إفراد القصد
️- أول درس في روضات الصالحين للمريد الصادق في طلبه لرضوان رب العالمين، أن يؤدبوه على إفراد الله تبارك وتعالى بالقصد، وأن لا يبغي من سلوكه الطريق، ومن ملازمته لأهل التحقيق، لا دنيا، ولا شهوة، ولا حظاً زائلاً، ولا أملاً مائلاً.
️- وأغلب المريدين في زماننا يدخلون في هذا الذي ذكرناه،
ولذلك يظل مريدًا إلى أن يلقى الحميد المجيد، ولم يتحقق له غاية ولا أمل مما يبغيه الصادقون من الصالحين.
منهم من يصحب الصالحين من أجل الدنيا، إما لمصالح عاجلة كأن يعرف أن فلان يحضر مع الصالحين وهو صاحب مركز مرموق، وهو له خدمة عنده.
لكن الذي يريد الله ماذا يفعل؟ لا يطلب من الله إلا الله:
وجنة الخُلد لو ظهرت بطلعتها ... لفارقت حُسنها بالزهد همتهم
️ - ومن يُفرد الله بالقصد يُحقق الله له كل قصد، رجل من الصالحين أعطى درسًا عمليًا لبعض المريدين عنده،
فضرب لهم مثلاً فقال: أحد الملوك طلب كُمَّل المحيطين به، وقال لهم: كل واحد منكم يتمنَّى ما يريده وأنا أُعطيه له، فقال أحدهم: أتمنَّى أن أكون أميرًا على المحافظة الفلانية، فقال لهم: أصدروا له قرارًا بأن يكون أميرًا على المحافظة الفلانية. ثم سأل الملك الثاني وقال له: ماذا تريد؟ فقال: أُريد كذا وكذا من المال، فقال لهم: أعطوه ما يريد من المال.وأعطى كل واحد طلبه،
وبقيت جارية في القصر، فسألها: لماذا لم تطلبي شيئًا؟ فقالت: لا أطلب شيئًا إلا أنت، فقال لها: القصر والمملكة وكل ما في المملكة طوع أمرك.
️- كذلك الذي يُريد الله، فإن كل ما في السماوات وما في الأرض مُسخرٌ له بأمر الله.
فالناس الذين يطلبون طلبات عاجلة أو آجلة أناس خائبين، لأنه يطلب طلبًا محددًا، لكن إذا أردت كل شيء فاطلب الله، ولا تطلب غير الله عزوجل،
️- وكان الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه عندما يأتيه أحد ويطلب منه شيئًا من الدنيا، يقول له: أرحتني يا بني، فطلبك سهل وبسيط فخذه وتوكل على الله، ومن قال له: أُريدك أنت، يقول له: قد شغلتني في الدنيا والآخرة.
️ - وبداية التفريد لا بد للمريد أن يُفرد شيخه بالقصد، ثم يُنزله شيخه منزلة نفسه ويكون منه لرسول الله،
فيُفرد رسول الله بالقصد، ثم يفنى في ذات رسول الله ويكون منه لله، فيُفرد الله بالقصد،
فيتمتع بوجه الله، ويكون كل ما في الأكوان ملكٌ له، لأن الله يقول له ولأمثاله: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ }(13الجاثية) لأنك سخَّرت نفسك لله عزوجل:
أفردن بالقصد مولاك العلي ... تشهدن غيبًا مصونًا أولي
️- وهذا طريق القلة الذين يريدون أن يكونوا من الثُلة الذين يقول فيهم الله:{ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) }(الواقعة)
نسأل الله أن نكون منهم أجمعين.
☆☆☆☆☆
- لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
️- أول درس في روضات الصالحين للمريد الصادق في طلبه لرضوان رب العالمين، أن يؤدبوه على إفراد الله تبارك وتعالى بالقصد، وأن لا يبغي من سلوكه الطريق، ومن ملازمته لأهل التحقيق، لا دنيا، ولا شهوة، ولا حظاً زائلاً، ولا أملاً مائلاً.
️- وأغلب المريدين في زماننا يدخلون في هذا الذي ذكرناه،
ولذلك يظل مريدًا إلى أن يلقى الحميد المجيد، ولم يتحقق له غاية ولا أمل مما يبغيه الصادقون من الصالحين.
منهم من يصحب الصالحين من أجل الدنيا، إما لمصالح عاجلة كأن يعرف أن فلان يحضر مع الصالحين وهو صاحب مركز مرموق، وهو له خدمة عنده.
لكن الذي يريد الله ماذا يفعل؟ لا يطلب من الله إلا الله:
وجنة الخُلد لو ظهرت بطلعتها ... لفارقت حُسنها بالزهد همتهم
️ - ومن يُفرد الله بالقصد يُحقق الله له كل قصد، رجل من الصالحين أعطى درسًا عمليًا لبعض المريدين عنده،
فضرب لهم مثلاً فقال: أحد الملوك طلب كُمَّل المحيطين به، وقال لهم: كل واحد منكم يتمنَّى ما يريده وأنا أُعطيه له، فقال أحدهم: أتمنَّى أن أكون أميرًا على المحافظة الفلانية، فقال لهم: أصدروا له قرارًا بأن يكون أميرًا على المحافظة الفلانية. ثم سأل الملك الثاني وقال له: ماذا تريد؟ فقال: أُريد كذا وكذا من المال، فقال لهم: أعطوه ما يريد من المال.وأعطى كل واحد طلبه،
وبقيت جارية في القصر، فسألها: لماذا لم تطلبي شيئًا؟ فقالت: لا أطلب شيئًا إلا أنت، فقال لها: القصر والمملكة وكل ما في المملكة طوع أمرك.
️- كذلك الذي يُريد الله، فإن كل ما في السماوات وما في الأرض مُسخرٌ له بأمر الله.
فالناس الذين يطلبون طلبات عاجلة أو آجلة أناس خائبين، لأنه يطلب طلبًا محددًا، لكن إذا أردت كل شيء فاطلب الله، ولا تطلب غير الله عزوجل،
️- وكان الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه عندما يأتيه أحد ويطلب منه شيئًا من الدنيا، يقول له: أرحتني يا بني، فطلبك سهل وبسيط فخذه وتوكل على الله، ومن قال له: أُريدك أنت، يقول له: قد شغلتني في الدنيا والآخرة.
️ - وبداية التفريد لا بد للمريد أن يُفرد شيخه بالقصد، ثم يُنزله شيخه منزلة نفسه ويكون منه لرسول الله،
فيُفرد رسول الله بالقصد، ثم يفنى في ذات رسول الله ويكون منه لله، فيُفرد الله بالقصد،
فيتمتع بوجه الله، ويكون كل ما في الأكوان ملكٌ له، لأن الله يقول له ولأمثاله: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ }(13الجاثية) لأنك سخَّرت نفسك لله عزوجل:
أفردن بالقصد مولاك العلي ... تشهدن غيبًا مصونًا أولي
️- وهذا طريق القلة الذين يريدون أن يكونوا من الثُلة الذين يقول فيهم الله:{ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) }(الواقعة)
نسأل الله أن نكون منهم أجمعين.
☆☆☆☆☆
- لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد