الفرد الوارث
مـن الناس من يقـوم بالشريعة ويكون له نصيب قليـل فى عالـم الحقيقة، ومـن النـاس -وهم المجاذيـب- من يختصـه الله بالحقيقـة ويكـون لـه نصـيب قليـل فى العمل بالشريعة مما لا غنى له عنه،
وهناك فرد واحد فى الوجود الوارث الفرد الجامع وهو أكمل الناس قياماً بالشريعة وأكرم الناس عملاً بالحقيقة، جمـع الله له قـرن الشريعة وقـرن الحقيقة، فأصبح يعمل بالحقيقة والشريعة وينظر بالعينين، ولا يشغله شئ عن شئ، ينظر بعين الخلق إلى الخلق، وينظر بعين الحق إلى جمال الله المتجلى فى الخلق، فلا يغيب عن مشهد الخلق بما يراه من جمال الحق، ولا يغيب بجمال الحق عن النظر إلى الخلق، فتجده يعرف هذا واسمه وكل شئ عنه مع أنه فى الحقيقة يرى الوجود علواً وسفلاً يتجلى فيه الله بنور السموات والأرض، وهذا ما يسمونه أبو العينين أو صاحب المشهدين، أو كما قال الله عنه فى القرآن (ذِي الْقَرْنَيْنِ) [83 الكهف] ..
جاهد وشاهد حتى بلغ مطلع الشمس ووجد هناك أقواماً من العارفين والصالحين .. والشمس هى شمس رسول (ﷺ)..
لم يجعل الله لهم من دونها ستراً ! يرون الحقيقة المحمدية جهاراً ! فلا يوجد غطاء ولا نقاب ولا حجاب يحجبهم عن النبى الأواب (ﷺ) !!
هذا العبد يطوف مشارق الأرض ومغاربها بروحه! لأن الله عز وجل يمد منه الأولياء والصلحاء فى كآفة أرجاء الأرض! بل يمد ملائكة السماء! فالمدد ينزل من الله على قلب حبيبه ومصطفاه .. وينزل من قلب حبيب الله ومصطفاه على قلب الوارث الفرد الجامع .. ومنه يوزع العطاء والمدد على جميع الأرواح النورانية فى العوالم الملكوتية والعوالم الجنانيـة ... والعوالـم العرشـية ... والعوالم اللاهـوتية.... والعوالـم الأرضية.
وهذا هو من يقول فيه الله عز وجل وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) [يس] إمام مبين أى يبين معه البيان الذى يقول عنه الله فى القرآن { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [القيامة] يبين الله على لسانه بعد العيان، فيبين عن الله ما يستطيع أن يتحمله كل قوم من علوم كتاب الله جل فى علاه،
ولذلك تجد أن هذا العبد يذهب إليه السالك بالمسائل فيجيبه بالإجابات التى تتحملها قواه ، فإذا جاءه سائل ثان بنفس أسئلة الأول تجد أن الإجابة تتغير لأنها بحسب قوى السالك، فإذا جاءه سائل ثالث بنفس أسئلة الأول والثانى تجد أن الإجابة تختلف وإذا جاء الأولون والآخرون سائلون فإنه يغترف لكل واحد منهم من العلم المكنون ما به يرتاح القلب والفؤاد، ويحصل عند السماع منه المـراد لأنـه يبـلغ عـن رب العبـاد عز وجل.
========================
هـــمــــســات إيــمـانــيــه مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله
مـن الناس من يقـوم بالشريعة ويكون له نصيب قليـل فى عالـم الحقيقة، ومـن النـاس -وهم المجاذيـب- من يختصـه الله بالحقيقـة ويكـون لـه نصـيب قليـل فى العمل بالشريعة مما لا غنى له عنه،
وهناك فرد واحد فى الوجود الوارث الفرد الجامع وهو أكمل الناس قياماً بالشريعة وأكرم الناس عملاً بالحقيقة، جمـع الله له قـرن الشريعة وقـرن الحقيقة، فأصبح يعمل بالحقيقة والشريعة وينظر بالعينين، ولا يشغله شئ عن شئ، ينظر بعين الخلق إلى الخلق، وينظر بعين الحق إلى جمال الله المتجلى فى الخلق، فلا يغيب عن مشهد الخلق بما يراه من جمال الحق، ولا يغيب بجمال الحق عن النظر إلى الخلق، فتجده يعرف هذا واسمه وكل شئ عنه مع أنه فى الحقيقة يرى الوجود علواً وسفلاً يتجلى فيه الله بنور السموات والأرض، وهذا ما يسمونه أبو العينين أو صاحب المشهدين، أو كما قال الله عنه فى القرآن (ذِي الْقَرْنَيْنِ) [83 الكهف] ..
جاهد وشاهد حتى بلغ مطلع الشمس ووجد هناك أقواماً من العارفين والصالحين .. والشمس هى شمس رسول (ﷺ)..
لم يجعل الله لهم من دونها ستراً ! يرون الحقيقة المحمدية جهاراً ! فلا يوجد غطاء ولا نقاب ولا حجاب يحجبهم عن النبى الأواب (ﷺ) !!
هذا العبد يطوف مشارق الأرض ومغاربها بروحه! لأن الله عز وجل يمد منه الأولياء والصلحاء فى كآفة أرجاء الأرض! بل يمد ملائكة السماء! فالمدد ينزل من الله على قلب حبيبه ومصطفاه .. وينزل من قلب حبيب الله ومصطفاه على قلب الوارث الفرد الجامع .. ومنه يوزع العطاء والمدد على جميع الأرواح النورانية فى العوالم الملكوتية والعوالم الجنانيـة ... والعوالـم العرشـية ... والعوالم اللاهـوتية.... والعوالـم الأرضية.
وهذا هو من يقول فيه الله عز وجل وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) [يس] إمام مبين أى يبين معه البيان الذى يقول عنه الله فى القرآن { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } [القيامة] يبين الله على لسانه بعد العيان، فيبين عن الله ما يستطيع أن يتحمله كل قوم من علوم كتاب الله جل فى علاه،
ولذلك تجد أن هذا العبد يذهب إليه السالك بالمسائل فيجيبه بالإجابات التى تتحملها قواه ، فإذا جاءه سائل ثان بنفس أسئلة الأول تجد أن الإجابة تتغير لأنها بحسب قوى السالك، فإذا جاءه سائل ثالث بنفس أسئلة الأول والثانى تجد أن الإجابة تختلف وإذا جاء الأولون والآخرون سائلون فإنه يغترف لكل واحد منهم من العلم المكنون ما به يرتاح القلب والفؤاد، ويحصل عند السماع منه المـراد لأنـه يبـلغ عـن رب العبـاد عز وجل.
========================
هـــمــــســات إيــمـانــيــه مــن كـــتــاب
سياحة العارفين
لفضيـــلة الشيـــخ / فوزي محمد أبوزيــــــد
إمــام الـجـمـعـيـة الـعـامـة للـدعـوة إلى الله