













_- _-_-_-_-_-_









يظن كثيرٌ من الناس أن العبادات الإسلامية التي عليها المكافآت الإلهية، وبها دخول الجنان الرضوانية هي الصلاة والصيام والزكاة والحج وفقط .

وبها أدَّب أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين،

تلك العبادات: عبادة العفو والصفح.

" إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الجنة سراعًا. فتلقاهم الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلِمنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فنعم أجر العاملين" ( رواه ابو يعلي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)
فيكون أول فوجٍ يفرُّ من الزحام، ويدخلون الجنة بسلام، كما أنبأ النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه:

لماذا كان أهل العفو أوّل فوجٍ يدخل الجنة بعد النبيِّين والمرسلين؟





حتى أنَّ منهم مَنْ وصل إلى شاطئ بلاد اليمن هارباً، وهم يظنون أنه سيفعل بهم الأفاعيل لأن الله عزَّ وجلَّ مكَّنه منهم.
فوقف على باب الكعبة وقال:
(يا معشر قريش، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيراً، أخٌ كريم وابن أخٍ كريم، قال: فاذهبوا فأنتم الطلقاء، لا أقول لكم إلاَّ كما قال أخي يوسف لإخوته:
﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (92يوسف).








والعَمْدُ قَوْدٌ، وشِبْهُ العَمْدِ ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد)(مسلم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه)
وفى رواية: (وإن دماء الجاهلية قد انتهت فلا تطالبوا بدمٍ منها، لأنه جاء دين العفو - وأول دمٍ دمُ ابن عمى سفيان بن الحارث)
وكان قد قُتِلَ أبوه ويطالب بدمه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمهم العفو والسماح ، وبدأ بنفسه صلى الله عليه وسلم ليعلِّمَنا أن ديننا هذا هو دين:
﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ (134آل عمران).

فقد يقول البعض: هذا نبيُّ الله، وله حالٌ خاصٌ مع الله،
لكن انظروا إلى أصحابه!!

فتراود نَفْسُ أبي بكرٍ أن يقطع عنه المعونة ولا يكفيه بالنفقة
لا يفكر أن يقتله أو أن يؤدبه، لأن هذا لم يكن يدور في تفكيرهم لإخوانهم المؤمنين والمؤمنات، لكن كل الذي فكَّر فيه هو أن يقطع عنه النفقة التي كان يعطيها له وإذا بالله عزَّ وجلَّ ينزل قرآناً خاصّاً له ويقول له:
﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ (22النور).
فعندما قرأها رسول الله، قال سيدنا أبوبكر:
(بلى يا ربِّ أحب أن تغفر لي، عفوت عنه)


الله عزَّ وجلَّ يعاملنا بما نعامل به إخواننا

(أن رجلاً أمر الله عزَّ وجلَّ به في النار، فقالت الملائكة: أليس لك عملاً صالحاً تذكره لله عزَّ وجلَّ ليعفو عنك؟ قال: لا، ثم تذكّر وقال: إني كنت أعمل تاجراً، وكنت آمر صبياني أن يتجاوزوا عن المُعسر وينتظروا حتى يُوسر، فقال الله عزَّ وجلَّ: تجاوزتُ عن عبدي، وأنا أحق بالتجاوز والعفو، وأنا أرحم الراحمين) عفونا عنك بعفوك عن الناس ((متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
أدخلوه الجنة لأنه كان يعفو عن الناس، ويتجاوز عن الناس، ولا يشكوهم لجهات حكومية مطالباً بالشيكات والكمبيالات التي يستدينون له بها، بل ينظِرهم ويُمهلهم حتى يُوسع الله عليهم، ويعفو عن الذي ليس في استطاعته السداد.


يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم معلماً داعياً مولاه:
🤲اللهم إنك عفو كريمٌ تُحب العفو فا عفُ عنا) (الترمذي والنسائي وأحمد عن عائشة رضي الله عنها)
وقال صلى الله عليه وسلم:
(مَنْ جاءه أخوه متنصلاً ــ أي: معتذراً ــ فليقبل منه، مُحقًّا كان أو مُبطلاً، فإن لم يقبل منه لم يرد علىّ الحوض)(الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وجاء في الأثر:
(إذا كان يوم القيامة، يُنادى منادٍ من قدّام العرش: يا عبادي، أما ما كان بيني وبينكم فقد غفرته لكم، وأما ما كان بينكم وبين بعضكم فتجاوزوا عنه وأدخلوا الجنة برحمتي).
أو كما قال،
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.










قال الله تعالى:
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل:125] .
وقال: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256]
وقال: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة:8].






{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:136].

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].

{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40].


{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [العنكبوت:46]


{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:42-44]


يا أبت. وكان رده على توعد أبيه بالرجم: سلام عليك.


🤲 اللهم تقبل صالح أعمالنا واغفر لنا وتوفنا مع الأبرار
🤲🤲 ثم الدعاء🤲🤲
=================




متابعة صفحة الخطب الإلهامية











