علاج الحقد والحسد
===================
السؤال:من الأمراض التي تُنئي الإنسان في طريق الله مرض الحقد والحسد، نرجوا معرفة كيفية علاجهما، والوقاية منهما؟
🤏 مرض الحقد هو أن الإنسان يتطلع إلى النعم التي في يد غيره، ويتمنى - والعياذ بالله - زوالها منه، وكذلك الحسد أن ينظر الإنسان إلى ما عند أخيه، أو ما عند أي رجل من المؤمنين من النعم.
ولا يخلو أي إنسان في الكون من عطاء من عطاءات الله، منا من له عطاءات ظاهرة كوظيفة مرموقة، أو سعة في الرزق والمال، أو جمالٌ في الطلعة والشكل، أو زوجةٌ مطيعةٌ صالحةٌ تعينه على أمور دنياه، أو أولادٌ بررة، أو إخوةٌ له متعاونين على عمل الخير على الدوام، وغيرها من الأمور الدنيوية.
ومنا من له عطاءات باطنية، كأن يهب الله له من مواهب العارفين، كأن يُمتع بالرؤية الصالحة، أو أن يُكرم بمشاهدة سيد الأولين والآخرين، أو يهب له عينًا من عيون الإلهام يُكرم بها بالعلوم الإلهامية الربانية،
أو يُكرم بفتح عين بصيرته فيكاشَف بما في نفسه، ويكاشَف بما في عالم الملكوت الأعلى وعالم الأرض من الآيات، أو يُكاشَف بما في الجنة، أو يُكاشف بما هو مكتوبٌ على العرش، أو غيرها من الأمور المعنوية التي لا يسع وقتنا لإحصائها وعدها.
وكلها إذا تحركت نفس الإنسان ورأى أن هذا الخير الذي عند أخيه لا يليق به ولا يستحقه، ويرى نفسه أولى بهذا الخير
فهذا يدل على أن هذا القلب ما زال فيه موضع ظُلمة دخلت منه النفس والشيطان بسموم الحقد وسموم الحسد.
فالحسد أن يتمني زوال النعمة، ولكنه لا يفعل شيئًا لزوالها، والحقد أن يتمنى زوال النعمة ويسعى بجد ونشاط لزوالها من أخيه، كأن يشكوه شكاوى كيدية، أو يحاول أن يُوقع بينه وبين أحبابه بالنميمة والغيبة وقالة السوء،
أو يحاول أن يحاربه إن كان سلطانٌ على عمله في أرزاقه، فيحجب عنه علاواته أو مكافآته أو ترقياته، وهكذا، قس على ذلك بقية الأشياء، ويقول في ذلك كله إمامنا الإمام أبو العزائمرضي الله عنه :
ألا من يكن في قلبه بعض ذرةٍ
من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
ويقول:
دعوا الحسد والكبر القبيحين سادتي
دعوا طمعًا فيما يزول وسابقوا
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله
===================
السؤال:من الأمراض التي تُنئي الإنسان في طريق الله مرض الحقد والحسد، نرجوا معرفة كيفية علاجهما، والوقاية منهما؟
🤏 مرض الحقد هو أن الإنسان يتطلع إلى النعم التي في يد غيره، ويتمنى - والعياذ بالله - زوالها منه، وكذلك الحسد أن ينظر الإنسان إلى ما عند أخيه، أو ما عند أي رجل من المؤمنين من النعم.
ولا يخلو أي إنسان في الكون من عطاء من عطاءات الله، منا من له عطاءات ظاهرة كوظيفة مرموقة، أو سعة في الرزق والمال، أو جمالٌ في الطلعة والشكل، أو زوجةٌ مطيعةٌ صالحةٌ تعينه على أمور دنياه، أو أولادٌ بررة، أو إخوةٌ له متعاونين على عمل الخير على الدوام، وغيرها من الأمور الدنيوية.
ومنا من له عطاءات باطنية، كأن يهب الله له من مواهب العارفين، كأن يُمتع بالرؤية الصالحة، أو أن يُكرم بمشاهدة سيد الأولين والآخرين، أو يهب له عينًا من عيون الإلهام يُكرم بها بالعلوم الإلهامية الربانية،
أو يُكرم بفتح عين بصيرته فيكاشَف بما في نفسه، ويكاشَف بما في عالم الملكوت الأعلى وعالم الأرض من الآيات، أو يُكاشَف بما في الجنة، أو يُكاشف بما هو مكتوبٌ على العرش، أو غيرها من الأمور المعنوية التي لا يسع وقتنا لإحصائها وعدها.
وكلها إذا تحركت نفس الإنسان ورأى أن هذا الخير الذي عند أخيه لا يليق به ولا يستحقه، ويرى نفسه أولى بهذا الخير
فهذا يدل على أن هذا القلب ما زال فيه موضع ظُلمة دخلت منه النفس والشيطان بسموم الحقد وسموم الحسد.
فالحسد أن يتمني زوال النعمة، ولكنه لا يفعل شيئًا لزوالها، والحقد أن يتمنى زوال النعمة ويسعى بجد ونشاط لزوالها من أخيه، كأن يشكوه شكاوى كيدية، أو يحاول أن يُوقع بينه وبين أحبابه بالنميمة والغيبة وقالة السوء،
أو يحاول أن يحاربه إن كان سلطانٌ على عمله في أرزاقه، فيحجب عنه علاواته أو مكافآته أو ترقياته، وهكذا، قس على ذلك بقية الأشياء، ويقول في ذلك كله إمامنا الإمام أبو العزائمرضي الله عنه :
ألا من يكن في قلبه بعض ذرةٍ
من الكبر والأحقاد ما هو ذائق
ويقول:
دعوا الحسد والكبر القبيحين سادتي
دعوا طمعًا فيما يزول وسابقوا
============================
كتاب الإلهام في أجوبة الكرام
لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد
إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله