كلمات من بحار الحقائق ( أسرار بين الشيخ والمريد )
العارفون والحكماء الربانيُّون ...
إذا سلَّم لهم المريد قلباً وقالباً ، على أن يكون التسليم بشرع الله ، وعلى منهج كتاب الله -( حتى نُخْرِج من يسلِّمون أنفسهم للجهلاء بالله ! ، أو لمن يدَّعون حالاً مع الله )-
وهذا التسليم .... يجعل الرجل الصالح يلقي عصا روحه ؛ فإذا هي تلقف ما تصطنعه النفوس !
ويباعدك عن حضرة القدوس عز وجل: ....
{إِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } الشعراء
من الخواطر النفسيَّة ، والخواطر الدنيويَّة ، والخواطر الشيطانيَّة ، وخواطر المعصية ، فيأخذ الشيخ بحاله هذه الخواطر !! ،
ولا يأذن في ساحة قلبك إلا بخاطر ملكيٍّ ، أو خاطر رحمانيٍّ ؛ فتمشي بأمر الله لما يرضي الله ،
وتصبح ممن قال فيهم الله :
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } 65 الإسراء
ويمدُّه بالخاطر الملكي ، والخاطر النوراني الرباني ، والخاطر الروحاني ، ويمشي بأمر الله لما يحبُّه الله ويرضاه ؛ فتنكشف الحجب .... حجاباً وراء حجاب .
فإذا كُشف حجاب النفس ..... أقبل هذا العبد بالكليَّة على طاعة الله ؛ فتجده في كل أحواله وأوقاته مع الله ..... إما في ذكر ، أو في علم ، أو في عبادة ، أو في طاعة ، أو في خدمة لله عز وجل .
فإذا استدام هذا المدام - وهذه الطاعة لها لذة أعلى وأغلى من لذة أي مدام يشربه أي إنسان في الوجود !! .... يشعر بها أهلها ويستطعمها القائمون بها - فإذا واظب على ذلك ؟ ، كشف حجاب الجسم عند النوم !
🪴 فإذا نام ؛ صعدت روحه إلى عالم الطهر والصفاء ؛
فيرى في نومه ما يراه الأتقياء ، والأنقياء ، والصالحون ، والأولياء .... رؤيا صادقة ، ولكنه يحتاج عندها إلى الرجوع إلى العارف ؛ ليثبَّت قدمه ؛
حتى لا يضلَّ في هذا المنزلق الخطير !!! لأنه إذا تزايدت عليه الرؤيات ؛ ربما يغترُّ ... فينضرُّ .
إذ لا بد له من بيان وتأويل من رجل من الصالحين ؛
حتى يثبِّته على النهج الصحيح للنبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه ، فإذا استدام هذا الحال ، وراقبته عين العناية من الرجل الذي أقامه الولي الوال ؛ فتح الله له عين سريرته ، ويشعر أن في عينك كذا ! ؛ فيخبرك عنه ! ؛ فتتعجب ! ؛
كيف رأى ذلك ؟
وقد يحكي لك وقائعاً حدثت معك في النوم ! ؟ ،
أو في اليقظة ! ؟ ... فتقول : كيف عرف ؟ ......
وهو بلسان الحال يقول : .......
{ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }3 التحريم
وهذا هو الإلهام ! .
فيتفضل الله عليه بهذا الإلهام ؛ ثم يمنُّ الله عليه .... برفع غطاء وراء غطاء ، حتى يكون من أصحاب الكشف التام ! ، فيبصر في النور ، كما يبصر في الظلام! ، ويرى ما في القلوب كما يرى على صفحات الأجسام ! ، ولا يشغله ذلك كله نفساً ولا أقل !!! ، عن إقباله على الملك العلام سبحانه وتعالى .
حكم كثيرة ! ، وأحوال عظيمة ! ....
وأرجوا من إخواني جميعاً ؛ أن ينتبهوا لما فيها ، وأن يُعْلوا هممهم ، وأن يجعلوا الحق مقصدهم ، والحبيب إمامهم ، ويتوجهون إليه في كل وقت وحين بقلوبهم متعرضين ، وبأفئدتهم سائلين ، ولسان حالهم يقول : أنظرنا
أنظرنا ..... ( واسمعوا ) .
🤲اللهم اجعلنا من أهل نظره ورضاه .
واجعله ينظر إلينا في كل وقت وحين نظر شفقة وحنان ورضا وامتنان !!! ، نظراً يرفع حالنا ، ويصحِّح قصودنا ، ويضمن لنا السعادة في عاقبتنا.
اللهم اجعلنا من أهل قربك وودادك ،
وأنزلنا دائماً وأبداً مع أهل إرشادك .
ووفقنا لما تحبُّه وترضاه ، واكشف عنا كل حجاب ! ، حتى نكون من الناظرين إلى عليَّ الجناب ، ومن الممتعين بالأحباب الذين يرفع عنهم النقاب ، ويكونون مع الذين أنعم الله عليهم في الدنيا ويوم الإياب.
من كتاب :
اشراقات الاسراء الجزء الثاني
لفضيلة الشيخ : فوزي محمد أبو زيد
العارفون والحكماء الربانيُّون ...
إذا سلَّم لهم المريد قلباً وقالباً ، على أن يكون التسليم بشرع الله ، وعلى منهج كتاب الله -( حتى نُخْرِج من يسلِّمون أنفسهم للجهلاء بالله ! ، أو لمن يدَّعون حالاً مع الله )-
وهذا التسليم .... يجعل الرجل الصالح يلقي عصا روحه ؛ فإذا هي تلقف ما تصطنعه النفوس !
ويباعدك عن حضرة القدوس عز وجل: ....
{إِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ } الشعراء
من الخواطر النفسيَّة ، والخواطر الدنيويَّة ، والخواطر الشيطانيَّة ، وخواطر المعصية ، فيأخذ الشيخ بحاله هذه الخواطر !! ،
ولا يأذن في ساحة قلبك إلا بخاطر ملكيٍّ ، أو خاطر رحمانيٍّ ؛ فتمشي بأمر الله لما يرضي الله ،
وتصبح ممن قال فيهم الله :
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } 65 الإسراء
ويمدُّه بالخاطر الملكي ، والخاطر النوراني الرباني ، والخاطر الروحاني ، ويمشي بأمر الله لما يحبُّه الله ويرضاه ؛ فتنكشف الحجب .... حجاباً وراء حجاب .
فإذا كُشف حجاب النفس ..... أقبل هذا العبد بالكليَّة على طاعة الله ؛ فتجده في كل أحواله وأوقاته مع الله ..... إما في ذكر ، أو في علم ، أو في عبادة ، أو في طاعة ، أو في خدمة لله عز وجل .
فإذا استدام هذا المدام - وهذه الطاعة لها لذة أعلى وأغلى من لذة أي مدام يشربه أي إنسان في الوجود !! .... يشعر بها أهلها ويستطعمها القائمون بها - فإذا واظب على ذلك ؟ ، كشف حجاب الجسم عند النوم !
🪴 فإذا نام ؛ صعدت روحه إلى عالم الطهر والصفاء ؛
فيرى في نومه ما يراه الأتقياء ، والأنقياء ، والصالحون ، والأولياء .... رؤيا صادقة ، ولكنه يحتاج عندها إلى الرجوع إلى العارف ؛ ليثبَّت قدمه ؛
حتى لا يضلَّ في هذا المنزلق الخطير !!! لأنه إذا تزايدت عليه الرؤيات ؛ ربما يغترُّ ... فينضرُّ .
إذ لا بد له من بيان وتأويل من رجل من الصالحين ؛
حتى يثبِّته على النهج الصحيح للنبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه ، فإذا استدام هذا الحال ، وراقبته عين العناية من الرجل الذي أقامه الولي الوال ؛ فتح الله له عين سريرته ، ويشعر أن في عينك كذا ! ؛ فيخبرك عنه ! ؛ فتتعجب ! ؛
كيف رأى ذلك ؟
وقد يحكي لك وقائعاً حدثت معك في النوم ! ؟ ،
أو في اليقظة ! ؟ ... فتقول : كيف عرف ؟ ......
وهو بلسان الحال يقول : .......
{ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }3 التحريم
وهذا هو الإلهام ! .
فيتفضل الله عليه بهذا الإلهام ؛ ثم يمنُّ الله عليه .... برفع غطاء وراء غطاء ، حتى يكون من أصحاب الكشف التام ! ، فيبصر في النور ، كما يبصر في الظلام! ، ويرى ما في القلوب كما يرى على صفحات الأجسام ! ، ولا يشغله ذلك كله نفساً ولا أقل !!! ، عن إقباله على الملك العلام سبحانه وتعالى .
حكم كثيرة ! ، وأحوال عظيمة ! ....
وأرجوا من إخواني جميعاً ؛ أن ينتبهوا لما فيها ، وأن يُعْلوا هممهم ، وأن يجعلوا الحق مقصدهم ، والحبيب إمامهم ، ويتوجهون إليه في كل وقت وحين بقلوبهم متعرضين ، وبأفئدتهم سائلين ، ولسان حالهم يقول : أنظرنا
أنظرنا ..... ( واسمعوا ) .
🤲اللهم اجعلنا من أهل نظره ورضاه .
واجعله ينظر إلينا في كل وقت وحين نظر شفقة وحنان ورضا وامتنان !!! ، نظراً يرفع حالنا ، ويصحِّح قصودنا ، ويضمن لنا السعادة في عاقبتنا.
اللهم اجعلنا من أهل قربك وودادك ،
وأنزلنا دائماً وأبداً مع أهل إرشادك .
ووفقنا لما تحبُّه وترضاه ، واكشف عنا كل حجاب ! ، حتى نكون من الناظرين إلى عليَّ الجناب ، ومن الممتعين بالأحباب الذين يرفع عنهم النقاب ، ويكونون مع الذين أنعم الله عليهم في الدنيا ويوم الإياب.
من كتاب :
اشراقات الاسراء الجزء الثاني
لفضيلة الشيخ : فوزي محمد أبو زيد