المؤمنون والابتلاء
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ ) فالنبي أخبرهم أنهم يأتون بعد عشرة أيام، وبعد عشرة أيام وجدوهم قادمين، فكان ردُّ فعلهم: ( قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) ؛ لأن الله وعد المؤمنين في الدنيا أن يكون لهم فيها نصيبٌ من البلاء أو الابتلاء، لمــاذا؟
لتحسن عاقبتهم، ويرتفع شأنهم ومقامهم يوم العرض والجزاء:
( الٓمٓ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } ( العنكبوت : ١-٣ ) .
لا بد من الاختبار، ولا بد من الامتحان، ولا بد من البلاء للمؤمنين في هذه الدار، ليكشف عن قوة الإيمان، وعن اليقين الذي امتلأ به قلوب أهل الإيمان .
الإيمان إذا كان سطحي فسيسارعوا للصياح والشائعات، وتتبع هذه الشائعات ولو كانت مُغرضة، ويبدأوا يفتّوا في عضد إخوانهم المؤمنين، لكن إذا كان الإيمان قد وصل إلى مقام اليقين، فيكون المؤمن واثق تمام الثقة أن الله كما نصر النبي ومن معه في غزوة الأحزاب بغير قتال، فإن شاء الله النصر قادم لنا في المعارك القادمة، وأيضاً بغير قتال:
{ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ } ( الأحزاب: 25 ) .
الأعداء كانوا أكثر من عشرة آلاف، والمصيبة العُظمى أن اليهود الذين كانوا مع النبي في المدينة وكانوا حوالي ثمانمائة مقاتل، وكان قد اتفق معهم على الجهاد معه إذا جاء عدوٌّ إلى المدينة، فخانوه وكشفوا ظهره، وأصبح العدو من الخارج، والعدو من الداخل، وهذا ما يحدث الآن، فهو نفس الأمر، فالسيناريو يُعاد مرةً أخرى.
مسرحية يُعيدها الله عزَّ وجلَّ للأمة المحمدية مع اختلاف الحجم والقوى، فإذا كانوا قبل ذلك عشرة آلاف، فالآن هم ملايين، وإذا كانت الأسلحة قبل ذلك أسلحة بدائية، فالأسلحة الآن أسلحة كونية جهزوها ليجعل الله عزَّ وجلَّ بها فناؤهم والقضاء عليهم إن شاء الله ربُ العالمين، والإمام أبو العزائم رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان يقول في ذلك عن أسلحة الغرب:
كل ما بها من آلة أو صنعة
فهي للإسلام وهو بها يُعان
كل ما يصنعونه سيكون غنيمة لنا، كما غنم حضرة النبي اليهود وما معهم، فهو نفس الأمر، ولكن الناس ليس عندهم الصبر الجميل الذي أمرنا به الله في كتابه العزيز، يقول لكل المؤمنين:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ آل عمران : 200 ] .
فنحتاج أن نعمل بهذه الآية
فسيدنا رسول الله شاركهم في كل شيء، حتى في الجوع كان مثلهم، ولم يُفضِّل نفسه عليهم، وهي الأُسوة الطيبة التي ينبغي على كل مسلم أن يتأسَّى بها في أيامنا هذه
من كتاب : " تفسير آيات المقربين "
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد .
( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ ) فالنبي أخبرهم أنهم يأتون بعد عشرة أيام، وبعد عشرة أيام وجدوهم قادمين، فكان ردُّ فعلهم: ( قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ) ؛ لأن الله وعد المؤمنين في الدنيا أن يكون لهم فيها نصيبٌ من البلاء أو الابتلاء، لمــاذا؟
لتحسن عاقبتهم، ويرتفع شأنهم ومقامهم يوم العرض والجزاء:
( الٓمٓ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } ( العنكبوت : ١-٣ ) .
لا بد من الاختبار، ولا بد من الامتحان، ولا بد من البلاء للمؤمنين في هذه الدار، ليكشف عن قوة الإيمان، وعن اليقين الذي امتلأ به قلوب أهل الإيمان .
الإيمان إذا كان سطحي فسيسارعوا للصياح والشائعات، وتتبع هذه الشائعات ولو كانت مُغرضة، ويبدأوا يفتّوا في عضد إخوانهم المؤمنين، لكن إذا كان الإيمان قد وصل إلى مقام اليقين، فيكون المؤمن واثق تمام الثقة أن الله كما نصر النبي ومن معه في غزوة الأحزاب بغير قتال، فإن شاء الله النصر قادم لنا في المعارك القادمة، وأيضاً بغير قتال:
{ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ } ( الأحزاب: 25 ) .
الأعداء كانوا أكثر من عشرة آلاف، والمصيبة العُظمى أن اليهود الذين كانوا مع النبي في المدينة وكانوا حوالي ثمانمائة مقاتل، وكان قد اتفق معهم على الجهاد معه إذا جاء عدوٌّ إلى المدينة، فخانوه وكشفوا ظهره، وأصبح العدو من الخارج، والعدو من الداخل، وهذا ما يحدث الآن، فهو نفس الأمر، فالسيناريو يُعاد مرةً أخرى.
مسرحية يُعيدها الله عزَّ وجلَّ للأمة المحمدية مع اختلاف الحجم والقوى، فإذا كانوا قبل ذلك عشرة آلاف، فالآن هم ملايين، وإذا كانت الأسلحة قبل ذلك أسلحة بدائية، فالأسلحة الآن أسلحة كونية جهزوها ليجعل الله عزَّ وجلَّ بها فناؤهم والقضاء عليهم إن شاء الله ربُ العالمين، والإمام أبو العزائم رضي الله تعالى عنه وأرضاه كان يقول في ذلك عن أسلحة الغرب:
كل ما بها من آلة أو صنعة
فهي للإسلام وهو بها يُعان
كل ما يصنعونه سيكون غنيمة لنا، كما غنم حضرة النبي اليهود وما معهم، فهو نفس الأمر، ولكن الناس ليس عندهم الصبر الجميل الذي أمرنا به الله في كتابه العزيز، يقول لكل المؤمنين:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ آل عمران : 200 ] .
فنحتاج أن نعمل بهذه الآية
فسيدنا رسول الله شاركهم في كل شيء، حتى في الجوع كان مثلهم، ولم يُفضِّل نفسه عليهم، وهي الأُسوة الطيبة التي ينبغي على كل مسلم أن يتأسَّى بها في أيامنا هذه
من كتاب : " تفسير آيات المقربين "
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد .