كشفوا الرموز عن الكنوز الخافية
فتلألأت درر المعاني الصافية
هذا كلام الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه في حالة الإشراقات الإلهية،
فأنت أيها الإنسان فيك كنوز لا تُعدّ ولا تُحدّ،
أودعها فيك حضرة الرحمن سر قوله عز وجل في القرآن:
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا }(72الأحزاب) ،
ومن الذي حملها؟
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72الأحزاب)
كان ظلوماً جهولاً قبل حمل هذه الأمانة، لكن بعد أن حمل أمانة الله عز وجل وصار فيه خلافة الله عز وجل ،
وهو خليفة الله في أرضه، ...
أصبح فيه كنوز، عليها رموز، لا يكشفها الله عز وجل إلا لمن جاهد نفسه، وصفَّى مرآة قلبه، وأصبح قلبه يتلقَّى مباشرة من حضرة ربه عز وجل :
{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }(89-الشعراء) يريد سلامة القلب.
وسلامة القلب ليس سلامته من الأمراض الجسمانية ...
لأن القلب ليس هو الصورة الجسمانية الموجودة في جسم الإنسان، فقلب الشيء حقيقته، وقلب الإنسان الذي فيه سر أسرار الإنسان التي أودعها فيه الرحمن تبارك وتعالى، الذي فيه الإيمان، والذي فيه الحب، والذي فيه الرضا والتسليم، والذي فيه العشق والهُيام للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، والذي فيه الخشية والخشوع والحضور.
وهل هذا في القلب الذي نراه؟
لا، فهذا رمز لكنز، وأين الكنز؟
كما قال الله في القرآن:
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37 - ق)
إما أن يكون له قلب نوراني روحاني رباني غير القلب الجسماني، فيه هذا الجمال، وفيه هذا العطاء، ويُلقي السمع القلبي للمولى العليِّ وهو شهيد، أي يشاهد:
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} (17هود) ليست تلاوة عادية:
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)كتاب مرقوم يشهده المقربون }(٢٠) (المطففين)
لم يقُل يقرأه، ولكن: (يشهده المقربون).
فأسرار الفتوح تلوح للإنسان بعد صفاء القلب من الأكوان، ولذلك يقول سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري في حكمتة البهية:
(( كيف يرحل قلبٌ إلى الله وصور الأكوان منطبعةٌ في مرآته؟ ))
كيف يسافر؟! هل تستطيع أن تكتب في كراسة مكتوبٌ فيها؟! لا، لكن لا بد أن تمحُو ما فيها من الكتابة لتكتب، لكن كتابة على كتابة فلن تقرأ الأولى ولا الثانية.
- كذلك لا بد أولاً :
١- من أن تمسح الأغيار لتظهر لك الأنوار.
٢- ولا تنشغل بالأنوار لتُفاض عليك الأسرار!
٣- ولا تنشغل بالأسرار لتتمتع بوجه النبي المختار!
وإذا ظهر وجه النبي المختار ..... فيا هناؤك ؛
سيُعرِّفك بكل الحقائق الإلهية والقدسية والنورانية التي جمَّل الله بها مبناك .
من كتاب: همة المريد الصادق
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد
فتلألأت درر المعاني الصافية
هذا كلام الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه في حالة الإشراقات الإلهية،
فأنت أيها الإنسان فيك كنوز لا تُعدّ ولا تُحدّ،
أودعها فيك حضرة الرحمن سر قوله عز وجل في القرآن:
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا }(72الأحزاب) ،
ومن الذي حملها؟
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72الأحزاب)
كان ظلوماً جهولاً قبل حمل هذه الأمانة، لكن بعد أن حمل أمانة الله عز وجل وصار فيه خلافة الله عز وجل ،
وهو خليفة الله في أرضه، ...
أصبح فيه كنوز، عليها رموز، لا يكشفها الله عز وجل إلا لمن جاهد نفسه، وصفَّى مرآة قلبه، وأصبح قلبه يتلقَّى مباشرة من حضرة ربه عز وجل :
{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }(89-الشعراء) يريد سلامة القلب.
وسلامة القلب ليس سلامته من الأمراض الجسمانية ...
لأن القلب ليس هو الصورة الجسمانية الموجودة في جسم الإنسان، فقلب الشيء حقيقته، وقلب الإنسان الذي فيه سر أسرار الإنسان التي أودعها فيه الرحمن تبارك وتعالى، الذي فيه الإيمان، والذي فيه الحب، والذي فيه الرضا والتسليم، والذي فيه العشق والهُيام للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، والذي فيه الخشية والخشوع والحضور.
وهل هذا في القلب الذي نراه؟
لا، فهذا رمز لكنز، وأين الكنز؟
كما قال الله في القرآن:
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37 - ق)
إما أن يكون له قلب نوراني روحاني رباني غير القلب الجسماني، فيه هذا الجمال، وفيه هذا العطاء، ويُلقي السمع القلبي للمولى العليِّ وهو شهيد، أي يشاهد:
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} (17هود) ليست تلاوة عادية:
{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)كتاب مرقوم يشهده المقربون }(٢٠) (المطففين)
لم يقُل يقرأه، ولكن: (يشهده المقربون).
فأسرار الفتوح تلوح للإنسان بعد صفاء القلب من الأكوان، ولذلك يقول سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري في حكمتة البهية:
(( كيف يرحل قلبٌ إلى الله وصور الأكوان منطبعةٌ في مرآته؟ ))
كيف يسافر؟! هل تستطيع أن تكتب في كراسة مكتوبٌ فيها؟! لا، لكن لا بد أن تمحُو ما فيها من الكتابة لتكتب، لكن كتابة على كتابة فلن تقرأ الأولى ولا الثانية.
- كذلك لا بد أولاً :
١- من أن تمسح الأغيار لتظهر لك الأنوار.
٢- ولا تنشغل بالأنوار لتُفاض عليك الأسرار!
٣- ولا تنشغل بالأسرار لتتمتع بوجه النبي المختار!
وإذا ظهر وجه النبي المختار ..... فيا هناؤك ؛
سيُعرِّفك بكل الحقائق الإلهية والقدسية والنورانية التي جمَّل الله بها مبناك .
من كتاب: همة المريد الصادق
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبو زيد