من أجمل ما قيل عن ((((( الْـحَـيْرَة )))))
الحيرة موقف بين اليأس في الله والطمع في الله، بين الرضـا والخوف، وبين التوكل والرجاء.
يقول فيها أبو نصر السراج الطوسي رضي الله عنه في كتابه " اللمع " ( صفحة 421 ) :
️والحيرة بديهة ترد على قلوب العارفين ، عند تأملهم وحضورهم وتفكرهم تحجبهم عن التأمل والفكرة .
قال الواسطي رحمه الله :
" حيرة البديهة أجَلُّ من سكون التولى عن الحيرة ".
و" التَّحَيُّر " :
منازلة تتولى قلوب العارفين بين اليأس والطمع في الوصول إلى مطلوبه ومقصوده ، لا تطمعهم في الوصول فيرتَجُوا ، ولا تؤيسهم عن الطلب فيستريحوا ، فعند ذلك يتحيرون .
وقد سُأِلَ بعضهم عن المعرفة ما هي ؟؟؟؟
فقال : التَحَيَّر ، ثم الاتصال ، ثم الافتقار ، ثم الحَيَرة ، ومعنى ذلك أن موقف التَحَيَّر ، يتبعه الرجاء ، ثم الوصول إلى المطلوب ، ثم يشعر المتحير مرة أخرى باحتياجه إلى الله وافتقاره إليه ، فهو الربُّ الغني الصمد ، وهو العبد الناقص المحتاج ، وبدوام الطلب للقربة والوصل ، يقع مرة أخرى في الحيرة.
{فالعارف إذن بين حيرة واتصال ، وافتقار دائم}
والمعرفة توجب الحيرة والقلق . والعارف الحق يُمَيَّز بالحيرة والقلق ، وتظهر عليه الأحزان ، ويرى البعد في القرب مهما وصل واتصل .
قال القائل :
قد تحيَّرتُ فيك خذ بيدي
يا دليلا لمن تحيَّر فيك
ولا شك أن الحيرة لا تنتاب إلا الصادقين في سلوكهم ، وسببها وموجبها :
- شدة محاسبتهم لأنفسهم .
- ويقظتهم الدائمة في مراقبة الله .
- وتلهُّفهم الشديد في الوصول إلى مقامات الكمال ؛ وحصولهم على مواهب الكُمَّل من أولياء الله (عزوجل) .
ولذلك نجد الله (عزوجل) يخرجهم من حيرتهم ببشرى صادقة ؛ أو تلويحة من الحقائق رائقة ، أو بعبارة كاشفة من قلوب ذائقة ، أو بحكمة من أفئدة ألسنتها بالحق ناطقة .
مقتطفات من كتاب :
{علامات التوفيق لأهل التحقيق }
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبو زيد
الحيرة موقف بين اليأس في الله والطمع في الله، بين الرضـا والخوف، وبين التوكل والرجاء.
يقول فيها أبو نصر السراج الطوسي رضي الله عنه في كتابه " اللمع " ( صفحة 421 ) :
️والحيرة بديهة ترد على قلوب العارفين ، عند تأملهم وحضورهم وتفكرهم تحجبهم عن التأمل والفكرة .
قال الواسطي رحمه الله :
" حيرة البديهة أجَلُّ من سكون التولى عن الحيرة ".
و" التَّحَيُّر " :
منازلة تتولى قلوب العارفين بين اليأس والطمع في الوصول إلى مطلوبه ومقصوده ، لا تطمعهم في الوصول فيرتَجُوا ، ولا تؤيسهم عن الطلب فيستريحوا ، فعند ذلك يتحيرون .
وقد سُأِلَ بعضهم عن المعرفة ما هي ؟؟؟؟
فقال : التَحَيَّر ، ثم الاتصال ، ثم الافتقار ، ثم الحَيَرة ، ومعنى ذلك أن موقف التَحَيَّر ، يتبعه الرجاء ، ثم الوصول إلى المطلوب ، ثم يشعر المتحير مرة أخرى باحتياجه إلى الله وافتقاره إليه ، فهو الربُّ الغني الصمد ، وهو العبد الناقص المحتاج ، وبدوام الطلب للقربة والوصل ، يقع مرة أخرى في الحيرة.
{فالعارف إذن بين حيرة واتصال ، وافتقار دائم}
والمعرفة توجب الحيرة والقلق . والعارف الحق يُمَيَّز بالحيرة والقلق ، وتظهر عليه الأحزان ، ويرى البعد في القرب مهما وصل واتصل .
قال القائل :
قد تحيَّرتُ فيك خذ بيدي
يا دليلا لمن تحيَّر فيك
ولا شك أن الحيرة لا تنتاب إلا الصادقين في سلوكهم ، وسببها وموجبها :
- شدة محاسبتهم لأنفسهم .
- ويقظتهم الدائمة في مراقبة الله .
- وتلهُّفهم الشديد في الوصول إلى مقامات الكمال ؛ وحصولهم على مواهب الكُمَّل من أولياء الله (عزوجل) .
ولذلك نجد الله (عزوجل) يخرجهم من حيرتهم ببشرى صادقة ؛ أو تلويحة من الحقائق رائقة ، أو بعبارة كاشفة من قلوب ذائقة ، أو بحكمة من أفئدة ألسنتها بالحق ناطقة .
مقتطفات من كتاب :
{علامات التوفيق لأهل التحقيق }
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبو زيد