فضل ذكر الله تعالى
===============
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعلنا من عباده الذاكرين، ورزقنا من عنده روح الهُدى والنور واليقين، وجعلنا من عباده الذين هم عليه مقبلين، ولحضرته طالبين، وفي النظر إلى جمال وجهه طامعين، نحن وأحبابنا وإخواننا أجمعين ...
والصلاة والسلام على سيدنا محمد تاج رؤوس العارفين، والسراج المنير في قلوب الأتقياء والصديقين، صلى الله عليه وآله وصحبه وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
شباب الذاكرين
لو لاحظنا إلى زمن قريب، كنا نجد أن القوم الذين يواظبون على ذكر الله في جماعة لا ينتابهم الهِرم، ولا تظهر عليهم الشيخوخة، بل يظلون في شباب دائم، كأنهم أخذوا وصف أهل الجنة وهم في الدنيا، فإن أهل الجنة قال فيهم صلى الله عليه وسلم :
{ لَا يَبْلَى شَبَابُهُمْ } (1)
وقال: { إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ } (2)
فهم لا يهرمون، ولا يموتون، ولا يسقمون، ولا يتبولون ولا يتغوطون، ولا يبلى شبابهم، بل يظلون في شباب في الجنة على الدوام، يظلون في أبهى سن الشباب وهو سن الثلاثة والثلاثين على الدوام، خالدين فيها، ولا يغادر هذا السن أبداً، حتى لا يشعر بالشيخوخة، ولا أمراض الشيخوخة.
وكأن وصف أهل الجنة هذا يأخذه الذاكرون الله والذاكرات، وهم في الحياة الدنيا، وهذا الكلام رأيناه في القوم الذين كانوا مواظبين ومحافظين على ذكر الله في جماعة، حتى الأُميين والجهلاء منهم.
الطاقة السلبية والايجابية للإنسان
وانتبه لهذه الحقيقة المجتمع الأمريكي والغربي من قريب، كيف؟
وجدوا أن الإنسان معرض في حياته للتوتر، ولشيء يُصيبه بالحُزن، ولشيء يجعله يُصاب بالغم والهم، أو لموقف يُسبب له حرجاً، كل هذه الأمور تزيد من الطاقة السلبية الموجودة في جسم الإنسان، وعندما تزيد الطاقة السلبية الموجودة في جسم الإنسان تُؤثر في الأعضاء، فقد تؤثر في البنكرياس فيُصاب الإنسان بالسكر، وقد تؤثر على المرارة فيُصاب الإنسان بفشل المرارة، أو حصوات المرارة، وقد تؤثر على الكبد، أو أي عُضوٌ من أعضاء الجسم، أو تؤثر على ميزان من موازين الجسم، كضغط الدم.
كل ذلك بسبب القوى السلبية الموجودة في الجسم، ولكي يعيش الإنسان سليم وصحيح يحتاج أن يُفرِّغ القوى السلبية التي فيه على الدوام، وتزيد فيه القوى الإيجابية التي تُعطيه روحٌ وريحان، وتُعطيه طاقة نورانية، تجعله دائماً متفائلاً ومبتسماً، ويواجه الحياة، ولا يعبأ بما يواجهه من مشكلات، لأن عنده ثقة في بارئ الأرض والسماوات الذي لا يُعجزه شيء.
لأن مشكلاته هذه لا تساوي بالنسبة لحضرة الحق عز وجل شيء، فعندما يرفع الأمر إلى الله يجد الحل سريعاً جداً كما قال الله وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (2الطلاق) في أي أمر يتعرض له: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(3الطلاق).
فالإنسان عندما يدخل في دائرة ذكر الله، والذكر الجماعي بالذات، ويُؤخذ، ويغيب عن نفسه، وينشغل بالكلية بربه تبارك وتعالى، ويتحرك يميناً وشمالاً، أو أماماً وخلفاً، لكي يزيد من حركة خروج الطاقات السلبية التي فيه، لأنها تحتاج إلى الحركة، وتملأ الإنسان بالطاقة الإيجابية الحيوية التي يحتاج إليها في الدنيا قبل الآخرة، حتى يعيش مستريح البال إلى أن يلقى الواحد المتعال عز وجل
=======================
. (1) مسند أحمد والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2) صحيح مسلم ومسند أحمد والطبراني عن جابر رضي الله عنه
=================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ /فوزى محمد أبوزيد
===============
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعلنا من عباده الذاكرين، ورزقنا من عنده روح الهُدى والنور واليقين، وجعلنا من عباده الذين هم عليه مقبلين، ولحضرته طالبين، وفي النظر إلى جمال وجهه طامعين، نحن وأحبابنا وإخواننا أجمعين ...
والصلاة والسلام على سيدنا محمد تاج رؤوس العارفين، والسراج المنير في قلوب الأتقياء والصديقين، صلى الله عليه وآله وصحبه وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
شباب الذاكرين
لو لاحظنا إلى زمن قريب، كنا نجد أن القوم الذين يواظبون على ذكر الله في جماعة لا ينتابهم الهِرم، ولا تظهر عليهم الشيخوخة، بل يظلون في شباب دائم، كأنهم أخذوا وصف أهل الجنة وهم في الدنيا، فإن أهل الجنة قال فيهم صلى الله عليه وسلم :
{ لَا يَبْلَى شَبَابُهُمْ } (1)
وقال: { إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ } (2)
فهم لا يهرمون، ولا يموتون، ولا يسقمون، ولا يتبولون ولا يتغوطون، ولا يبلى شبابهم، بل يظلون في شباب في الجنة على الدوام، يظلون في أبهى سن الشباب وهو سن الثلاثة والثلاثين على الدوام، خالدين فيها، ولا يغادر هذا السن أبداً، حتى لا يشعر بالشيخوخة، ولا أمراض الشيخوخة.
وكأن وصف أهل الجنة هذا يأخذه الذاكرون الله والذاكرات، وهم في الحياة الدنيا، وهذا الكلام رأيناه في القوم الذين كانوا مواظبين ومحافظين على ذكر الله في جماعة، حتى الأُميين والجهلاء منهم.
الطاقة السلبية والايجابية للإنسان
وانتبه لهذه الحقيقة المجتمع الأمريكي والغربي من قريب، كيف؟
وجدوا أن الإنسان معرض في حياته للتوتر، ولشيء يُصيبه بالحُزن، ولشيء يجعله يُصاب بالغم والهم، أو لموقف يُسبب له حرجاً، كل هذه الأمور تزيد من الطاقة السلبية الموجودة في جسم الإنسان، وعندما تزيد الطاقة السلبية الموجودة في جسم الإنسان تُؤثر في الأعضاء، فقد تؤثر في البنكرياس فيُصاب الإنسان بالسكر، وقد تؤثر على المرارة فيُصاب الإنسان بفشل المرارة، أو حصوات المرارة، وقد تؤثر على الكبد، أو أي عُضوٌ من أعضاء الجسم، أو تؤثر على ميزان من موازين الجسم، كضغط الدم.
كل ذلك بسبب القوى السلبية الموجودة في الجسم، ولكي يعيش الإنسان سليم وصحيح يحتاج أن يُفرِّغ القوى السلبية التي فيه على الدوام، وتزيد فيه القوى الإيجابية التي تُعطيه روحٌ وريحان، وتُعطيه طاقة نورانية، تجعله دائماً متفائلاً ومبتسماً، ويواجه الحياة، ولا يعبأ بما يواجهه من مشكلات، لأن عنده ثقة في بارئ الأرض والسماوات الذي لا يُعجزه شيء.
لأن مشكلاته هذه لا تساوي بالنسبة لحضرة الحق عز وجل شيء، فعندما يرفع الأمر إلى الله يجد الحل سريعاً جداً كما قال الله وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ) (2الطلاق) في أي أمر يتعرض له: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(3الطلاق).
فالإنسان عندما يدخل في دائرة ذكر الله، والذكر الجماعي بالذات، ويُؤخذ، ويغيب عن نفسه، وينشغل بالكلية بربه تبارك وتعالى، ويتحرك يميناً وشمالاً، أو أماماً وخلفاً، لكي يزيد من حركة خروج الطاقات السلبية التي فيه، لأنها تحتاج إلى الحركة، وتملأ الإنسان بالطاقة الإيجابية الحيوية التي يحتاج إليها في الدنيا قبل الآخرة، حتى يعيش مستريح البال إلى أن يلقى الواحد المتعال عز وجل
=======================
. (1) مسند أحمد والطبراني عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2) صحيح مسلم ومسند أحمد والطبراني عن جابر رضي الله عنه
=================================
من كتاب ( همة المريد الصادق )
لفضيلة الشيخ /فوزى محمد أبوزيد