❅ براق القرب ❅
ينقسم الناس على حسب نياتهم فى الإقبال على الصالحين إلى أقسام كثيرة منهم وهم فى المنزلة العالية من يريدوا أن يكونوا منهم ويمشوا على هديهم ويسيروا على منهاجهم وهؤلاء فى المرتبة العليا المقبلين على الصالحين لأن الله عز وجل اقتضت حكمته العلية أن لا يصل واصل إليه إلا بخبير قرآني يهذب نفسه ويرقى طبعه ويجمل قلبه ثم يأخذ بيده ويوقفه بين يديه ويقول: ها أنت وربك، فالله عز وجل لا تحده الإشارات ولا تحيط بكمالاته العبارات، لا يوصل إليه بالخطوات وليس بيننا وبينه مسافات او جهات وإنما هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وكل ما بيننا وبينه هى حجب نفسانية أو غيوم قلبية أو آفات روحانية، تجعل السالك لا يستطيع ان يصل إلى المعبود عز وجل {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) سورة المطففين، الحجاب يأتى مما كسبته الجوارح من عالم الأكوان من الذنوب والآثام والغفلة والمعاصى والبعد عن حضرة الله عز وجل، لذلك قال الإمام ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: كيف يرحل قلب إلى الله وصور الاكوان منطبعة فى مرآته أم كيف يصل إلى الله وهو مكبل (يعنى مقيد) بشهواته"
يجب أن تفك قيود الشهوات وتمحوا الصور والمناظر التى على دائرة الفؤاد والقلب حتى تلوح له أنوار حضرة المبدع عز وجل، والكيف لا يستطيع البيان التعبير عنه، وخلاصة ما قاله العارفون فى ذلك:
فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
فإن قلت كيف فإن الله لا يلحقه الكيف، وإن قلت أين فلن تصل إلى الله عز وجل إلا بعد محو الأين، فهو كما قال الإمام على رضي الله عنه وكرم الله وجهه: (لا تراه الأحداق ولكن تراه القلوب إذا صفت من الآثام والذنوب والعيوب) كيف تراه القلوب؟
بلا كيف ولا حد ولكن بأنوار تعالت معنوية
حالات خاصة تريد خواص عباد الله الذين أوصلهم الله به إليهم وأوقفهم بعد فنائهم عن الأكوان بين يديه وقال لهم بلسان الحال: (هاكم جمالى فشاهدوه وهذا حسني فعاينوه وهذا كمالى فانظروه ثم خذوا بأيدي الطالبين وبينوا لهم الطريق الأمين الذي يوصل إلى هذا المقام الكريم الامين)
( الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) سورة الفرقان، لم يقل فاسأل عنه، لأن السؤال لا بد ان يكون لله بالله، ولذلك قال العارف: "عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي"
فأنت فيك حسن من حضرته وجمال من بهاء طلعته وقد واجهك عز وجل بذلك فشاهدت وسمعت كلام الله وفهمت الخطاب وقمت بالرد بروحك وسرك على حضرة الله وسجل الله عز وجل فى قرآنه فقال: عز وجل( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) سورة الأعراف
لم يقولوا بلى سمعنا، لكن: شهدنا، فشهدنا جمال الله وتمتعنا بكمال وبهاء الله فى هذه الحضرة، الذي يقول فيها سيدي إبراهيم الدسوقى رضي الله عنه:
على الدرة البيضاء كان اجتماعنا وفى قاب قوسين اجتماع الأحبة
ويذكرنا بها الإمام أبو العزائم رضي الله عنه فيقول:
من ألست لم ننسى ما قدشهدنا من جمال الجميل إذ خاطبنا
لم تنسى الأرواح هذا الخطاب، سألوا الإمام على رضي الله عنه: أتذكر يوم الميثاق؟ قال: نعم، وأعلم من كان فيه عن يميني ومن كان فيه عن يسارى.
♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
ينقسم الناس على حسب نياتهم فى الإقبال على الصالحين إلى أقسام كثيرة منهم وهم فى المنزلة العالية من يريدوا أن يكونوا منهم ويمشوا على هديهم ويسيروا على منهاجهم وهؤلاء فى المرتبة العليا المقبلين على الصالحين لأن الله عز وجل اقتضت حكمته العلية أن لا يصل واصل إليه إلا بخبير قرآني يهذب نفسه ويرقى طبعه ويجمل قلبه ثم يأخذ بيده ويوقفه بين يديه ويقول: ها أنت وربك، فالله عز وجل لا تحده الإشارات ولا تحيط بكمالاته العبارات، لا يوصل إليه بالخطوات وليس بيننا وبينه مسافات او جهات وإنما هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وكل ما بيننا وبينه هى حجب نفسانية أو غيوم قلبية أو آفات روحانية، تجعل السالك لا يستطيع ان يصل إلى المعبود عز وجل {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ، كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) سورة المطففين، الحجاب يأتى مما كسبته الجوارح من عالم الأكوان من الذنوب والآثام والغفلة والمعاصى والبعد عن حضرة الله عز وجل، لذلك قال الإمام ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: كيف يرحل قلب إلى الله وصور الاكوان منطبعة فى مرآته أم كيف يصل إلى الله وهو مكبل (يعنى مقيد) بشهواته"
يجب أن تفك قيود الشهوات وتمحوا الصور والمناظر التى على دائرة الفؤاد والقلب حتى تلوح له أنوار حضرة المبدع عز وجل، والكيف لا يستطيع البيان التعبير عنه، وخلاصة ما قاله العارفون فى ذلك:
فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
فإن قلت كيف فإن الله لا يلحقه الكيف، وإن قلت أين فلن تصل إلى الله عز وجل إلا بعد محو الأين، فهو كما قال الإمام على رضي الله عنه وكرم الله وجهه: (لا تراه الأحداق ولكن تراه القلوب إذا صفت من الآثام والذنوب والعيوب) كيف تراه القلوب؟
بلا كيف ولا حد ولكن بأنوار تعالت معنوية
حالات خاصة تريد خواص عباد الله الذين أوصلهم الله به إليهم وأوقفهم بعد فنائهم عن الأكوان بين يديه وقال لهم بلسان الحال: (هاكم جمالى فشاهدوه وهذا حسني فعاينوه وهذا كمالى فانظروه ثم خذوا بأيدي الطالبين وبينوا لهم الطريق الأمين الذي يوصل إلى هذا المقام الكريم الامين)
( الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) سورة الفرقان، لم يقل فاسأل عنه، لأن السؤال لا بد ان يكون لله بالله، ولذلك قال العارف: "عرفت ربي بربي ولولا ربي ما عرفت ربي"
فأنت فيك حسن من حضرته وجمال من بهاء طلعته وقد واجهك عز وجل بذلك فشاهدت وسمعت كلام الله وفهمت الخطاب وقمت بالرد بروحك وسرك على حضرة الله وسجل الله عز وجل فى قرآنه فقال: عز وجل( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) سورة الأعراف
لم يقولوا بلى سمعنا، لكن: شهدنا، فشهدنا جمال الله وتمتعنا بكمال وبهاء الله فى هذه الحضرة، الذي يقول فيها سيدي إبراهيم الدسوقى رضي الله عنه:
على الدرة البيضاء كان اجتماعنا وفى قاب قوسين اجتماع الأحبة
ويذكرنا بها الإمام أبو العزائم رضي الله عنه فيقول:
من ألست لم ننسى ما قدشهدنا من جمال الجميل إذ خاطبنا
لم تنسى الأرواح هذا الخطاب، سألوا الإمام على رضي الله عنه: أتذكر يوم الميثاق؟ قال: نعم، وأعلم من كان فيه عن يميني ومن كان فيه عن يسارى.
♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢
مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد