العروج القلبي إلى نور الله
الذي يريد العروج القلبي إلى نور الله ، حتى يرى نور الله في كل ما تقع عليه عيناه ،
فماذا يفعل العبد ليصل إلى ذلك الحال ؟ ، لابد أن يفتح صفحة قلبه بسيف محبَّة الله ، ويطهِّرها من كل شئ يباعد بينه وبين حضرة الله ، لأن الحضرة العليا كما قال أولياء الله :
{ مكتوبٌ على حضرة القدوس لا يدخلها أرباب النفوس }
فيُخْرِج منها :كل ما يمنع الإنسان عن البهاء ، والجمال ، والكمال ، والصفاء ، من الأحقاد ، والأحساد ، والكره ، والبغض ، والأثرة ، والأنانية وحب الذات ، وما شاكل هذه الصفات، فمثلاً .:الذي منع إبليس من المشاهد العالية :
{أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ }(76ص)
لذا فكل الصفات التي وراء كلمة أنا لابد أن يتخلص منها ، حتى يكون مع الله بالله ، ويسير بتوفيق الله إلى الله ويمشي بنور الله إلى الله ، لأن المرء لا يستطيع أن يمشي بنفسه ولا بذاته إلى الله ،
قال صلى الله عليه وسلم:
{وَلَوْلاَ تَمْرِيجُ قُلُوبِكُمْ وَتَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ } (1)،
وفى رواية زيادة.{ لَرَأَيْتُمُ الَّذِي رَأَيْتُ }
نحن نتكلم عمّال على بطّال ، لكن كيف كان تكلُّمه صلى الله عليه وسلم ؟
بالحكمة التي أشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم :
{رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَيْرَاً فَغَنِمَ ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ } (2)
فإذا أخرج من قلبه الرغبات الزائلة ، والشهوات الفانية ، واللّذات العارضة وملأه بحبِّ الله وتقواه ، والخوف من جلاله ، والخشية من رهبوته وعظومته ، والرغبة في جميل قربه ، وأثير ودّه ، وتجمَّل بجمال العبودية التي كان عليها سيدنا رسول الله ، يمنُّ الله عليه بغامر فضـله ، وواسع كرمـه ، فيفتح له أبواب قربه ، ويرفعه على رفارف عنايته ، ويخصه بمشاهدة جمال حضرته ، ويتولاه في كل أنفاسه بحفظه وكلاءته ، ورعايته وصيانته .
( ) رواه الطبرى
( ) رواه السيوطي في الجامع الصغير والكبير والديلمي عن أنس، والبيهقي في الشعب عن الحسن .
من كتاب إشراقات الإسراء الجزء الأول
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد
الذي يريد العروج القلبي إلى نور الله ، حتى يرى نور الله في كل ما تقع عليه عيناه ،
فماذا يفعل العبد ليصل إلى ذلك الحال ؟ ، لابد أن يفتح صفحة قلبه بسيف محبَّة الله ، ويطهِّرها من كل شئ يباعد بينه وبين حضرة الله ، لأن الحضرة العليا كما قال أولياء الله :
{ مكتوبٌ على حضرة القدوس لا يدخلها أرباب النفوس }
فيُخْرِج منها :كل ما يمنع الإنسان عن البهاء ، والجمال ، والكمال ، والصفاء ، من الأحقاد ، والأحساد ، والكره ، والبغض ، والأثرة ، والأنانية وحب الذات ، وما شاكل هذه الصفات، فمثلاً .:الذي منع إبليس من المشاهد العالية :
{أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ }(76ص)
لذا فكل الصفات التي وراء كلمة أنا لابد أن يتخلص منها ، حتى يكون مع الله بالله ، ويسير بتوفيق الله إلى الله ويمشي بنور الله إلى الله ، لأن المرء لا يستطيع أن يمشي بنفسه ولا بذاته إلى الله ،
قال صلى الله عليه وسلم:
{وَلَوْلاَ تَمْرِيجُ قُلُوبِكُمْ وَتَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ } (1)،
وفى رواية زيادة.{ لَرَأَيْتُمُ الَّذِي رَأَيْتُ }
نحن نتكلم عمّال على بطّال ، لكن كيف كان تكلُّمه صلى الله عليه وسلم ؟
بالحكمة التي أشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم :
{رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً قَالَ خَيْرَاً فَغَنِمَ ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ } (2)
فإذا أخرج من قلبه الرغبات الزائلة ، والشهوات الفانية ، واللّذات العارضة وملأه بحبِّ الله وتقواه ، والخوف من جلاله ، والخشية من رهبوته وعظومته ، والرغبة في جميل قربه ، وأثير ودّه ، وتجمَّل بجمال العبودية التي كان عليها سيدنا رسول الله ، يمنُّ الله عليه بغامر فضـله ، وواسع كرمـه ، فيفتح له أبواب قربه ، ويرفعه على رفارف عنايته ، ويخصه بمشاهدة جمال حضرته ، ويتولاه في كل أنفاسه بحفظه وكلاءته ، ورعايته وصيانته .
( ) رواه الطبرى
( ) رواه السيوطي في الجامع الصغير والكبير والديلمي عن أنس، والبيهقي في الشعب عن الحسن .
من كتاب إشراقات الإسراء الجزء الأول
لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد