التشبه بالرسولﷺ
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
من أراد أن يحبه الله يتابع هذا النبيﷺ الذي جمَّله الله بجمال محابه ومراضيه، وجعله صورة وقدوة للمتقين والمقربين والصالحين من بدء البدء إلى نهاية النهايات، فلا بد أن يتشبه برسول الله ﷺ في كل أحواله، حتى في طريقة شربه وفي طريقة أكله، وفي طريقة لبسه، مع مراعاة الزمن، فلا نتشبه به ونترك مستجدات العصر ونعود للعصر الذي كان فيه رسول الله، وهذا ما لا يليق بدين الله والذي يتخذه بعض المتشددين وينافي تعاليم الله، فالتشبه برسول الله مع مراعاة الزمن الذي أنا فيه.
لكن أستحضر رسول الله في كل عمل، في الكلام، وفي المشي، وفي وقت النوم، ووقت البيع والشراء، وكل هذه المشاهد وارد عنها ما لا يحصى من الأحاديث الشريفة عن حضرتهﷺ، لكننا نرى الأمور هكذا؛ وأن الموضوع عبارة عن صلاة وصوم وزكاة وحج، وأما الأمور الأخرى نمشي بها على هوانا، ومن مشى على هواه أفسد مفعول دوائه الذي أعطاه الله لنا.
مثل الطب؛ فالذي يذهب للطبيب ويكتب له روشته وطريقة استخدام الدواء، فمن يخالف الطريقة التي أعطاها له الطبيب ويمشي على هواه هل سيشفى؟! فكذلك الدواء الذي أنزله الله لنا وجعله شفاء من كل الأدواء، ولكن بشرط:
(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(21الأحزاب) و (لَكُمْ): تشمل الجميع، الصغير والكبير، العالم والجاهل، الرجال والنساء، من زمانه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولم يقل في (محمد)، لأنه لو قال كذلك إذاً نتبعه في ظاهره الذي كان عليه، في ملبسه وهيئته، لكن قال: (فِي رَسُولِ اللَّهِ)، يعني: أوصافه المعنوية التي نبَّه عليها كتاب الله؛ مثلاً في الصفح والعفو، والحلم والكرم، والتواضع في صلة الأرحام، وكفالة الأيتام، والتحسس على الفقراء والمساكين من حيث رعايتهم،
هذه الأحوال المعنوية التي ركز عليها المولى في اتباع خير البرية.
لكن لو أحدهم تابعه في الظاهر وأصبح بذلك قريباً من ظاهر الحبيب المختار، من حيث طول اللحية والعِمَّة، وحتى جبة رسول الله، لكن عندما يتعامل مع الناس نجد له غلظة وقسوة في المعاملة، هل هذا تشبه برسول الله؟!.
لكن من أراد أن يتشبه برسول الله يتشبه به في ما قال الله:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ)
(159آل عمران)
---------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
====
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
من أراد أن يحبه الله يتابع هذا النبيﷺ الذي جمَّله الله بجمال محابه ومراضيه، وجعله صورة وقدوة للمتقين والمقربين والصالحين من بدء البدء إلى نهاية النهايات، فلا بد أن يتشبه برسول الله ﷺ في كل أحواله، حتى في طريقة شربه وفي طريقة أكله، وفي طريقة لبسه، مع مراعاة الزمن، فلا نتشبه به ونترك مستجدات العصر ونعود للعصر الذي كان فيه رسول الله، وهذا ما لا يليق بدين الله والذي يتخذه بعض المتشددين وينافي تعاليم الله، فالتشبه برسول الله مع مراعاة الزمن الذي أنا فيه.
لكن أستحضر رسول الله في كل عمل، في الكلام، وفي المشي، وفي وقت النوم، ووقت البيع والشراء، وكل هذه المشاهد وارد عنها ما لا يحصى من الأحاديث الشريفة عن حضرتهﷺ، لكننا نرى الأمور هكذا؛ وأن الموضوع عبارة عن صلاة وصوم وزكاة وحج، وأما الأمور الأخرى نمشي بها على هوانا، ومن مشى على هواه أفسد مفعول دوائه الذي أعطاه الله لنا.
مثل الطب؛ فالذي يذهب للطبيب ويكتب له روشته وطريقة استخدام الدواء، فمن يخالف الطريقة التي أعطاها له الطبيب ويمشي على هواه هل سيشفى؟! فكذلك الدواء الذي أنزله الله لنا وجعله شفاء من كل الأدواء، ولكن بشرط:
(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(21الأحزاب) و (لَكُمْ): تشمل الجميع، الصغير والكبير، العالم والجاهل، الرجال والنساء، من زمانه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولم يقل في (محمد)، لأنه لو قال كذلك إذاً نتبعه في ظاهره الذي كان عليه، في ملبسه وهيئته، لكن قال: (فِي رَسُولِ اللَّهِ)، يعني: أوصافه المعنوية التي نبَّه عليها كتاب الله؛ مثلاً في الصفح والعفو، والحلم والكرم، والتواضع في صلة الأرحام، وكفالة الأيتام، والتحسس على الفقراء والمساكين من حيث رعايتهم،
هذه الأحوال المعنوية التي ركز عليها المولى في اتباع خير البرية.
لكن لو أحدهم تابعه في الظاهر وأصبح بذلك قريباً من ظاهر الحبيب المختار، من حيث طول اللحية والعِمَّة، وحتى جبة رسول الله، لكن عندما يتعامل مع الناس نجد له غلظة وقسوة في المعاملة، هل هذا تشبه برسول الله؟!.
لكن من أراد أن يتشبه برسول الله يتشبه به في ما قال الله:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ)
(159آل عمران)
---------------------------------------------
همسات صوفية من كتاب
{مجالس تزكية النفوس}
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبو زيد
إمام الجمعية العامة للدعوة الى الله
====