أثر الرفق واللين

أثر الرفق واللين
---------------

كل مسلم فى الدنيا دوره طبيب يداوى العصاة والمذنبين حتى يردهم إلى ساحة فضل رب العالمين
ولن يتم هذا إلا باللين،
ولذلك عندما تتصفح صفحات تاريخ تجد أن الذى كان يؤدى الدور مع العصاة والمذنبين والجبارين هم الصالحين

لأنهم كانوا يتعاملون معهم بالرفق واللين إلى أن يلينوهم ويدخلوهم على طريق رب العالمين
هل يستطيع أحد أن يشكل الحديد بدون أن يلينه فى الفرن الحرارى ويصهره؟
فكذلك المبعدين والأشرار والفجار والكفار فهم كالحديد ومن أجل أن تهديهم وتشكلهم بالدين الجديد فلابد أن تأخذهم بالرفق واللين إلى أن تصهر طباعهم وتخفف غلواءهم وتشكلهم على ما يحبه رب العالمين وعلى ما جاء به سيد الأولين والآخرين.

إياك أن تقول أن هذه ليست مسئوليتى ولكن هذه مسئولية العلماء والوعاظ، كل مسلم مسئول:
{كل مسلم على ثغر من ثغور الإسلام فإذا تهاون إخوانك فاشدد لئلا يؤتَى الإسلام من قِبَلك}(1)

لابد أن يكون لى كل يوم محاولات فى دين الله، فأحاول مع فلان حتى أقربه للحق، ومع فلان حتى أجعله يتوب عن شرب الخمر، ومع فلان حتى أجعله يتوب عن معاكسة النساء، ومع المجلس الفلانى حتى أجعلهم يتوبون عن القيل والقال والغيبة والنميمة،
(1)السنة لمحمد بن ناصر المروزى عن يزيد بن مرثد.
=====================
من كتاب( نسمات القرب )
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبو زيد