الرئيسية
سر الحب لله والإيمان
.. الهداية التي معنا والتي حوالينا كلها جاءت من النور الذي فينا من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. 
وبمعنى آخر :-.. كل واحد آمن بالله ورسوله يكون معنى الإيمان:
أنه عمل عقداً مع شركة كهرباء نور الحنان المنان ، ليوصلوا له نور النبي العدنان في القلب وفي الجنان !!
ومن غير هذا النور لا يقدر يروح ولا يجييء، ولا يمشي ولا يتحرك في طريق الله عز وجل ..
يمشي في الدنيا مثل أهل الدنيا ... !!!لكن لا يستطيع أن يمشي مع المؤمنين، لا يستطيع أن يمشي إلا إذا وصَّلوا له تياراً من النور من حضرة الرسول ..
ولذلك كانوا يغنُّون ويقولون:
أبدًا تحنُّ نفوسنا وقلوبُنا
وحنينها دوماً لأول منـزل نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحبُّ إلا للحبيب الأول فالذي يشغل قلبه بحب فلانة أو علانة أو الأموال أو المناصب .. بكل هذا يضحك عليه، وعندما تحضر ساعة الصفاء يعرف أن كل ذلك كان باطلاً ؛ لأن الحب لا يكون إلا للحبيب الأول صلوات الله وسلامه عليه!
فالذي وقع عليه يبقى هذا فضل الله غامره وفضل الله عليه، والذي لم يصل إليه يبقى تائهاً يا إخواني في صحراء، تتخبطه الشهوات، وتتلاطمه الأهواء؛ 
وهذا يحتاج لعناية من الله عز وجل ليردَّ إلى فضل الله الذي يقول فيه الله :-(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ )) - [29:الأنفال]
.. فقد قال إمامنا أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه:- (أحبَّ ما فيك منه، لأنه هو المحبوب له لا أنت)، أي أنه يحبُّك لما فيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا السبب الذي من أجله اختصنا الله عز وجل بالمحبة في قوله:-(( .. يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. )) - [54:المائدة]
.. فهو الذي أحبنا أولاً !! ...
.. لأنه وضع فينا سرَّ الحب، وزرع الحب، ونبات الحب، عندما وضع فينا قبساً من نور حبيبه صلوات الله وسلامه عليه ..
حتى لما يجئ الناس يتحدثون عن الحب ويأتوا بالقصص العجيبة والأحوال الغريبة يقول لهم الله:-" إياكم أن تظنوا أن أحداً من الأولين أو الآخرين سيصل إلى حبِّ واحد عادي أو عامي من جموع المؤمنين:-
(( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ .. - [165:البقرة])
فكلما ترى أحدًا يحب شيئًا حبًّا جمًّا .... يملك شغاف قلبه .... تعلم علم اليقين أنه لم يصل إلى عشر معشار ما يحبه رجل من عوام المؤمنين لله عز وجل ... .. فما بالك بأهل الخصوصية؟! 
ويحكي عنهم سيدنا السري السقطي رضي الله عنه وأرضاه لتلميذه الجنيد فيقول:-
(( حكى لي السري فقال:-رأيت ربَّ العزة في النوم، وأوقفني بين يديه ، وقال: يا سري، تعلم من أحبابي؟ وما مقدارهم عندي؟
قال: قلت: لا يا رب، 
قال: إني خلقت الخلق ثم فتحت عليهم أبواب الدنيا فهرب تسعة أعشارهم إليها ولم يبق إلا العشر! 
ففتحت لهم وعرضت لهم نعيم الجنة فهرب تسعة أعشار العشر ولم يبق إلا عشر العشر! 
فسلطت عليهم النار فهرب تسعة أعشار عشر عشر العشر ولم يبق إلا عشر عشر العشر!
فسلطت عليهم البلاء فلم يفروا، فزدتهم بلاءً فلم يتغيروا، وقالوا: وعزَّتك وجلالك لو صببت علينا البلاء صبًّا ما تحولنا عنك!
فقلت لهم: وما تريدون؟ قالوا: لا نريد إلا جمال وجهك. فقال: أنتم عبادي حقًّا وأوليائي صدقاً )). ما مبلغ حب هؤلاء؟
:: .. لا أحد يقدر أن يصفه!! 
ولكن يكفيهم قول الله عز وجل فيهم ولهم :- ﴿ .. يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ .. [54:المائدة] ﴾ سر الحياة من كتاب الرحمة المهداة لفضيلة الشيخ / فوزى محمد أبوزيد 