[size="24"]نستعد جميعاً الآن لاستقبال شهررمضان وفريضة الصيام. كيف نستعد؟ وكيف نتجهز لاستقبال شهر الصوم؟ أما العوام فيستعدون بتجهيز المأكولات والمشروبات والمسلِّيات، والأمور التي يضيعون بها الأوقات فتكون عليهم يوم القيامة حسرات ومصيبات،
فالذين يضيعون أوقات رمضان في المسليات والمسلسلات الهابطات سيقولون جميعاً يوم القيامة كما أنبأ الله:
(يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) (56الزمر)، ولا تنفع الحسرة في ذلك اليوم، ولا ينفع التوجع أو التألم في ذلك عندها لأن يوم العمل قد فات، ويوم إعطاء الثواب أو العقاب هو الآت.
إذاً كيف يتجهَّز المسلم؟ وكيف يتجهَّز المؤمن؟، وكيف يستعد المحسن، والموقن، لشهر رمضان الكريم؟
أولاً: يجرد نيته، ويحضر سريرته، ويُصفّي نفسه وقلبه لله عزَّ وجلَّ ويُحدد لنفسه وجهة يطلبها من مولاه، ويبتغي بعمله في شهر الصيام تحقيق ما أمّله من الله والفوز بما يرجوه من كرم الله عزَّ وجلَّ. وأقل المؤمنين عند الله عزَّ وجلَّ شأناً قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ}(1)
وروى البخاري في كتابه الأدب أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صَعِدَ المِنْبَرَ فقَال: {آمينَ، آمينَ، آمينَ. قيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ المِنْبَرَ، قُلْتَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ؟. قال: إِنَّ جِبْرِيلَ أتَاني فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمين} وفي رواية: { شقي من أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين}(2)
فالذي يدرك شهر رمضان ويوفقه الرحمن عزَّ وجلَّ لحضور أيام شهر رمضان، عليه أن يستحضر في نفسه، وعليه أن ينوي في قلبه، وعليه أن يجهز في سريرته من الآن لماذا يصوم شهر رمضان؟، فإذا كان يصومه للعادة المرعية كما يصوم الناس ولم يحدد لنفسه وجهة عند ربِّ الناس، فليس له أجر ولا ثواب عند الله عزَّ وجلَّ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:
{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئ ما نَوَى}(3). ومن يصومه خوفاً من لوم من حوله، ويتمنى في نفسه أن يذهب إلى مكان بعيد فيفطر فيه، هذا يقول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم فيه:
{رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}(4)
لأنه يصوم عن غير اقتناع وعن غير رضا بأمر الله، وعن غير محبة لتنفيذ شرع الله، والله عزَّ وجلَّ لا يعطى الثواب إلا لمن عمل العمل خالصاً ابتغاء وجهه عزَّ وجلَّ:
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (110الكهف).
إذاً ماذا يفعل المسلم؟ ينوى من الآن أن يصوم شهر رمضان لينال في نهايته شهادة بالغفران من الحنان المنان عزَّ وجلَّ، فينوى الصيام لطلب المغفرة، وينوى الصيام لمحو ذنوبه وستر عيوبه، وتكفير سيئاته، وزيادة حسناته عند الله عزَّ وجلَّ.
وهذا هو الذي أخذ بوجه من قوله سبحانه في بيان حكمة الصيام:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) - لماذا يا ربّ؟، وما الحكمة يا الله؟ (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة).
لكي تأخذ نصيباً من ميراث التقوى، وينالك فضل من عطاء الأتقياء من الله عزَّ وجلَّ، وأقل نصيب للأتقياء وأدنى حظ للمسلمين والمؤمنين من عند الكريم عزَّ وجلَّ يقول فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{فَإذَا بَرَزُوا إلَى مُصَلاَّهُمْ، يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لِلْمَلاَئِكَةِ: مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: إلهَنَا وَسَيِّدَنَا، جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيَهُ أَجْرَهُ، فَيَقُولُ: فَإنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي، وَيَقُولُ: يَا عِبَادِي سَلُونِي، فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئاً فِي جَمْعِكُمْ لآِخِرَتِكُمْ إلاَّ أَعْطَيْتُكُمْ، وَلاَ لِدُنْيَاكُمْ إلاَّ نَظَرْتُ لَكُمْ}(5)
فينصرفون من بين يدى الله عزَّ وجلَّ وقد غفر لهم ذنوبهم، وأصبحوا بين يديه كما يحب تائبين طاهرين، أنقياء أبرياء، كما قال سبحانه في قرآنه:
(إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222البقرة).
والذي يريد المغفرة ماذا يعمل من أجل أن يأخذ المغفرة في شهر رمضان؟، ينظر إلى أبواب المغفرة التي فتحها الله لعباد الله، والتي بيَّنها ووضَّحها سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيأخذ بها جميعاً، ولا يترك باباً واحداً منها، عسى أن ينظر الله عزَّ وجلَّ إليه وهو على هذا العمل فيمن عليه بمغفرته سبحانه وتعالى، فعليه أن يصوم إيماناً واحتساباً وكلمة إيماناً يعني عن اقتناع.[/size]
[size="3"](1)رواه البخارى في صحيحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(2)رواه البزار والطبراني عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عنه.
(3)متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عنه.
(4)رواه أحمد والدارمى في مشكاة المصابيح عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(5)رواه ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقى عن ابن عباس رَضِيَ الله عنهما[/size].
[SIZE="5"][/SIZE][/URL]
فالذين يضيعون أوقات رمضان في المسليات والمسلسلات الهابطات سيقولون جميعاً يوم القيامة كما أنبأ الله:
(يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ) (56الزمر)، ولا تنفع الحسرة في ذلك اليوم، ولا ينفع التوجع أو التألم في ذلك عندها لأن يوم العمل قد فات، ويوم إعطاء الثواب أو العقاب هو الآت.
إذاً كيف يتجهَّز المسلم؟ وكيف يتجهَّز المؤمن؟، وكيف يستعد المحسن، والموقن، لشهر رمضان الكريم؟
أولاً: يجرد نيته، ويحضر سريرته، ويُصفّي نفسه وقلبه لله عزَّ وجلَّ ويُحدد لنفسه وجهة يطلبها من مولاه، ويبتغي بعمله في شهر الصيام تحقيق ما أمّله من الله والفوز بما يرجوه من كرم الله عزَّ وجلَّ. وأقل المؤمنين عند الله عزَّ وجلَّ شأناً قال فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ}(1)
وروى البخاري في كتابه الأدب أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صَعِدَ المِنْبَرَ فقَال: {آمينَ، آمينَ، آمينَ. قيلَ: يَا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ المِنْبَرَ، قُلْتَ: آمينَ، آمينَ، آمينَ؟. قال: إِنَّ جِبْرِيلَ أتَاني فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْ: آمين} وفي رواية: { شقي من أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت: آمين}(2)
فالذي يدرك شهر رمضان ويوفقه الرحمن عزَّ وجلَّ لحضور أيام شهر رمضان، عليه أن يستحضر في نفسه، وعليه أن ينوي في قلبه، وعليه أن يجهز في سريرته من الآن لماذا يصوم شهر رمضان؟، فإذا كان يصومه للعادة المرعية كما يصوم الناس ولم يحدد لنفسه وجهة عند ربِّ الناس، فليس له أجر ولا ثواب عند الله عزَّ وجلَّ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:
{إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امرئ ما نَوَى}(3). ومن يصومه خوفاً من لوم من حوله، ويتمنى في نفسه أن يذهب إلى مكان بعيد فيفطر فيه، هذا يقول الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم فيه:
{رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ}(4)
لأنه يصوم عن غير اقتناع وعن غير رضا بأمر الله، وعن غير محبة لتنفيذ شرع الله، والله عزَّ وجلَّ لا يعطى الثواب إلا لمن عمل العمل خالصاً ابتغاء وجهه عزَّ وجلَّ:
(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) (110الكهف).
إذاً ماذا يفعل المسلم؟ ينوى من الآن أن يصوم شهر رمضان لينال في نهايته شهادة بالغفران من الحنان المنان عزَّ وجلَّ، فينوى الصيام لطلب المغفرة، وينوى الصيام لمحو ذنوبه وستر عيوبه، وتكفير سيئاته، وزيادة حسناته عند الله عزَّ وجلَّ.
وهذا هو الذي أخذ بوجه من قوله سبحانه في بيان حكمة الصيام:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ) - لماذا يا ربّ؟، وما الحكمة يا الله؟ (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (183البقرة).
لكي تأخذ نصيباً من ميراث التقوى، وينالك فضل من عطاء الأتقياء من الله عزَّ وجلَّ، وأقل نصيب للأتقياء وأدنى حظ للمسلمين والمؤمنين من عند الكريم عزَّ وجلَّ يقول فيه صلَّى الله عليه وسلَّم:
{فَإذَا بَرَزُوا إلَى مُصَلاَّهُمْ، يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لِلْمَلاَئِكَةِ: مَا جَزَاءُ الأَجِيرِ إذَا عَمِلَ عَمَلَهُ؟، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ: إلهَنَا وَسَيِّدَنَا، جَزَاؤُهُ أَنْ تُوَفِّيَهُ أَجْرَهُ، فَيَقُولُ: فَإنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَلاَئِكَتِي أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ ثَوَابَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ شَهْرَ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِمْ رِضَايَ وَمَغْفِرَتِي، وَيَقُولُ: يَا عِبَادِي سَلُونِي، فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئاً فِي جَمْعِكُمْ لآِخِرَتِكُمْ إلاَّ أَعْطَيْتُكُمْ، وَلاَ لِدُنْيَاكُمْ إلاَّ نَظَرْتُ لَكُمْ}(5)
فينصرفون من بين يدى الله عزَّ وجلَّ وقد غفر لهم ذنوبهم، وأصبحوا بين يديه كما يحب تائبين طاهرين، أنقياء أبرياء، كما قال سبحانه في قرآنه:
(إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (222البقرة).
والذي يريد المغفرة ماذا يعمل من أجل أن يأخذ المغفرة في شهر رمضان؟، ينظر إلى أبواب المغفرة التي فتحها الله لعباد الله، والتي بيَّنها ووضَّحها سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فيأخذ بها جميعاً، ولا يترك باباً واحداً منها، عسى أن ينظر الله عزَّ وجلَّ إليه وهو على هذا العمل فيمن عليه بمغفرته سبحانه وتعالى، فعليه أن يصوم إيماناً واحتساباً وكلمة إيماناً يعني عن اقتناع.[/size]
[size="3"](1)رواه البخارى في صحيحه والبيهقي في السنن عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(2)رواه البزار والطبراني عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عنه.
(3)متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ الله عنه.
(4)رواه أحمد والدارمى في مشكاة المصابيح عن أبي هريرة رَضِيَ الله عنه.
(5)رواه ابن حبان في كتاب الثواب والبيهقى عن ابن عباس رَضِيَ الله عنهما[/size].
[SIZE="5"][/SIZE][/URL]