الصحبة الصالحة
أهميتها وفائدتها وآثارها
إن للصحبة أثراً عميقاً في شخصية المرء وأخلاقه وسلوكه، والصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثر الروحي والإقتداء العملي، وما نال الصحابة رضوان الله عليهم هذا المقام السامي والدرجة الرفيعة بعد ان كانوا في ظلمات الجاهلية إلا بمصاحبتهم لرسول الله (ﷺ) ومجالستهم له، وما أحرز التابعون هذا الشرف العظيم إلا باجتماعهم بأصحاب رسول الل(ﷺ).
إن لرسول الله (ﷺ) وراثاً من العلماء العارفين بالله تعالى، ورثوا عن نبيهم:
- العلم - والخلق - والإيما- والتقوى.
فكانوا خلفاء عنه في الهداية والإرشاد والدعوة إلى الله، يقتبسون من نوره ليضيئوا للإنسانية طريق الحق والرشاد، فمن جالسهم سرى إليه من حالهم الذي اقتبسوه من رسول الله(ﷺ) :
ومن نصرهم فقد نصر الدين.
ومن ربط حبله بحبالهم فقد اتصل برسول الله (ﷺ) .
ومن استقي من هدايتهم وإرشادهم فقد استقي من نبع رسول الله (ﷺ).
وهؤلاء الوراث المرشدون، مرافقتهم هي:
العلاج العملي الفعَّال لإصلاح النفوس.
وتهذيب الأخلاق.
وغرس العقيدة.
ورسوخ الإيمان.
لأن هذه أمور لا تنال بقراءة الكتب، ومطالعة الكراريس، إنما هي خصال عملية وجدانية، تقتبس بالإقتداء، وتنال بالاستقاء القلبي والتأثر الروحي.
ومن ناحية أخرى فكل إنسان لا يخلو من:
أمراض قلبية.
وعلل خفية لا يدركها بنفسه ( كالرياء والنفاق والغرور والحسد، والأنانية وحب الشهرة والظهور، والعجب والكبر والبخل)
فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية، تكشف له عن حقيقة حاله، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ مؤمن مخلص ناصح صادق، أحسن منه حالاً، وأقوم خلقاً، وأقوى ايماناً، يصاحبه ويلازمه، فيريه عيوبه النفسية، ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله ، ولهذا قال (ﷺ):
{ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ } [1]
فالطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو:
" صحبة الوارث المحمدي والمرشد الصادق الذي تزداد بصحبته إيماناً وتقوى وأخلاقاً، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية، وتتأثر شخصيتك بشخصيته التي هي صورة عن الشخصية المثالية، شخصية رسول الله (ﷺ)"
----------------------------------------
[1] رواه أبو داوود عن أبي هريرة، ورواه البخاري في الأدب المفرد.
===========================
من كتاب المنهج الصوفى والحياة العصرية
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد
أهميتها وفائدتها وآثارها
إن للصحبة أثراً عميقاً في شخصية المرء وأخلاقه وسلوكه، والصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثر الروحي والإقتداء العملي، وما نال الصحابة رضوان الله عليهم هذا المقام السامي والدرجة الرفيعة بعد ان كانوا في ظلمات الجاهلية إلا بمصاحبتهم لرسول الله (ﷺ) ومجالستهم له، وما أحرز التابعون هذا الشرف العظيم إلا باجتماعهم بأصحاب رسول الل(ﷺ).
إن لرسول الله (ﷺ) وراثاً من العلماء العارفين بالله تعالى، ورثوا عن نبيهم:
- العلم - والخلق - والإيما- والتقوى.
فكانوا خلفاء عنه في الهداية والإرشاد والدعوة إلى الله، يقتبسون من نوره ليضيئوا للإنسانية طريق الحق والرشاد، فمن جالسهم سرى إليه من حالهم الذي اقتبسوه من رسول الله(ﷺ) :
ومن نصرهم فقد نصر الدين.
ومن ربط حبله بحبالهم فقد اتصل برسول الله (ﷺ) .
ومن استقي من هدايتهم وإرشادهم فقد استقي من نبع رسول الله (ﷺ).
وهؤلاء الوراث المرشدون، مرافقتهم هي:
العلاج العملي الفعَّال لإصلاح النفوس.
وتهذيب الأخلاق.
وغرس العقيدة.
ورسوخ الإيمان.
لأن هذه أمور لا تنال بقراءة الكتب، ومطالعة الكراريس، إنما هي خصال عملية وجدانية، تقتبس بالإقتداء، وتنال بالاستقاء القلبي والتأثر الروحي.
ومن ناحية أخرى فكل إنسان لا يخلو من:
أمراض قلبية.
وعلل خفية لا يدركها بنفسه ( كالرياء والنفاق والغرور والحسد، والأنانية وحب الشهرة والظهور، والعجب والكبر والبخل)
فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية، تكشف له عن حقيقة حاله، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ مؤمن مخلص ناصح صادق، أحسن منه حالاً، وأقوم خلقاً، وأقوى ايماناً، يصاحبه ويلازمه، فيريه عيوبه النفسية، ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله ، ولهذا قال (ﷺ):
{ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ } [1]
فالطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو:
" صحبة الوارث المحمدي والمرشد الصادق الذي تزداد بصحبته إيماناً وتقوى وأخلاقاً، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية، وتتأثر شخصيتك بشخصيته التي هي صورة عن الشخصية المثالية، شخصية رسول الله (ﷺ)"
----------------------------------------
[1] رواه أبو داوود عن أبي هريرة، ورواه البخاري في الأدب المفرد.
===========================
من كتاب المنهج الصوفى والحياة العصرية
لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد