حسن أحمد حسين العجوز



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حسن أحمد حسين العجوز

حسن أحمد حسين العجوز

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حسن أحمد حسين العجوز

منتدى علوم ومعارف ولطائف وإشارات عرفانية



    تكرار آلاء الله في سورة الرحمن 18

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 1942
    تاريخ التسجيل : 29/04/2015
    العمر : 57

     تكرار آلاء الله في سورة الرحمن 18 Empty تكرار آلاء الله في سورة الرحمن 18

    مُساهمة من طرف Admin الجمعة أكتوبر 20, 2023 7:31 am

    📖📖 تكرار آلاء الله في سورة الرحمن 📖📖
    =============================
    🌷 السؤال: ما سر تكرار قول الله سبحانه في سورة الرحمن: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)؟
    🌹 ليس هناك تكرار لمجرد التكرار لقوله سبحانه في سورة الرحمن: ( فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) ففي كل آية يظهر الرحمن نعمة من نعمه، فيقول لهم: انظروا إلى هذه النعمة، إما أن تشاهدوها بعيون قلوبكم إن كانت قد صفت، أو تتفكروا فيها وتتدبروا فيها بعقولكم، فلو قرأنا قراءة صحيحة وفكرنا وتدبرنا في هذه النعمة فكيف نكذب؟!
    🌹 فقال بعد كل نعمة: ( فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ )
    🌸 والآلاء يعني النعم، وأنتم تشاهدونها، من هذه النعم: ( فِيهِمَا عَيۡنَانِ نَضَّاخَتَانِ ٦٦ ) (الرحمن) هاتان العينان النضاخاتان على باب الجنة،
    ونضاخة يعني تُخرج الشراب بحساب لمن يدخل الجنة، يشرب من العين الأولى فيذهب عنه كل هم وكل حزن ويقول: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، ويشرب من العين الثانية فيظهر عليه نُضرة النعيم.
    🌻 فعندما يفكر الإنسان فيها ويعاتبه الله: (فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) كيف نكذب بهذه النعم العظمى؟!.
    🌼 فهي صور كلها تدعو إلى التفكر وإلى التدبر، ولذلك عندما قرأها صلي الله عليه وسلم على أصحابه سكتوا،
    🌼 فقال لهم:
    💫 مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا!، لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ مِنْكُمْ رَدًّا، مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَرَّةٍ: (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) إِلا قَالُوا: (وَلا بِشَيْءٍ مِنْ نِعْمَتِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ فَلَكَ الْحَمْدُ }[1]
    🌺 فكرر الله هذه النعم، ومع تكرار هذه النعم يعرض هذا العتاب على الذين يتفكرون ويقدرون هذه النعم التي أنعم بها الله، ولايستطيع أحد في الوجود قبلًا ولا بعدًا، علوًا ولا سفلًا أن يأتي بذرة من نعمة واحدة منها.
    🌴 نعمة ذكرها الله عز وجل في قوله: ( وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦ ) (الرحمن) وعاد مرة ثانية وقال: ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ٦٢ ) (الرحمن) فمن خاف مقام ربه يكون له من الجنان أربعة، قال عز وجل:
    🌴 { جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا }[2]
    🌷 وهذا لمن يخاف الله عز وجل ، هارون الرشيد كان من العلماء الأجلاء ومحب للصالحين، حدث نقاش بينه وبين زوجته السيدة زبيدة وكانت ابنة عمه وكانت أسيرة لديه، فقال لها: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، فجاءوا بالعلماء من الذي يضمن لهذا الرجل أن يكون من أهل الجنة؟
    🌹 فتوقفوا، وكان هناك عالم مشهور اسمه الليث بن سعد رضي الله عنه كان يقول فيه الشافعي رضي الله عنه الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن تلاميذه أضاعوه، لأنهم لم يسجلوا علومه العظيمة التي كانت معه،
    فأتوا بالليث بن سعد، فقال: يا أمير المؤمنين أخرج من عندك من العلماء وأريد أن أختلي بك وحدك، فأخرج العلماء، وبعد أن جلسا
    🌲 قال له: أما ذكرت الله تعالى مرة فحدرت الدموع من عينيك؟
    قال: بلى مرات ومرات، قال: أقسم على ذلك، فأقسم، قال: أما أني لم أحلِّفك تُهمةً لك، ولكن الله تعالى
    🌴 يقولSadوَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ ٤٦ )(الرحمن) وأنت خفت من الله وبكيت، فقد أصبحت من أهل الجنة.
    🌷 ثم أحضر العلماء الذين كانوا معه وسمعوا الإجابة فاستحسنوا جميعًا هذه الإجابة، وعرفوا أن هناك رجال يختصهم الله عز وجل منه مباشرة للعطاء والنوال.
    🌷 فإذًا السورة تبين بالطبع آيات الله، ولذلك يحتاج الواحد منا أن لا يقرأها فقط بل يتدبر فيها، وإذا أكرمه الله بالصفاء والنقاء يشاهد ما فيها، فيشهد على بديع إبداع قدرة الله وعظيم صُنع الله تبارك وتعالى فيقول من قلبه قبل لسانه لأعضائه كلها:
    🌴 ( فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) بعد هذه النعم بماذا نكذبه؟!
    .
    ✍ أما الويل فهو تحذير وإنذار للكافرين من الأفعال التي يفعلونها وتغضب رب العالمين، فكلما ذكر فعل يذكر بعده أن عاقبته في الويل، وفعل آخر عاقبته الويل، وهذا أنكى في التوبيخ وأنكى في المؤاخذة.
    🏔 مثلًا أقول لأحد: أنت فعلت كذا وتستحق القتل، وعملت كذا مرة أخرى وتستحق القتل،
    🌇 لكن عندما أقول له: أنت عملت كذا وكذا وكذا وتستحق القتل، فكلهم عمل واحد، لكنه تعداد للأعمال التي تجعل صاحبها والعياذ بالله في نكال ووبال، وهذا من عجائب القرآن، والقرآن كله عجائب من حضرة الرحمن قال عز وجل
    🌴 { كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ، قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أَنْ قَالُوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا)، هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[3]
    ⛩ هذا كلام ربنا الذي فيه النجاة في عصرنا، إذًا لا منجى ولا ملجأ ولا نجاة لنا ولغيرنا من المؤمنين في هذا الزمان إلا بالقرآن، والقرآن ليس تلاوة فقط، ولكن القرآن قراءة وتدبر وعمل.
    🕌 وإلا فنحن حاليًا مقبلون ومستشرفون على الحرب الذرية العالمية، فماذا معنا كلنا ونحن فقراء ومساكين ليقينا من ذلك؟
    📚 ليس معنا شيء، ألم نجهز عندنا سراديب ننزل فيها حتى لا تصيبنا القنابل الذرية؟
    🌄 لا، من الذي ينجينا هنا؟
    🌴 (وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦١ ) (الزمر).
    👌 ولذلك أنصحكم يا أحباب بأن تحيوا بالقرآن وتناموا به وتأكلوا به وتشربوا به وافعلوا كل شيء به، فهو المنجى والملجأ والعُدة العُظمى لنا عند كل الشدائد التي نتعرض لها في الأكوان، ولكن هذا لمن يقرأ ويتدبر ويعمل.
    📢 فمن يقرأ القرآن بلسانه وأعضاؤه تكذبه بفعله، فهو بذلك يلعن نفسه ولا يدري،
    يقول(🌴 فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ٦١ )(61آل عمران)
    🌴 وهو كذاب، فبذلك يلعن نفسه، أو يقول: (أَلَا لَعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ )١٨ (هود)
    🌴 وهو أكبر ظالم لنفسه، فبذلك يلعن نفسه، لكن القرآن يحتاج للعمل، والعمل كما قال الله: (فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ ) (16التغابن) لم يكلفك الله شططًا ولكن على قدر استطاعتك: 🌴(لَا تُكَلَّفُ نَفۡسٌ إِلَّا وُسۡعَهَاۚ )(233البقرة).
    🌷 لا يقول لك: اجلس في المسجد أو في خلوة وناجي الله واقرأ كتاب الله ليل نهار، بل يقول لك: أنت في خدمة زوجتك وفي خدمة أولادك وفي خدمة جيرانك وفي أعمالك الدنيوية وفي صلة الأرحام وفي كل الأعمال التي تتعلق بالأنام، كل هذه ممكن أن تكون عبادة لك عند الله عز وجل ولكن تُخلص النية لله.
    🌹 ولو نويت نية طيبة قبل أي عمل أصبح هذا العمل عملًا صالحًا عند الله تبارك وتعالى، وهذا الذي نحتاجه وهو صلاح النية، وأن تكون الأعمال خالصة لرب البرية، لا يرجو بها أجرًا ولا مدحًا ولا ثناءًا من الناس، وإنما ينتظر لكل أمر من رب الناس .
    ===========================
    [1] الحاكم في المستدرك والبيهقي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
    [2] البخاري ومسلم عن عبد الله بن قيس رضي الله عنه
    [3] سنن الدارمي والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    ============================
    📚 كتاب الإلهام في أجوبة الكرام 📚
    🌳 لفضيلة الشيخ/فوزى محمد أبوزيد 🌳
    🕌 إمام الجمعية العامـة للدعـوة إلى الله 🕌

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 4:34 pm