حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

    الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية Empty الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أكتوبر 29, 2023 9:43 am

    ♥الحق في الحياة بين الشرائع السماوية والمواثيق الدولية ، ♥
    💚💚خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد 💚💚
    _______________
    🌹الحمد لله ربِّ العالمين،
    الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، خلق السموات والأرض بإرادته، فكون فيهم ما يريد بحكمته، وجعل كل شئ فيهما وبينهما يتحرك بمشيئته سبحانه سبحانه! ....
    🌹 هو الواحد في فعاله، الكامل في خصاله، العالي في علو نعوته وجماله، الذي لا يشغله شأن عن شأن .. أوجد الوجود بفضله وعدله وحكمته، وأرسل حبيبه ومصطفاه رحمة عامة لجميع خليقته.
    🌹وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل لكل شئ سبباً، فجعل الأكل سبباً للشبع، والماء سبباً لري الظمأ، والدواء سبباً للشفاء، والشمس سبباً للضوء، والحبيب صلى الله عليه وسلم سبباً للهداية،
    🌹وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، وصفيِّه من خلقه وخليله، اختاره الله عز وجل على حين فترة من الرسل فأقام به الملَّة العوجاء، ونشر به الشريعة السمحاء، وهدى به بعد ضلالة، وجمع به بعد فُرْقة، وأعز به بعد ذلة.
    🌹اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد سبب هدايتنا، وسر عنايتنا، وباب سعادتنا، والشفيع الأعظم لنا يوم بعثنا وحشرنا ونشرنا، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ينوَّر الله عز وجل بها قبورنا، ويحشرنا بها تحت لواء شفاعته، ويجعلنا بها جميعاً من أهل جواره في جنته، آمين آمين يا ربَّ العالمين.
    🌹أما بعد... فيا أيها الإخوة المؤمنون
    🌹 جاء النبي صلى الله عليه وسلم بنظام محكم سديد لصلاح البشرية في كل أطوارها ومراحلها.
    🌹صلاح الفرد في نفسه، وصلاح الأسرة في المنزل، وصلاح البيئات والمجتمعات، إن كان في النواحي السياسية، أو في النواحي الاقتصادية، أو في النواحي التشريعية والقانونية، أو حتى في الأمور الترويحية، لم يدع صغيرة ولا كبيرة من أمر البشرية إلا وجاء فيها بالنظام المحكم السَّديد، والهدي القرآني الرشيد ....
    🌹وستكشف لنا الأيام صدق هذا الأمر الذي قلناه، فإن البشرية منذ بعثته
    🌹صلى الله عليه وسلم يفكر المفكرون، ويشرع المقنِّنون، ويضع النظم الفلاسفة والحكماء، والقائمون بالأمور، فيكتشفون عيوباً في النظم البشرية، وثغرات في القوانين الوضعية، فيرجعون إلى النظام السديد، والقانون الرشيد، فيجدون أنه لا يصلح لجميع العبيد إلا ما جاء به النبي الرشيد صلى الله عليه وسلم
    🌹ففي هذه الأيام تتشدَّق دول الغرب بحقوق الإنسان، ويجعلون من أنفسهم أنبياء يطالبون البشرية بحقوق الإنسان، ولكنهم يطبقونها بميزان له كفَّتان: من واصلهم أعانوه، ومن رفض نظامهم قاطعوه، وسلَّطوا عليه الحروب التي لا تحتملها دولته.
    🌹أما حقوق الإنسان التي جاء بها النبي العدنان صلى الله عليه وسلم ، وشرعها في خطبة الوداع، فما زالت هي النبراس المضيء لكل البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، وهي التي قال في بعض بنودها :
    🌺 { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ. أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[ رواه أحمد في مسنده عن جابر في خطبة الوداع].
    🌺عبارة جامعة لسعادة المجتمعات الإسلامية، فإن الله عزَّ وجلَّ جعل لكل مسلمٍ حُرمة
    🌺ولكل مسلمٍ حصانة، ينبغي أن يُراعيها كل إخوانه من المسلمين،
    🌺هذه الحُرمة تكون له بمجرد أن ينطق بالشهادتين،
    🌺وقد حرَّم فيها صلى الله عليه وسلم الاعتداء على الأموال، والاعتداء على الأعراض، والاعتداء على الأجساد وقد قال في ذلك المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام مخاطباً الأمة كلها من بدئها إلى الختام :
    🌺{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَىٰ الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: مَالُهُ، وَعِرْضُهُ، وَدَمُهُ }[ خرَّجه أحمد في مسنده وابن شهاب في مسنده عن أبي هريرة] إلى بقية هذه الوثيقة التي نقلوها وطوروها بحسب لغة العصر وادّعوا أنهم صانعوها، ولكن كذبهم ظهر في عدم فلاحهم في تطبيقها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بها.
    🌺ولو نظرنا إلى المُثل والأمثلة لتطبيقها في عصره وعصر أصحابه الكرام، لعجزنا وعجز الوقت عن استيعاب بعضها فضلاً عنها كلها.
    🌺فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمناهج السديدة لإصلاح جميع البشر
    🌺قال فيه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلَّم:
    💜(من قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ودمه إلا بحقه) ( البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
    ما دام قد نطق بالشهادتين أصبح معصوم الدم، محفوظ المال، محفوظ العرض من جميع المؤمنين والمؤمنات، لا ينبغي لأى مسلمٍ مهما كان شأنه أن يتعدَّى هذه الحُرمات، لأن الله يحذِّر تحذيراً شديداً فيقول:
    (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (229البقرة).
    أول هذه الحرمات: القتل.
    لا ينبغي لمسلمٍ أن يقتل مسلماً قطّ،
    💦 القتل لا يحلُّ في الإسلام إلا في ثلاثة مواضع قال فيها صلى الله عليه وسلَّم:
    (لا ينبغي لأى إمرئٍ مسلمٍ أن يُقتل إلا بإحدى ثلاث:
    🌺الثيِّب الزاني – يعني الرجل المتزوج الذي يثبت عليه الزنا بالأدلة القرآنية التشريعية –
    🌺والقاتل – الذي يقتل عامداً متعمداً ويثبت عليه القتل –
    🌺والتارك لدينه المفارق للجماعة) ( روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)
    👈وهؤلاء لا يتولى قتلهم إلا وليُّ الأمر بعد صدور أحكام القضاء التشريعية الإسلامية، وإلا كانت مجتمعات المسلمين كغابة دهماء، يقتل القويُّ الضعيف، ويأخذ القويُّ حقَّ الضعيف، وهذه لا تكون مجتمعات السلام التي دعا إليها نبي السلام صلى الله عليه وسلَّم.
    💦أما من يقتل مسلماً من نفسه، فاسمعوا معي إلى قول الله عز وجل في شأنه:
    (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (93النساء).
    أما من لم يقتل بيده ولكن شارك ولو بكلمة في الحضِّ على القتل فقد قال فيه صلى الله عليه وسلَّم:
    (من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله عزَّ وجلَّ مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله) ( رواه ابن ماجه والبيهقي في سننه وأبو يعلى في مسنده، عن أبي هريرة رضي الله)
    💓لأن المسلم يحرص دوماً على حُرمة أخيه المسلم، 💓
    فصلاح أمرنا بالرجوع إلى هدى حبيب الله ومصطفاه وأنتم ترون اليوم ماذا حدث للأنظمة الدنيوية؟ فهذا النظام الشيوعي قد سقط برمَّته لأنه من وضع بني الإنسان، وهذا النظام الرأسمالي يوشك أن ينحط ويسقط برمَّته لأنه ليس في تطبيقه سعادة ولا عدالة لبني الإنسان. إذاً أين السعادة؟
    في اتباع القرآن، وفي هدي النبي العدنان .... وقد عرف صلى الله عليه وسلم الحال الذي نحن فيه الآن، ورأى الفتن المحيطة بنا ومن حولنا ودلَّنا على الروشتَّة الربانية التي فيها إصلاح حالنا فقال صلى الله عليه وسلم :
    { ألا إنها سَتَكُونُ فتن كَقِطعِ الَّليْلِ المُظْلِم }
    وهي ما نراه يبيع الأخ فيها أخاه ويدنِّس عرضه طمعاً في دراهم قليلة لا تنفعه في دنياه، ويخسر ضميره بسبب قروش قليلة قد لا يُعجِّل له العمر بصرفها، وإذا صرفها ينفقها فيما يُغضب الله ....
    رأى صلى الله عليه وسلم بنورانيته وبما أطلعه الله عليه .... رأى كل هذه الفتن فقال:
    { أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، قِيلَ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَا مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنِ ابْتَغَىٰ الْهُدَىٰ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقِ عَنْ كَثْرَةِ الرَّد، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ } مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمَلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دُعِيَ إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ }[ رواه الترمذي عن علي رضى الله عنه وكرم وجهه].
    أو كما قال ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
    الخطبة الثانية:
    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واحد أحد فرد صمد ... يُظهر دينه ويُعْلي شأن قرآنه ولو كره الكافرون.
    وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الطبيب الأعظم لأدواء البشرية، والحكيم الأكبر لجميع العلل الاجتماعية، والذي صنع الله على يديه المراهم و الأشفية التي تشفي جميع العلل الفردية والاجتماعية والدولية
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على كنز الهوية ورمز الأسرار الربانية سيدنا محمد وآله أصحاب النفوس الزكية وأصحابه أولي العطية.
    أما بعد... فيا إخواني المسلمين
    العجيب أن الله جعل في بيوتنا جميعاً، وفي متناولنا جميعاً تعاليم السماء ووحي الأنبياء، وقوانين إصلاح جميع الأشياء لكنه يحتاج منا إلى العمل بقوله تعالى:
    {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (40 القمر) ... فنحن نحتاج لأن نتدبره، نحن جميعاً والحمد لله نقرأ القرآن، ولكننا نقرأه إما طلباً للأجر والثواب، وإما تنفيذاً لأمر الله عز وجل ولكننا مطالبون بأن نقرأه ونتدبره لنعمل به ...
    فمن تدبر القرآن وأحكامه وعمل به في نفسه وفي بيته سيكون هذا البيت سعيداً بأمر الله، لأن الله قال وهو أصدق القائلين
    {منْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }(97النحل)..
    فمن ترك العمل بكتاب الله مع زوجه وولده، ومشى على حسب حظه أو حظهم، وهواه أو أهوائهم كان في حياته تعب وغم وشقاء ونكد لأن الله قال وهو أصدق القائلين: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا } (124طه).
    وذكره هو القرآن الكريم ...
    وهكذا الأمر في أعمالنا وفي بيوتنا وفي مصانعنا و اشغالنا وفي شوارعنا وفي مجتمعاتنا وفي كل مكان نكون فيه ....
    نحن جميعاً يا إخواني نحتاج .... ليس إلى وضع المصاحف في صالون المنزل أو في السيارة أو على المكتب كواجهة، لكن نحتاج أن ننقل معانيه إلى صدورنا، و نترجمها في سلوكنا وأفعالنا، حتى يكون الرجل منا صورة لمعاني القرآن كما كان صلى الله عليه وسلم قدوتنا قرآناً يمشي بين الناس أو يمشى على الأرض.كما قال فيه الواصفون ....... ثم الدعاء .
    وللمزيد من الخطب الدخول على الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 6:10 pm