عين البصيرة تشهد الأنوارا
والسر يشهد ظاهرا ستارا

والعين في رأسي تشاهد آيه
والقلب يفقه عندها الأذكارا

والوجه يشرق بالجمال منزها
يخفيي ضياه لدى الصفا الآثارا

ذكر به نور المعاني مشرق
كشفا فتشهد روحي الأسرارا

فيه تغيب معالمي بحقيقتي
يجلى البها ويحجب الأبصارا

فالواصلون يرون بالروح التي
قد جردت فتلألأت أنوارا

غيبا علا عن كل مقلة ناظر
في كنز أخفى والرجال سكارى

والجاهلون رأوا بظلمة حظهم
كونا فظنوا حجبه إظهارا

نور التجلي للسويدا مشهد
والكون سفل يحجب الأنظارا

النور تشهده نفوس طهرت
تفنى به فيلوح ثم جهارا

نور التجلي لو يلوح لذاكر
يرأى جمال الوجه ليل نهارا

يا أيها المشتاق للنور العلي
إهجر حظوظك والزم الأذكارا

هل تَجَمَّعَ الحظ الوبيل وحبنا ؟
حاشا وحبي يمحق الأغيارا

من كان يزعم حبنا فدليله
أنس بنا وتأدب إن سارا

هذا دليل الصادقين وحالهم
بذل النفوس فهم لذاك حيارى

لا يأنسون بغير حب قلوبهم
لا الحور تشغل قلبهم لا نارا

قصد الجميع شهود وجه نزاهة
قد سارعوا كي يدركوا المختارا

لم تلههم دنيا ولا أخرى ولا
رؤيا الجمال مشاهدا أسفارا

عن حظهم غابوا وعن كل السوى
والوجه كعبتهم وفيه سكارى

ساحت عزائمهم بملكوت العلا
شوقا إليه فواجهو الغفارا

قد سارعوا للحق رغبا رهبة
يحدو بهم حادي الهدى تكرارا

فتيان صدق سارعوا لحبيبهم
كل على نهج العزايم طارا

ما منهم إلا وفي مخلص
ماضي العزيمة يسبق الأبرارا

حلاه مولاه العلي بحلة
نبوية وحباه حتى شاهد الأخيارا

علم الرسوم حصونه وشهوده
نور التجلي قد يراه جهارا

راح الفتوة لا يفوز برشفه
إلا الذي قد تابع المختارا

صلى عليك الله يا شمس الهدى
نعطى بها الخيرات والأسرار