التعرض لفضل الله
هناك أوقات للعطاءات والهبات والتفضلات التي ليس لها ما يوازيها ولا يقرب إليها من الأعمال الصالحة، فعلى سبيل المثال:
من يريد أن يستنير قلبه بنور الله وينظر بنور مولاه، ما العمل الذى يوصله إلى هذه الحقيقة؟
----------< لا يوجد .
لأن هذه منحة من الله، والذى يريد من الله سبحانه وتعالى أن يتجلى على قلبه ويُعلمه من لدنه علماً ماذا يفعل؟
----------< لا شيء .
فهذه منحة من الله عزّوجل ، لكن كل الذي عليه أن يتعرض لهذا الفضل، فالفضل من الله يحتاج من الإنسان أن يتعرض له .
الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى منحة يجد قلبه حاضراً مع الله على الدوام، والذي يجد قلبه يهتز ويخشع لذكر الله ويَوْجل على مر الأيام، هذه المنح الإلهية كيف يحصل عليها الإنسان؟
بأن يتعرض لفضل الله في أوقات الفضل التي خصصها الله، وهذا هو الحال الذي كان عليه الصالحون الذين رأينا عليهم منح رب العالمين.
هل سمعتم أو قرأتم عن أحد من الصالحين كان ينام في الثلث الأخير من الليل؟! كل الصالحين السابقين واللاحقين لا بد أن يكون فى الثلث الأخير من الليل قائم بين يدي رب العالمين، يناجيه بكلامه، ويتملق إليه بإنعامه، ويأنس به في هذا الوقت والحين، لأن الخلائق نائمين وهو يقظ بين يدى أحكم الحاكمين متعرضاً لفضله وعطاياه.
لكن من ينام في هذا الوقت أي عطاء يطلبه من الله؟!! هل سيأتيك العطاء ساعة الظهر أو العصر؟!! أو الذي يسهر في هذا الوقت مع النت أو التلفزيون أو الفضائيات .... أى عطاء يطلبه هذا من رب البرية؟!! إذاً لا بد أن يتعرض لفضل الله في هذه الأوقات، يتعرض لفضل الله في الآنات الفاضلات.
إذاً لا بد أن يتعرض الإنسان لفضل الله جل فى علاه، يتعرض لليلة النصف من شعبان، أو يتعرض لليلة بدر، أو يتعرض لليالى العشر الأواخر من رمضان، أو يتعرض للعشر الأوائل من ذى الحجة، أو يتعرض لليلة عرفة، أو يتعرض ليوم تاسوعاء ويوم عاشوراء، أو يتعرض لأيام ميلاد حضرة النبي ﷺ ، أو يتعرض لليلة الإسراء والمعراج ..... كل هذه الأيام يتعرض لها المرء، أو يتعرض لمجالس الصالحين وموائد العارفين العلمية والنورانية، وقال الحبيب ﷺ فى حديثه:
{إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزّوجل فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا} (1)
--------------------------
كيف يتعرض لها؟
الأساس فى التعرض لفضل الله أن تُجهِّز المحل الذي جعله الله فيك لتنزل فضل الله وعطاءات الله جل فى علاه.
هل فضل الله وكرم الله سينزل في يديك؟! الذي ينزل فى يديك الخيرات .
لكن العطاءات تنزل في القلوب الخالية من المعاصي والغفلات والمطهرة والجاهزة لاستقبال العطاءات والهبات من رب البريات عزّوجل ، إذاً مع الأعمال الصالحة أو قبلها لا بد أن أجهز المحل الذي سينزل فيه الله عزّوجل بالتفضلات، فإنك لو جاءك ضيف فإنك تجهز له ما يحتاج إليه من طعام وشراب فى المطبخ،
لكن أهم شيء تُجهزه له هو المكان الذي سيجلس فيه، والمكان الذى ستستقبله فيه، حتى عندما يحل الضيف يجد مكاناً يليق به، وبعد أن تُجلسه تُقدم له التحية أو الواجب، لكن المهم أنك جهزت موضع إجلاله واحترامه، فالموضع الذي يتنزل فيه الحق من الخلق:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ } (2)
-----------------------------
[1] معجم الطبراني عن محمد بن مسلمة رضى الله عنه
[2] صحيح مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة رضى الله عنه .
من كتــــــــــــــاب { شرف شهر شعبــــــان }
لفضيـــلة الشيـــخ /فوزي محمد أبوزيــــــد
==============================
هناك أوقات للعطاءات والهبات والتفضلات التي ليس لها ما يوازيها ولا يقرب إليها من الأعمال الصالحة، فعلى سبيل المثال:
من يريد أن يستنير قلبه بنور الله وينظر بنور مولاه، ما العمل الذى يوصله إلى هذه الحقيقة؟
----------< لا يوجد .
لأن هذه منحة من الله، والذى يريد من الله سبحانه وتعالى أن يتجلى على قلبه ويُعلمه من لدنه علماً ماذا يفعل؟
----------< لا شيء .
فهذه منحة من الله عزّوجل ، لكن كل الذي عليه أن يتعرض لهذا الفضل، فالفضل من الله يحتاج من الإنسان أن يتعرض له .
الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى منحة يجد قلبه حاضراً مع الله على الدوام، والذي يجد قلبه يهتز ويخشع لذكر الله ويَوْجل على مر الأيام، هذه المنح الإلهية كيف يحصل عليها الإنسان؟
بأن يتعرض لفضل الله في أوقات الفضل التي خصصها الله، وهذا هو الحال الذي كان عليه الصالحون الذين رأينا عليهم منح رب العالمين.
هل سمعتم أو قرأتم عن أحد من الصالحين كان ينام في الثلث الأخير من الليل؟! كل الصالحين السابقين واللاحقين لا بد أن يكون فى الثلث الأخير من الليل قائم بين يدي رب العالمين، يناجيه بكلامه، ويتملق إليه بإنعامه، ويأنس به في هذا الوقت والحين، لأن الخلائق نائمين وهو يقظ بين يدى أحكم الحاكمين متعرضاً لفضله وعطاياه.
لكن من ينام في هذا الوقت أي عطاء يطلبه من الله؟!! هل سيأتيك العطاء ساعة الظهر أو العصر؟!! أو الذي يسهر في هذا الوقت مع النت أو التلفزيون أو الفضائيات .... أى عطاء يطلبه هذا من رب البرية؟!! إذاً لا بد أن يتعرض لفضل الله في هذه الأوقات، يتعرض لفضل الله في الآنات الفاضلات.
إذاً لا بد أن يتعرض الإنسان لفضل الله جل فى علاه، يتعرض لليلة النصف من شعبان، أو يتعرض لليلة بدر، أو يتعرض لليالى العشر الأواخر من رمضان، أو يتعرض للعشر الأوائل من ذى الحجة، أو يتعرض لليلة عرفة، أو يتعرض ليوم تاسوعاء ويوم عاشوراء، أو يتعرض لأيام ميلاد حضرة النبي ﷺ ، أو يتعرض لليلة الإسراء والمعراج ..... كل هذه الأيام يتعرض لها المرء، أو يتعرض لمجالس الصالحين وموائد العارفين العلمية والنورانية، وقال الحبيب ﷺ فى حديثه:
{إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزّوجل فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا} (1)
--------------------------
كيف يتعرض لها؟
الأساس فى التعرض لفضل الله أن تُجهِّز المحل الذي جعله الله فيك لتنزل فضل الله وعطاءات الله جل فى علاه.
هل فضل الله وكرم الله سينزل في يديك؟! الذي ينزل فى يديك الخيرات .
لكن العطاءات تنزل في القلوب الخالية من المعاصي والغفلات والمطهرة والجاهزة لاستقبال العطاءات والهبات من رب البريات عزّوجل ، إذاً مع الأعمال الصالحة أو قبلها لا بد أن أجهز المحل الذي سينزل فيه الله عزّوجل بالتفضلات، فإنك لو جاءك ضيف فإنك تجهز له ما يحتاج إليه من طعام وشراب فى المطبخ،
لكن أهم شيء تُجهزه له هو المكان الذي سيجلس فيه، والمكان الذى ستستقبله فيه، حتى عندما يحل الضيف يجد مكاناً يليق به، وبعد أن تُجلسه تُقدم له التحية أو الواجب، لكن المهم أنك جهزت موضع إجلاله واحترامه، فالموضع الذي يتنزل فيه الحق من الخلق:
{ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ } (2)
-----------------------------
[1] معجم الطبراني عن محمد بن مسلمة رضى الله عنه
[2] صحيح مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة رضى الله عنه .
من كتــــــــــــــاب { شرف شهر شعبــــــان }
لفضيـــلة الشيـــخ /فوزي محمد أبوزيــــــد
==============================