راحة البال
=========
هناك أناسٌ كثيرون اختلفوا في تعريف السعادة، ولكن أنا أرى أن السعادة باختصار شديد هي راحة البال، إذا كان الإنسان باله مرتاح، ولا يشغله شيء يُصيبه بهم ولا غم، فهذا هو السعيد.
ولا يوجد إنسان يستطيع أن يمنع الهموم عن نفسه، إلا إذا رفع الهموم وألقاها على ربه، ويخرج هو سليم ومستقيم، وحاله كما قال فيه الله:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (97النحل )
وقد كان، وربما لا زال في بعض القُرى، مع أُميتهم كانوا يستخدمون أُسلوباً قد تعترض عليه الشريعة، فكانوا يجمعون النساء اللواتي أصبن بهموم وغموم الحياة، وكذلك الرجال، وكانت الآفة أن يجتمع رجال مع نساء، ويشغلوا الموسيقى، والموسيقى تجعلهم الواحد منهم يغيب عن نفسه، فيُخرج الطاقات السلبية والهم والغم، وبعد أن ينتهي يجد نفسه سليماً ومرتاحاً تماماً، هذه الحلقات كانوا يسمونها الزار.
ونحن عندنا ما يُغنينا عن هذه الحلقات، وهي الحركات الشرعية لذكر الله، فتؤدي نفس المهمة وأكثر، لأنها تجعل الإنسان يغتسل تماماً من كل هم وغم وألم وطاقة سلبية، ويخرج منها صحيح القلب والفؤاد بين يدي رب العباد عز وجل.
يعني حلقة الذكر تعتبر كدُّش، ولكنه لا يغسل الجسم، ولكن يغسل القلب من الهموم التي تُصيبه، والغموم التي تشغله، والمشاكل التي تحيره، يغسل كل هذه الأمور، لأنه في هذه اللحظات ينشغل بمولاه وينسى هذه الأمور.
ولكن الذكر الذي ينخرط فيه الإنسان، وينشغل بالذكر، ويتعلق بالمذكور حتى عمن حوله، وينسى نفسه نهائياً، مع أنه يتحرك ويذهب ويأتي!!، وهذا الذي يجعل الإنسان شباب إلى أن يلقى حضرة الرحمن عز وجل
.
حتى إن بعض الأوربيين عندما يأتون إلى العالم الإسلامي هنا يبحثون عن حلقات الذكر ويشاهدونها، وعندما يبدأ الذكر ويغيب الذاكرون في المذكور يدخلون معهم!!.
مجلة (منار الإسلام) والتي تصدر في أبو ظبي، قامت بعمل استطلاع على مستوى الوطن العربي لأكبر دولة عربية يدخل فيها الأوروبيون في الإسلام، وما الأسباب؟ فوجدوا أن أكبر دولة عربية يدخل فيها الأوروبيون في الإسلام هي المغرب، وكان السبب حلقات الذكر الكثيرة هناك، حيث يأتي الأوروبيون فيشاهدون حلقة الذكر، وبعدها لا يستطيع منع نفسه من الدخول في الحلقة، فيدخل في حلقة الذكر فينشرح صدره، وبعدها يسأل عن هذا، فيدخل في دين الله
.
عز وجل وعندنا في مصر الموالد، وفيها هذه المحاسن، كالموالد الكبيرة مثل مولد السيد أحمد البدوي، حيث يأتي أُناس من أوروبا وأمريكا خصيصاً للدخول في حلقات الذكر، وكان من ضمنهم سفير أمريكا في فترة من الفترات، فكان يذهب إلى هناك، وكان يلبس لباساً مخصوصاً كالجلابية والطاقية ويدخل في حلقات الذكر.
لماذا هم يريدون ذلك؟
لأن الأوروبيين عندهم متاعب الحياة شديدة وليس فيه هوادة، ...
فالعمل هناك عمل جاد، لذلك حتى الناس العاديين منهم يأتون في عُطلة نهاية الأسبوع عندهم ويذهبون لأي مكان ليُخرجوا الطاقات السلبية التي أُصيبوا بها أثناء العمل، فيذهبون مثلاً إلى ملاهي أو ما شابهها، لماذا؟ يريد أن يُخرج الطاقة السلبية التي في داخله، ويريد أن يعيش حياة أُخرى غير حياة الجد التي يعيش فيها، وبعد ذلك يقول: أستطيع أن أواصل العمل.
ولذلك تجدهم ليسوا ككثير من الناس عندنا، فمعظم الناس عندنا يعيشون بالأدوية والعلاج، من أول الصبا إلى الشيخوخة، لكنهم ليسوا كذلك لأنهم يُخرجون الطاقات السلبية أولاً بأول في عُطلة نهاية الأسبوع، وهذا بالنسبة للناس العاديين.
أما بالنسبة العقلاء منهم، فقد بدأوا من الستينييات في أمريكا وفي أوروبا إدخال حلقات مخصوصة للذكر، ولكن للأسف نحن كمسلمين ركزنا على محاربة بعضنا، وقتل بعضنا، وتركنا الدعوة الإسلامية ...
وللأسف الذي تولى هذا الأمر معهم الهنود، وعلَّموهم اليوجا .. فيقول له : .. أنت تحتاح كل يوم إلى نصف ساعة، .. تتأمل وتذكر بذكر اليوجا فتغيب عن نفسك، وتُخرج القوى السلبية التي عندك لكي تعيش حياة نقية لا فيها مرض ولا هم ولا غم.
مع أننا الأصل الذي قال لنا فيه الله: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } (19المعارج)
ولم يقُل المؤمن، فالمؤمن ليس عنده هلع:{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا.إِلَّا الْمُصَلِّينَ} (المعارج)
فالمصلون ليس عندهم هذه الأمور، لماذا؟
لأن المداومة على ذكر الله هي العلاج الوحيد لإنهاء الطاقة السلبية، |وتأثيرها على أعضاء جسم الإنسان، .... وجعل الإنسان يعيش .... كما يريد منه حضرة الرحمن تبارك وتعالى.
===========================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد
=========
هناك أناسٌ كثيرون اختلفوا في تعريف السعادة، ولكن أنا أرى أن السعادة باختصار شديد هي راحة البال، إذا كان الإنسان باله مرتاح، ولا يشغله شيء يُصيبه بهم ولا غم، فهذا هو السعيد.
ولا يوجد إنسان يستطيع أن يمنع الهموم عن نفسه، إلا إذا رفع الهموم وألقاها على ربه، ويخرج هو سليم ومستقيم، وحاله كما قال فيه الله:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (97النحل )
وقد كان، وربما لا زال في بعض القُرى، مع أُميتهم كانوا يستخدمون أُسلوباً قد تعترض عليه الشريعة، فكانوا يجمعون النساء اللواتي أصبن بهموم وغموم الحياة، وكذلك الرجال، وكانت الآفة أن يجتمع رجال مع نساء، ويشغلوا الموسيقى، والموسيقى تجعلهم الواحد منهم يغيب عن نفسه، فيُخرج الطاقات السلبية والهم والغم، وبعد أن ينتهي يجد نفسه سليماً ومرتاحاً تماماً، هذه الحلقات كانوا يسمونها الزار.
ونحن عندنا ما يُغنينا عن هذه الحلقات، وهي الحركات الشرعية لذكر الله، فتؤدي نفس المهمة وأكثر، لأنها تجعل الإنسان يغتسل تماماً من كل هم وغم وألم وطاقة سلبية، ويخرج منها صحيح القلب والفؤاد بين يدي رب العباد عز وجل.
يعني حلقة الذكر تعتبر كدُّش، ولكنه لا يغسل الجسم، ولكن يغسل القلب من الهموم التي تُصيبه، والغموم التي تشغله، والمشاكل التي تحيره، يغسل كل هذه الأمور، لأنه في هذه اللحظات ينشغل بمولاه وينسى هذه الأمور.
ولكن الذكر الذي ينخرط فيه الإنسان، وينشغل بالذكر، ويتعلق بالمذكور حتى عمن حوله، وينسى نفسه نهائياً، مع أنه يتحرك ويذهب ويأتي!!، وهذا الذي يجعل الإنسان شباب إلى أن يلقى حضرة الرحمن عز وجل
.
حتى إن بعض الأوربيين عندما يأتون إلى العالم الإسلامي هنا يبحثون عن حلقات الذكر ويشاهدونها، وعندما يبدأ الذكر ويغيب الذاكرون في المذكور يدخلون معهم!!.
مجلة (منار الإسلام) والتي تصدر في أبو ظبي، قامت بعمل استطلاع على مستوى الوطن العربي لأكبر دولة عربية يدخل فيها الأوروبيون في الإسلام، وما الأسباب؟ فوجدوا أن أكبر دولة عربية يدخل فيها الأوروبيون في الإسلام هي المغرب، وكان السبب حلقات الذكر الكثيرة هناك، حيث يأتي الأوروبيون فيشاهدون حلقة الذكر، وبعدها لا يستطيع منع نفسه من الدخول في الحلقة، فيدخل في حلقة الذكر فينشرح صدره، وبعدها يسأل عن هذا، فيدخل في دين الله
.
عز وجل وعندنا في مصر الموالد، وفيها هذه المحاسن، كالموالد الكبيرة مثل مولد السيد أحمد البدوي، حيث يأتي أُناس من أوروبا وأمريكا خصيصاً للدخول في حلقات الذكر، وكان من ضمنهم سفير أمريكا في فترة من الفترات، فكان يذهب إلى هناك، وكان يلبس لباساً مخصوصاً كالجلابية والطاقية ويدخل في حلقات الذكر.
لماذا هم يريدون ذلك؟
لأن الأوروبيين عندهم متاعب الحياة شديدة وليس فيه هوادة، ...
فالعمل هناك عمل جاد، لذلك حتى الناس العاديين منهم يأتون في عُطلة نهاية الأسبوع عندهم ويذهبون لأي مكان ليُخرجوا الطاقات السلبية التي أُصيبوا بها أثناء العمل، فيذهبون مثلاً إلى ملاهي أو ما شابهها، لماذا؟ يريد أن يُخرج الطاقة السلبية التي في داخله، ويريد أن يعيش حياة أُخرى غير حياة الجد التي يعيش فيها، وبعد ذلك يقول: أستطيع أن أواصل العمل.
ولذلك تجدهم ليسوا ككثير من الناس عندنا، فمعظم الناس عندنا يعيشون بالأدوية والعلاج، من أول الصبا إلى الشيخوخة، لكنهم ليسوا كذلك لأنهم يُخرجون الطاقات السلبية أولاً بأول في عُطلة نهاية الأسبوع، وهذا بالنسبة للناس العاديين.
أما بالنسبة العقلاء منهم، فقد بدأوا من الستينييات في أمريكا وفي أوروبا إدخال حلقات مخصوصة للذكر، ولكن للأسف نحن كمسلمين ركزنا على محاربة بعضنا، وقتل بعضنا، وتركنا الدعوة الإسلامية ...
وللأسف الذي تولى هذا الأمر معهم الهنود، وعلَّموهم اليوجا .. فيقول له : .. أنت تحتاح كل يوم إلى نصف ساعة، .. تتأمل وتذكر بذكر اليوجا فتغيب عن نفسك، وتُخرج القوى السلبية التي عندك لكي تعيش حياة نقية لا فيها مرض ولا هم ولا غم.
مع أننا الأصل الذي قال لنا فيه الله: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } (19المعارج)
ولم يقُل المؤمن، فالمؤمن ليس عنده هلع:{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا.إِلَّا الْمُصَلِّينَ} (المعارج)
فالمصلون ليس عندهم هذه الأمور، لماذا؟
لأن المداومة على ذكر الله هي العلاج الوحيد لإنهاء الطاقة السلبية، |وتأثيرها على أعضاء جسم الإنسان، .... وجعل الإنسان يعيش .... كما يريد منه حضرة الرحمن تبارك وتعالى.
===========================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد