والعمل لكل شاب وهو ما نفتقده هذه الفترة. وأضاف أن الرئيس جمال
    عبدالناصر كان فى إمكانه أثناء فترة حكمه أن يكون شديد الثراء هو وأسرته
    لأن ممتلكات البلاد حينذاك تقع فى قبضة يده ولكنه لم يفعل لأنه كان عفيفًا
    وشريفًا وطاهر اليد.. فى الوقت الذى كان الملك فاروق يمتلك هو وأسرته ربع
    الأراضى الزراعية فى مصر.. ولو أراد عبدالناصر أن يمتلك هذه الأراضى
    والثروات لفعل.. فى الوقت الذى نرى فيه اليوم أشخاصًا من متوسطى الثراء
    يملكون ما كان يمكن أن يملكه عبدالناصر وقتها وكانت ملك يديه ولو أراد
    الحصول عليها لفعل.

    واعترف ناجح إبراهيم بسيطرة الفكر الناصرى على كل ومعظم
    أعضاء الجماعة الإسلامية، لأن هذه الفترة كانت فيها مصر ذات مكانة عالية
    بين الأمم ولم تخضع لقوى إقليمية أو دولية ولهذا كان عبدالناصر فى ذلك
    الوقت معشوقًا جماهيريا. وأضاف أن أعضاء الجماعة من الجيل القديم كانوا
    يؤمنون بفكر عبدالناصر وهذه الفترة هى البداية لما يعرف بمرحلة الحب الشديد
    والتى جاءت للمكانة العالية لـ “مصر” بين الأمم.. ثم جاءت مرحلة الكراهية
    الشديدة وهى التى نقلها لنا الإخوان بالسجون والمعتقلات.. وأخيرًا جاءت
    مرحلة التقييم استنادًا إلى فكر العلامة ابن تيمية الذى قال: إن العبد فيه
    خير وشر وطاعة ومعصية فيوالى من حيث طاعته ويعادى من معصيته.. وهذه القاعدة
    هى أساس التعامل مع الزعيم عبدالناصر.. لأننا كنا نتعامل معه فى الأول بأنه
    خير لا سواد فيه وخلال المرحلة الثانية تعاملنا بأنه شر لا بياض فيه.. ولكن
    جاءت مرحلة التمحيص والتدقيق ووجدنا واعترفنا فى النهاية.. بأن جمال
    عبدالناصر كان رجلاً مخلصًا.

    …………………………………………………………………..

    *أكد الكاتب الإخواني أحمد رائف انها كانت محاولة حقيقية، لا تمثيلية
    كما قال ويقول الإخوان، وأدى حديثه الذي نشرته له من مدة جريدة ‘نهضة
    مصر’ اليومية المستقلة إلى ردود أفعال متباينة، قال عنها يوم الثلاثاء
    في حديث نشرته له ‘الدستور’ وأجراه معه زميلنا صلاح الدين حسن : ‘لم
    أتصور أن يلقى هذا الحدث هذا الجدل الواسع والعنيف لا يجب أن يكون
    الاختلاف حول وقائع تاريخية رآها البعض من منظورات مختلفة سببا في
    إحداث ضغائن إن حادث المنشية لم تقم به جماعة الإخوان بشكلها الرسمي
    كتنظيم ولكن قام بها اثنان من الإخوان وعرف بهذا الأمر عدد آخر لا يقل
    عن أربعة أو خمسة وتصادف أن هذا العدد الآخر من كبار الإخوان كعبد
    القادر عودة ويوسف طلعت ومحمد فرغلي وآخرين مثل أحمد عادل كمال وأحمد زكي
    وقد حاول بعضهم وقف تنفيذ هذه العملية إلا أن السياسة العامة عند
    الإخوان في ذلك الوقت كان يشوبها شيء من الإضطراب وعدم وضوح الرؤية فيالتعامل مع جمال عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة، وكانوا لا يعلمون كيف
    يتصرفون معهم كان هناك قطع بعدم اغتياله بقرار من المرشد العام حسن
    الهضيبي إن أول من نبهني إلى أن حادث المنشية ليس مفبركا هو حسن
    الهضيبي عندما التقيت به في السجن عام 1965 وأضاف ‘ تتبعت خيوط كل من
    له علاقة بهذه القصة حتى وصلت إلى أن الإخوان دبروا محاولة القتل فكرة
    أنها تمثيلية تستهوى الإخوان حتى تظهرهم بمظهر المجني عليه والمغلوب
    على أمره’ ما المشكلة أن أقول نعم هناك واحد من عندي حاول أن يغتال
    عبدالناصر، ولكني لم أعطه أوامر بذلك؟! إن محمود عبداللطيف قرر السفر
    إلى الإسكندرية قبل الحادث بيوم وأن سعد حجاج زميله في الشعبة قام
    بتوصيله لمحطة القطار على أنه سيذهب الى طنطا ليبتعد عن عيون الأمن
    التي باتت ترصد الإخوان ولم يخبر أن عبداللطيف اختفى في الإسكندرية حيث
    اتجه الى ‘لوكاندة السعادة’ وبدل ملابسه واستراح، وفي تمام الساعة
    السادسة نزل للمنشية لكي يضرب جمال عبدالناصر لما علم يوسف طلعت يوم 26
    أخذ قرارا بإلغاء العملية وقام بالاتصال بإبراهيم الطيب الذي اتصل
    بدوير يطلب منه إلغاءها إلا أنه قال له ‘أنا لا أستطيع إيقاف العملية
    واللي حصل حصل’ وكانت الاتصالات في هذا الزمن صعبة’ ويعقب رائف على
    صراخ هنداوي دوير يوم تنفيذ حكم الإعدام حيث قال ‘فين جمال عبدالناصر،
    احنا متفقناش على كده’ قال رائف: أنا حقق معي وأيضا عادل كمال ومحمود
    جامع وكل هذه الأسماء حقق معها بمعرفة الأجهزة الأمنية، وكانت أهم كلمة
    يبدأ بها المحقق ‘إننا سنجعلك شاهد ملك ولكن احكي لنا كل شيء بالتفصيل
    وهنطلعك من القضية زي الشعر من العجين’

    إن سذاجة عملية الاغتيال وبساطتها هي التي دعت الكثير لاعتبارها
    تمثيلية الإخوان كانوا ينوون قتل عبدالناصر قبل هذا الحادث بشهرين ولكن
    صدر قرار بإلغاء مثل هذه العمليات واستهجن رائف قراءة التاريخ على أساس
    الهوى والميل، مشددا على انه لا يقرأ إلا على أساس التجرد وذكر
    الحقائق، بعيدا عن الخصومات السياسية ودلل رائف على ذلك بأن محمد نجيب
    الذي يتعاطف معه الإخوان الآن كان يكره الإخوان خلافا لعبد الناصر
    وقال: كان نجيب يشرب الخمر فلما سئل عن سبب كراهيته للإخوان قال ‘إنتم
    عايزين الإخوان ييجم يمنعو الخمر ويقول لنا قال الله وقال الرسول’ وفجر
    رائف مفاجأة من العيار الثقيل بقوله إن حسن البنا كان مشروعه الأساسي
    الانقلاب العسكري في مصر وتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية ولذلك أنشأ
    أكثر من تنظيم سري واحد في الجيش بقيادة الصاغ محمود لبيب والثاني في
    الشرطة بقيادة صلاح شادي وآخر مدني يرأسه عبدالرحمن السندي إضافة إلى
    هدفه وهو محاربة المستعمر في مصر وفلسطين ويضيف رائف أن البنا كان يرى
    أنه يجب أن تتحول الجماعة كلها إلى نظام خاص، وكان يسير في هذا الاتجاه
    فالرجل كانت سنة صغيرة وكانت خبرته السياسية ليست كبيرة وكان لا يعلم
    أن إنشاء مثل هذه التنظيمات السرية من شأنها أن تتمرد عليه وتتصرف وفق
    هواها’

    …………………………………………………………………..

    في إطار مراجعتها أعمال العنف والأفكار المتشددة من النظم الحاكمة
    أصدرت الجماعة الإسلامية بيانًا عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر
    بمناسبة ذكري ثورة يوليو كتبه قيادي الجماعة ناجح إبراهيم بعنوان
    الرئيس عبدالناصر في فكر داعية الذي قال فيه إن ناصر له كإنسان له
    إيجابياته وسلبيته إلا أنه استطاع من خلال جهوده الحثيثة تحرير القرار
    الوطني المصري واستقلاله بحيث يكون نابعًا من الإرادة المصرية الخالصة
    ويصب مطلقا في مصلحة مصر كما تصورها عبد الناصر وقتئذ، وأضاف أن
    عبدالناصر عمل علي إقامة العدل الاجتماعي بين الناس وانحاز للطبقات
    الفقيرة وحاول إنصافهم ورفع شأنهم وتعليم أولادهم بالمجان فهو حاول
    إقامة العدل الاجتماعي حسب المفهوم الذي اقتنع بأنه الأفضل والأحسن.

    وقال إبراهيم إن مما يحسب للجماعة الإسلامية بعد مراجعتها الفكرية أنها
    تخلصت من أسر نظرية المؤامرة في تفسير وتحليل الأحداث التاريخية ولذا
    كان لزامًا علينا النظر والتفكير من جديد في أمر الرئيس عبد الناصر
    ودراسة تاريخه مع الإخوان دراسة عميقة بعيدًا عن نظرية المؤامرة التي
    شاعت في الحركة الإسلامية طويلا ً.

    وقال: إن السجن أتاح له ولقيادات الجماعة الإسلامية مقابلة عدد كبير من
    صناع الأحداث في مصر من الإسلاميين وغيرهم الذين عاشوا فترة
    الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، وقال إنه استمع منهم مباشرة ودون
    وسطاء عن حقيقة الأحداث والشخصيات وتفاعلها مع بعضها وأنه تبين له أن
    الرئيس عبد الناصر لم تكن له خصومة مع الإخوان من قبل بل إنه حل كل
    الأحزاب والتنظيمات السياسية وأعاد جماعة الإخوان لمشروعيتها القانونية
    وبهذا أعطاها قبلة الحياة من جديد بعد سنوات عصيبة ومع ذلك فقد حاول
    النظام الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان بمحاولة قتل عبدالناصر في
    حادث المنشية الشهير وذلك دون استئذان من المستشار حسن الهضيبي مرشد
    الجماعة آنذاك الذي يصفه بأنه ” كان يكره العنف وكان علي خلاف مستحكم
    مع أجنحة كثيرة في النظام الخاص”.

    وقال إبراهيم إن كل ما يقال عن أن حادث المنشية تمثيلية يعد انطلاقا من
    نظرية المؤامرة التي نسبت إلي الحكومات والمخابرات المصرية أيضا قتل
    الذهبي وقتل السادات وأحداث الفنية العسكرية وغيرها.

    وأضاف أن تنظيم سيد قطب للإطاحة بنظام عبد الناصر تنظيم مسلح
    حقيقي..وقد أقر بذلك الشهيد سيد قطب وتلاميذه في أكثر من مناسبة.. ولكن
    التنظيم ضبط في أولي مراحل تكوينه وتسليحه.. ولكن المشير عامر والمباحث
    الجنائية العسكرية ضخموا من خطره ليوهموا عبد الناصر بأنهم حماته
    الحقيقيين.. وليكتسبوا مزيدًا من ثقته.

    وقال إبراهيم أنه مر بثلاث مراحل في علاقته ومشاعره تجاه الرئيس جمال
    عبد الناصر الأولي كانت الإعجاب الشديد بالرئيس عبد الناصر والحب
    الشديد له حتي إنه مشي في جنازته وهو طالب في الثانوية بينما زال
    الإعجاب عند انتمائه للحركة الإسلامية وذلك بعدما سمع من دعاة وعلماء
    الإخوان ما صنعه عبد الناصر بالإخوان خاصة والإسلاميين عامة.

    والمرحلة الثالثة والتي يصفها بمرحلة الدراسة الشاملة والتبصر العميق
    داخل السجن والتي تعرف فيها علي إيجابيات ناصر بعيدًا عن الثقافة غير
    الموضوعية السائدة في المجتمع

    …………………………………………………………………..

    كشف خليفة عطوة المتهم السادس في محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد
    الناصر عن أسرار محاولة اغتيال “الإخوان المسلمين” للرئيس الأسبق في
    عام 1954 فيما تعرف تاريخيا بـ “حادثة المنشية”، بدعم من محمد نجيب،
    أول رئيس لمصر بعد الإطاحة بالحكم الملكي، بعد أن تعرض للعزل في ذلك
    العام بقرار من مجلس قيادة الثورة.

    وروى قصة انضمامه لجماعة “الإخوان” في فترة الأربعينيات
    عندما كان يحضر دروس الشيخ حسن البنا مؤسس الجماعة، التي كان يلقيها في
    قريته، مضيفا أنه في إحدى المرات، وكان ذلك في العام 1940 جلس طويلا
    أمامه يناقشه ويحاوره وهو في عمر 7 سنوات، فأعجب به وضمه إلى فريق
    الكشافة التابع لـ “الإخوان”.

    وأوضح أنه في تلك السن المبكرة انضم إلى الجماعة التي كانت ترفع وقتها
    شعار: “الله أكبر الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا”، وأنه
    في معسكراتها “تعلمت الرماية، وتم اختياري للتدريب تحت قيادة الصاغ
    صلاح الدين أبو شادي، وكانوا يعلموننا مبدأ كل ما تقع عليه يدك فهو ملك
    لك”.

    وقال إن أول ظهور للتنظيم السري للإخوان كان عام 1944، حيث بدأنا تكوين
    مجموعة الخلايا العنقودية المسلحة وكل خلية مكونة من زعيم وأربع أفراد،
    وكل خلية لا تعرف الأخرى، وبدأنا بالعمل المسلح باغتيال أحمد ماهر باشا
    عن طريق محمود العيسوي، ثم قام عبد المجيد أحمد حسن، باغتيال محمود
    فهمي النقراشي عام 1946، وفي عام 1947 تم اغتيال المستشار أحمد
    الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة.

    لكن ووفق رواية عطوة، حدث تغير في فكر التنظيم السري للإخوان بعد قيام
    اللواء صالح حرب شقيق طلعت حرب بإنشاء جمعية الشبان المسلمين، ونجح في
    استقطاب الشباب المتحمس وقتها للعمل ضد القوات البريطانية في معسكراتها
    بمنطقة القناة.

    وكشف عن اتصالات سرية تمت بين “الإخوان” ومحمد نجيب، عندما طلب منهم
    الأخير أن يساعدوه في التخلص من عبد الناصر بعد توقيع اتفاقية الجلاء
    عام 1954 ومكافئته “الإخوان” الدخول في الحكومة بمشاركة الأحزاب الأخرى.
    وتابع عطوة: “إثر ذلك، صدرت تعليمات بتنفيذ مهمة عاجلة وتم تقديم
    مجموعة انتحارية تتكون من محمود عبد اللطيف وهنداوي سيد أحمد الدوير
    ومحمد علي النصيري، حيث كان مخططا أن يرتدي حزاما ناسفا يحتضن عبد
    الناصر وينسفه إذا فشل محمود عبد اللطيف في الضرب، وأنا وأنور حافظ على
    المنصة بصفتنا من حراس الثورة، ونقوم بتوجيه محمود عبد اللطيف والإشارة
    له بتنفيذ خطة اغتيال عبد الناصر”.

    وأوضح أنه هو من أعطى شارة البدء لمحمود عبد اللطيف ببدء الهجوم، عندما
    كان عبد الناصر يخطب في المنشية بالإسكندرية، في يوم 22 أكتوبر 1954،
    لكن المحاولة أخطأت هدفها، حيث مرت أول رصاصة، من تحت إبط عبد الناصر،
    واخترقت الجاكيت العسكري الواسع الذي كان يرتديه، واصطدمت بقلم حبري في
    جيبه ونجا منها بمعجزة، بينما مرت الرصاصة الثانية بجواره من بين كتفي
    جمال سالم وعبد الحكيم عامر، واستقرت في رأس الميرغني حمزة زعيم
    الطائفة الختمية بالسودان وأحد ضيوف الحفل ليلقى مصرعه في الحال.

    وتابع، قائلا: في ذلك الوقت حدث شيء غريب حيث اندفع جمال عبد الناصر
    إلى سور المبنى للإمام بدلا من أن يختبئ، وصرخ فيهم ليبقى كل في مكانه،
    وهنا وبطريقة عفوية واستجابة لا شعورية لهذه الشجاعة وجدت نفسي احتضن
    عبد الناصر وأنا وأنور حافظ شريكنا في الخطة وأخذت ألوح لمحمود عبد
    اللطيف أن يتوقف عن الضرب، وكان يتسلق وقتها تمثال سعد زغلول الموجه
    لشرفة مبني بورصة القطن.

    لكنه – والكلام له- واصل إطلاق النار حيث أطلق رصاصة أصابت كتف أحمد
    بدر سكرتير هيئة التحرير في الإسكندرية فأدت إلى وفاته، وأطلق بقية
    الرصاصات في النجف والصيني الموجود في السقف وأمام المنصة، بعدها نزل
    عبد الناصر وتوجه ونحن برفقته إلى جامعة الإسكندرية لكي يواصل خطبته.

    في هذا الأثناء، تم القبض على عطوة وزميله أنور بواسطة البوليس الحربي،
    واستطرد: “عرفنا أن هنداوي دوير المشرف على العملية عندما علم بفشل خطة
    اغتيال ناصر ذهب بخبث شديد كشاهد ملك إلى قسم باب شرق الإسكندرية وأبلغ
    عنا وتم تقديمنا للمحاكمة العسكرية وحكم علينا بالإعدام 17 نوفمبر من
    نفس العام”.

    لكن تم تخفيف العقوبة عنهما بعد أيام من صدور الأحكام في القضية، حيث
    يقول “بعد 15 يوما من السجن أبلغونا أن عبد الناصر أصدر قرارا بتخفيف
    العقوبة إلى 25 سنة”، وأضاف “بعدما أخبرونا بتخفيف العقوبة أخذوني أنا
    وأنور وفي أيدينا الحديد من السجن داخل سيارة جيب فوجئنا بوقوفها أمام
    مبنى قيادة الثورة”.

    ووفق رواية عطوة، “دخلنا المبنى وسرنا في ممر طويل ووقفنا أمام غرفة،
    وأمرنا الضابط المرافق لنا أن ننتظر قليلا أمام الغرفة ثم أمرنا بدخول
    غرفة شبه مظلمة ويوجد بها منضدة حولها كراسي ومكتب في احد الأركان عليه
    أباجورة ضوءها خافت، ولم يكن هناك بها سوى بها شخص يرتدي الزي العسكري
    يتفحص عشرات الصور أمامه، ولا ينظر إلينا، ونحن واقفين أمامه”.

    وقال إنهما ظلا على هذه الحالة لأكتر من 10 دقائق من الانتظار “إلى أن
    اكتشفنا أن الضابط الجالس على المكتب هو جمال عبد الناصر بعدم رفع رأسه
    وأخذ ينظر إلى الصور، ويسألنا هل أنت فلان وأنت فلان هل كنتما فعلا
    مكلفان باغتيالي. لقد قرأت أقوالكم في محاضر التحقيق وجلسات المحكمة”.

    وأشار إلى أنه خلال حديثه معهما سألها عن الدوافع الحقيقة للاشتراك في
    عملية اغتياله، “فأجبنا بصوت مرتعش: يا فندم فهمونا إنك خائن بتوقعيك
    معاهدة الجلاء”، وقال إنه ظل يستمع إليهما في صبر وسكون حتى النهاية،
    وعندما انتهيا بدأ في الكلام وحوله دوافعه وتكتيكه من وراء توقيع
    الاتفاقية، وبعد لحظات أمر بإحضار عشاء لهما، وكان عبارة عن سندوتشات
    فول وطعمية.

    وأوضح “تناولنا العشاء ونحن نرتعش من الذهول أمر ناصر الضابط بأن
    يأخذنا وسارت بنا السيارة في شوارع القاهرة، وكنا نظن أننا عائدين
    للسجن الحربي، لكن وجدنا أنفسنا في محطة قطارات الزقازيق، وصاح فينا
    الضابط: انزل إنت وهو لقد أصدر الرئيس جمال عبد الناصر أوامره بالإفراج
    عنكم”.

    وفي اليوم التالي خرجت الصحف لتحكي قصتهما وخبر الإفراج عنها، وكيف
    تحولا من مشاركين في محاولة اغتيال عبد الناصر إلى حماة له وتصديا
    لرصاصات زميلهما محمود عبد اللطيف.

    لكنها لم يكن اللقاء الأخير لهما مع عبد الناصر، ففي يوم ظهور نتيجة
    البكالوريوس الخاصة بهما فوجئا بسيارة “بوكس” تقف أمام منزليهما
    لتأخذهما إلى مقر مجلس الثورة بالجزيرة ودخلا الغرفة نفسها التي دخلاها
    في المرة الأولى، حيث وجدا عبد الناصر الذي هنأهما بالنجاح ودق الجرس،
    وجاء علي صبري سكرتيره وطلب منه أن يعملا معه في السكرتارية الخاصة
    بالرئيس.

    …………………………………………………………………..

    عده تحقيقات وحوارات صحفيه كتبها:

    مجدي عبد الرسول

    حسنين كروم

    عبد المنعم محمود

    حسين البربري

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:02 pm